– الأيام اللي فاتت انتشرت صور لمئات الناس على أبواب المستشفيات بحثا عن الرعاية الطبية وأجهزة التنفس الصناعي، وصور أخرى لحرق مئات الجثث في الهند بعد وفاة أعداد ضخمة من الناس بسبب فيروس كورونا.
– عدد الإصابات الجديدة بالفيروس يتجاوز 350 ألف إصابة يوميا، وبيمثل حوالي تلت الإصابات الجديدة على مستوى العالم يوميا، وبكدا تكون الهند أكبر دولة في العالم بتسجل إصابات يوميا. عدد الوفيات هو الأعلى عالميا برضو، بأكتر من 3 آلاف و500 وفاة يوميا.
– هنتابع في البوست ده الوضع في الهند، وأسباب الكارثة دي، وإزاي نستفيد من اللي حصل هناك عشان نتجنب حدوث كارثة لا قدر الله.
*****
إيه اللي بيحصل في الهند؟
– تجاوزت عدد حالات الإصابة في الهند أكثر من 20 مليون إصابة بكورونا، رغم إن الحكومة بتقول إن الحالات “تتباطأ”، لكن في نفس الوقت أرقام الفحص تراجعت كمان ودا أثار مخاوف من أن العدد الحقيقي في الهند أعلى بكتير، والعدد الإجمالي لوفيات الفيروس في الهند تجاوز 200 ألف، وفيه مرضى كتير بيتعالجوا في البيوت وبيموتوا خارج المستشفيات، خصوصا في المناطق الريفية.
– فيه نقص كبير في الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، والمستشفيات مش قادرة تستوعب كل الإصابات اللي بتوصلها.
– الصور المنشورة من الهند تظهر إن الناس اضطرت تتلقي الرعاية الطبية على الأرصفة أمام المستشفيات وفي مختلف الأماكن لعدم وجود أماكن في المستشفيات.
– نفاد الأكسجين تسبب في وفاة عدد من المرضى، من ضمنهم 12 شخصا يوم السبت، بعد وفاة أكتر من 20 مصاب لنفس السبب في نفس الأسبوع.
– قبلها بأسبوع، توفي 24 مريض بكورونا بعد توقف إمداد الأكسجين. اتقال إن السبب كان حصول تسرب أثناء إعادة ملء خزان الأكسجين في أحد المستشفيات.
– ده بيحصل في كل مكان في الهند، والناس لجأوا للسوق السودا للحصول على أنابيب الأكسجين، وتوجهوا بها للمستشفيات، لكن ده ماحلش المشكلة، لإن المستشفيات ممتلئة عن آخرها، والمرضى منتظرين على الأرصفة وفي الشوارع المحيطة بالمستشفيات.
– مشاهد المأساة دي أفزعت العالم كله، ودفعت 40 دولة لإرسال مساعدات طبية للهند، بالإضافة لدور الهنود المقيمين خارج البلاد بإرسال مواد طبية. لكن المتوقع إن المساعدات دي هيكون تأثيرها محدود، لإن عدد سكان الهند يبلغ 1.4 مليار نسمة.
– مش بس المستشفيات اللي امتلأت بالمرضى، كمان المشارح والمقابر ومحارق الجثث امتلأت عن آخرها، لدرجة إن الشرطة طلب من السلطات المحلية في العاصمة دلهي، توفر المزيد من مواقع حرق الجثث.
– الهند هي أكبر منتج للقاحات في العالم، ورغم ده، ماعندهاش مخزونات كافية لتطعيم 800 مليون شخص لهم الحق في التطعيم، وفيه بعض الولايات أوقفت التطعيم فعلا.
*****
إيه أسباب اللي حصل؟
فيه عدة أسباب لما حدث:
– أولا التهاون في الإجراءات، وعدم الالتزام بلبس الكمامات، والسماح بالتجمعات الكبيرة دون مراعاة أي إجراءات تباعدية.
الحكومة الهندية كانت أعلنت في شهر مارس اللي فات إن “لعبة كورونا انتهت”، واتعاملت بثقة مفرطة وغير منطقية، على إنها قادرة على العودة للحياة بشكل طبيعي، بما إنها بتصنع أعداد كبيرة من اللقاح والعالم كله هيستورد منها، رغم إنها في اللحظة دي كانت طعمت أقل من 1% من السكان.
– الهند قدمت أكثر من 157 مليون جرعة لقاح حتى الآن، وبتحتل المرتبة الثالثة في العالم، بعد الصين والولايات المتحدة. ولكن عدد من تلقى جرعة واحدة تقريبا 10% من عدد سكان الهند الضخم، ومنهم حوالي 2 % بس تلقوا جرعتين.
– وانخفضت معدلات التطعيم، من 3.7 مليون جرعة في اليوم، منذ حوالي شهر إلى 1.7 مليون فقط في اليوم.
– خلال الشهرين الماضيين ومع نسبة التطعيم المنخفضة دي، ملايين الهنود شاركوا في مهرجان هندوسي اسمه كومبه ميلا، واللي تضمن غطس جماعي في نهر الغانج. أيضا السلطات عقدت انتخابات في عدد من الولايات، شارك فيها الملايين، دون أي إجراءات احترازية.
– ثانيا: ظهرت سلالات جديدة من الفيروس في الهند، من ضمنها سلالة متحولة بشكل مزدوج، وفيه شكوك حول دورها في زيادة الأعداد، لكن ده لم يتأكد بعد بشكل علمي.
– ثالثا: الحكومة تراخت في فرض إجراءات الإغلاق، وكانت مترددة انها تاخد الخطوة دي خوفا من التأثير السلبي على الاقتصاد. السنة اللي فاتت الحكومة فرضت إغلاق لمدة 68 يوما، لكنه تسبب في انخفاض الإنتاج بنسبة 24%، وعاد ملايين العمال لقراهم بعد ما تعطلت أعمالهم.
ورغم اللي حصل دا كله الحكومة المركزية مترددة حتى اللحظة في فرض إغلاق وطني، ووصفه رئيس الوزراء مودي بأن دا هيكون “الملاذ الأخير”، وحاليا العديد من الولايات والأقاليم الاتحادية بتفرض قيود خاصة بيها.
*****
نستفيد إيه من اللي حصل في الهند؟
– في عدة نقاط تشابه بين الوضع في الهند والوضع في مصر، من حيث التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وتراخي الحكومة في فرض لبس الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، بيسمحوا بتجمعات ضخمة في مواسم وأعياد دينية أو غيرها، في بلدين، عدد سكانهم كبير جدا.
– التوازن بين تقليل مخاطر انتشار الفيروس، وتقليل مخاطر الإغلاق على الاقتصاد، هو أمر مفهوم، لكن مش منطقي أبدا الحكومة تنظم حملات لتغريم المخالفين للاجراءات الاحترازية لعدة أيام وتختفي، ويبقى معظم الناس بتتعامل كأن مافيش كورونا.
– طول الشهر اللي فات بنسمع عن زيادة أعداد الإصابات والوفيات في الصعيد في سوهاج تحديدا، ومطالبات بفرض حظر تجول جزئي، لكن الحكومة شايفة إن الوضع مطمئن ومش محتاج الإجراء ده، وفيه تجاهل لنصائح نقابة الأطباء والمجتمع المدني فيما يخص مكافحة الوباء في فترة حساسة.
– عدد وفيات كورونا المسجل رسميا في مصر وصل 13 ألف، والإصابات حوالي 225 ألف، ومن بداية شهر رمضان وفيه زيادة ملحوظة في الأعداد الرسمية للمصابين والضحايا بسبب كورونا، واللي كلنا عارفين إنها لا تمثل سوى 10 % من الأرقام الحقيقية، باعتراف وزارة الصحة. رغم ذلك مافيش إجراءات جادة وزيادة بتتاخد.
– نشرنا سابقا عن تحقيق بي بي سي، اللي كشف عن إن أعداد وفيات كورونا خلال 3 شهور المسجلة رسميا في مصر كانت حوالي 7 آلاف حالة، في الوقت عدد الوفيات الإجمالي كان مرتفع بحوالي 60 ألف حالة عن المعدل الطبيعي. وقتها تحدث أطباء عن تسجيل كتير من وفيات كورونا على إنها وفيات طبيعية ووفيات بأمراض أخرى زي الالتهاب الرئوي.
– ضروري ناخد بالنا إن اللي حصل في الهند قابل للتكرار (لا قدر الله) لو كررنا الطريقة اللي هما مشيوا بيها.
– مينفعش نفضل بدون إجراءات احترازية أكثر صرامة في ظل حملات تلقيح بطيئة لهذه الدرجة، لازم موضوع التطعيم يكون أسرع من كده من حيث توفيره، ومن ناخية تاني، إنه يوصل للفئات اللي معندهاش إنترنت ولا هتعرف من حملات السوشيال ميديا.
– وكمان لازم ردود سريعة علمية على أسئلة الناس ومخاوفهم على الأرض، لازم الحكومة تراعي نسبة الأمية المرتفعة جداً في مصر، وإن دا محتاج حملات توعية بوسائل أخرى مش فقط عبر الإنترنت، لازم إيجاد آلية عملية اعتمادا على البيانات الموجودة من الحملات الصحية السابقة توصل للمواطنين اللي معندهمش معلومات كافية عن اللقاح أو أعراضه الجانبية، ومتسيبش الناس فريسة للإشاعات اللي بتأخر حصار الوباء، وبالتالي فترة الأزمة هتطول، لذلك من مصلحة الحكومة والناس كلها إن الأداء يبقى أفضل من كده.
– من ناحية تانية بنكرر إن بجانب المسؤولية الحكومية الواضحة عن فرض إجراءات لمكافحة تفشي الوباء، لازم الناس لما تسمع عن قصة الهند اللي حكينا عنها دي، تعرف إن السبيل الوحيد لنجاة المواطن وأهله وأحبابه حالياً هو الالتزام بالإجراءات الاحترازية زي الكمامة والتباعد الاجتماعي، وعدم الاختلاط إلا للضرورة القصوى، وتأجيل أي مناسبات اجتماعية أو غيره من الأنشطة لحد ما يتم محاصرة الوباء ونجاح حملة التلقيح.
– بنتمنى السلامة والأمان لكل المصريين والشفاء العاجل لكل المصابين.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *