– الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن صدور النسخة الجديدة من بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك، في مؤتمر حضره رئيس الوزراء ووزيرة التخطيط يوم الخميس اللي فات.
– البحث بيصدر كل سنتين تقريبا، ويتضمن مؤشرات مهمة عن معيشة المصريين أهمها معدلات الفقر، وممثلي الحكومة في المؤتمر ركزوا على انهم حققوا انجاز كبير بإن معدل الفقر انخفض لأول مرة، بعد ما كان بيرتفع دايما خلال آخر 20 سنة.
– لكن رغم الأرقام الإيجابية دي البحث عليه أسئلة وانتقادات، زي انه لا يشمل فترة فيروس كورونا، وزي ان الانخفاض ده مازال أقل من الارتفاع اللي حصل وقت التعويم، وغيرها من النقاط اللي هنناقشها معاكم.
*****
إيه أهم مؤشرات البحث؟
– البحث لم ينشر بكل تفاصيله حتى الآن، وبالتالي منعرفش مثلا مؤشرات تفاوت الدخول أو تأثر الشرائح الاقتصادية المختلفة، ولكن المؤشرات المهمة اللي أعلنت في المؤتمر الصحفي هي كالتالي:
– معدل الفقر انخفض إلى 29.7% مقارنة بـ 32.5% في البحث السابق، الصادر عن عامي 2017/2018
– انخفضت نسبة الفقر في جميع المناطق، لكن الانخفاض الأكبر كان في ريف الوجه البحري بنسبة 4.73% يليه ريف الوجه القبلي 3.79%
– ارتفاع متوسط الدخل السنوي الصافي للأسرة على مستوى الجمهورية من 60.4 ألف جنيه في عام إلى 69.1 ألف جنيه بنسبة زيادة حوالي 15%
– تراجع نسب الفقر المدقع إلى 4.5% مقابل 6.2% في البحث السابق.
– دي مؤشرات إيجابية وتستحق الإشادة والتشجيع على تحقيق المزيد منها. بعض العوامل اللي ساعدت هيا برامج الحماية الاجتماعية اللي عملتها الحكومة بالفترة الماضية، زي الدعم النقدي المشروط (برنامج تكافل وكرامة)، “حياة كريمة” للقرى الاكثر احتياجاً، وغيرها من البرامج.
– أيضا زيارة المبالغ المخصصة لحصة الفرد من المواد التموينية المدعومة، ورفع الحد الأدني للأجور ليصل إلى 2000 جنيه شهريا بدلا من 1200 جنيه – رغم ان ده متمش تطبيقه على كل العاملين – وغيرها من الإجراءات.
*****
هل الأرقام دي هيا الوضع الحالي بعد كورونا؟
– لا، في التفاصيل الجهاز المركزي قال إن البحث اقتصر على الفترة من أول أكتوبر حتى نهاية مارس 2020، على عينة بلغ حجمها 26 ألف أسرة. يعني لم يغطي فترة انتشار كورونا.
– مش مفهوم ليه تم استبعاد البيانات من بداية أبريل، ويتعلن النهاردة في ديسمبر بيانات قديمة لأكتر من نصف السنة، والتفسير الوحيد هوا ان ده مقصود عشان ميحصل تأثير على صورة “الإنجازات”!
– اللي يزيد تأكيد انه المدى الزمني ده مقصود إن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نفسه نشر بيانين صحفيين عن أثر انتشار كورونا على الأوضاع الاقتصادية للأسر، يعني المعلومات عندهم، واحد منهم كان في شهر يونيو والتاني في شهر أكتوبر.
ده أبرز اللي كشفته في التقارير دي:
– 73.5 % من المصريين دخلهم انخفض. وده انعكس على نمط استهلاكهم، وانخفض استهلاكهم للسلع الغذائية زي اللحوم والطيور والأسماك والفاكهة، واعتمدوا على بدائل غذائية أقتل تكلفة، زي البقوليات والمعلبات وغيرها.
– حوالي نصف الأسر اقترضت من الغير عشان تنفق على احتياجاتها، وحوالي 17% منها اعتمدت على مساعدات أهل الخير، فى حين أن الأسر اللي حصلت على منحة العمالة غير المنتظمة من الدولة حوالي 5,4%.
– بعض الأسر اعتمدت على مدخراتها، أو تخفيض الإنفاق على السلع الغير غذائية، أو بيع بعض الممتلكات.
– ومش الجهاز المركزي للإحصاء بس، كمان معهد التخطيط القومي، التابع لوزارة التخطيط أصدر دراسة في شهر مايو الماضي، وضع فيها 3 سيناريوهات لتأثير الوضع الاقتصادي المتأزم بسبب كورونا على معدلات الفقر في سنة 2020 و 2021:
– المعدل وفقا للسيناريو المتفائل: 38%
– وفقا للسيناريو المتوسط: 40.2%
– وفقا السيناريو المتشائم: 44.5 %
– ده معناه إن عدد الفقراء هيزيد وفق هذه التوقعات، ما بين 5.5 مليون شخص، و 12.5 مليون شخص. عشان كده منطقي نسأل تاني ليه ده متقالش في البيان مقابل تصدير صورة ان الفقر نقص؟ والأهم هوا الحكومة ازاي بتستعد للتعامل مع السيناريوهات دي؟
*****
ايه الانتقادات الأخرى اللي وجهت لنتائج البحث؟
– وفقا للبحث انخفض معدل الفقر لأول مرة من 20 سنة، لكنه تراجع طفيف، مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل 20 سنة.
– سنة 1999-2000 كان معدل الفقر 16.7%. وقبل التعويم سنة 2015-2016 وصل 27.8%. ورغم التراجع الحالي، معدل الفقر الآن29.7 %، لكنه مارجعتش حتى للمعدل اللي كانت عليه قبل التعويم. ممكن نقول ان السوق والوضع الاقتصادي للناس استوعب صدمة التعويم والتضخم الكبير اللي حصل جزئيا لكنه مرجعش كما كان برضه، غير إنه أساسا مفروض انه يتحسن بكتير عما كان كمان لأن مفروض ده تعريف نجاح الخطة الاقتصادية ان الناس بعدها يكون حالها أفضل.
– أيضا حد الفقر ارتفع من 736 جنيه، ل857 جنيه شهريًا مفروض ده كافي للفرد، ولو أسرة مكونة من زوج وزوجة فقط تحتاج إلى 1932 جنيه، ولو عندهم طفلين، مفروض انه مبلغ 3218 جنيه ده كافي جداً لتلبية كل احتياجاتهم .. وده طبعا ناس كتير شايفين انه مش منطقي وانه كان ممكن استخدام طريقة حساب تانية أكثر واقعية ترفع الخط عن كده، لكن ده كان هيزود نسبة الفقر في الإحصاء النهائي.
*****
– الخلاصة إنه زي ما قلنا في الأول أكيد نفرح بكل خطوة إيجابية، ونتمنى فعلا نسب الفقر تنقص أكتر وأكتر، بكل خطوة حكومية موفقة.
– لكن الأرقام محتاجة تدقيق وتحديث أكتر، وكمان محتاجة شفافية أكبر في اتاحة تفاصيل البحث ومنهجيته.
– لكن بعيد عن الأرقام ونقاشات المتخصصين، الناس العادية تقدر تميز وتحس هل فعلا وضعها تحسن؟ هل فعلا حصلت زيادة حقيقية في دخلها استوعبت زيادة الأسعار ورجعت أحوالهم زي قبل التعويم وأحسن؟ رجعوا يشتروا نفس اللي كانوا بيشتروه وبيعملوا نفس اللي كانوا بيعملوه؟ دي أسئلة أكيد هتختلف إجابة كل واحد عليها حسب ظروف القطاع اللي بيشتغل فيه وتاثرات الأحداث عليه، أكيد اللي شغله في السياحة اتضر أكتر من اللي شغله في العقارات مثلا، لكن بالمجمل الناس تقدر تشوف وتحس بالحقيقة مهما كانت الأرقام والدعاية.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *