– قبل أيام الحملة الشعبية لدعم أحمد الطنطاوي نشرت كامل محاضر الفرز لنتايج 221 لجنة في دايرة كفر الشيخ وقلين، بتثبت إن أحمد طنطاوي حصل على أعلى الأصوات ب 67,235 صوت، وبعده المرشح ياسر منير 65,374، وبعده باسم حجازي 63,859، ودول مفروض التلاتة الفائزين بالمقاعد التلاتة، وبعدهم الرابع سيد شمس الدين مرشح حزب مستقبل وطن اللي كده مفروض انه خسر.
– لكن النتائج الرسمية عكست الوضع تماما، والرابع سيد شمس الدين بقى هوا الأول وأخد 73 ألف صوت، بينما احمد طنطاوي بقى هوا الرابع ب 53 ألف صوت!!
– رغم ان خريطة المجلس حاليا كانت متوقعة إلى حد كبير، أغلبية كبيرة لحزب مستقبل وطن المدعوم من السلطة، وعدد محدود جدا من المعارضين، وأغلب المعارضين الجادين من المجلس اللي فاتت خسروا مقاعدهم بتزوير مفضوح غطيناه في الصفحة، لكن تحديدا خسارة أحمد طنطاوي كان ليها صدى أكبر بحكم شعبيته الكبيرة داخل وخارج دايرته.
– في البوست ده هنتكلم عن أحمد طنطاوي، وإزاي كان نموذج للبديل أو المعارضة البناءة زي ما بيسموها، والسلطة هيا اللي أسقطته وبعدها هنرجع نسمع في إعلامهم الشكاوى من إن الأحزاب مش ملهاش شعبية وأصل مفيش بديل!
*****
مين هو أحمد طنطاوي؟
– هو صحفي من مركز قلين في محافظة كفر الشيخ، ولد سنة 1979.
– تخرج من كلية التجارة بجامعة المنصورة، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 2008، وعلى الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 2013.
– كان واحد من مؤسسي جمعية الحلم العربي الخيرية في مدينته، وساعد من خلالها المحتاجين والأيتام، وده من أسباب كونه شخص محبوب وعنده سمعة كويسة في بلده من زمان عبر عمله الاجتماعي مش السياسي بس.
– كان عضو بحزب الكرامة، وتولى منصب أمين الحزب في قلين سنة 2009، وبعد الثورة تم انتخابه عضو الهيئة العليا وعضو المكتب السياسي للحزب لكن استقال منه سنة 2014 . سبب الاستقالة هوا مأعلنوش لكن بعض الأخبار بتقول إن السبب كان اعتراضه على ترشح حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة اللي حصلت سنة 2014.
– اترشح لعضوية مجلس النواب عن دائرة دسوق وقلين بمحافظة كفر الشيخ بشكل مستقل. وبعد فوزه، انضم لتحالف 25-30، اللي كان مكون من 11 معارض.
– أحمد طنطاوي عضو بنقابة الصحفيين، واشتغل في عدة صحف منها جريدة الكرامة التابعة لحزبه، وكمان اشتغل بمجال الإعداد التلفزيوني والإذاعي.
*****
إيه أهم مواقفه السياسية؟
– طنطاوي ليه مواقف معروفة من قبل دخوله البرلمان، بداية من مشاركته في ثورة يناير 2011، ودعمه لترشح صباحي لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2012، ومرورا بمعارضته للرئيس الراحل محمد مرسي، ودعوته التصويت بلا على دستور 2012، ومعارضته الإعلان الدستوري اللي صدر وقتها، وبعد عزل مرسي أعلن معارضته لترشح السيسي لرئاسة الجمهورية.
– في البرلمان، ظهرت مواقفه بشكل أوضح من قضايا كبيرة زي :
– عارض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية اللي تم بموجبها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، واتهم الحكومة بعدم احترام الدستور في إقرار الاتفاقية، وطلب من النواب عدم خيانة ناخبيهم، والتمسك بالأرض المصرية.
– رفض قانون السلطة القضائية سنة 2017، اللي سمح لرئيس الجمهورية باختيار رؤساء الهيئات القضائية، وقال إن المقصود منه استبعاد المستشار يحيى الدكروري، اللي حكم بمصرية جزيرتي تيران وصنافير.
– حاول منع إقرار قانون الضريبة المضافة اللي كانت بتضع عبء كبير على المواطنين في وقت كان فيه ظروف اقتصادية صعبة.
– رئيس مجلس النواب على عبدالعال طرده من الجلسة أكتر من مرة بسبب إصراره على توصيل رسالته، في ظل مقاطعة عبدالعال له وقطع الصوت عنه.
– كان من المعترضين على تعديل الدستور سنة 2018، وخصوصا زيادة مدة الفترة الرئاسية، والتعديلات اللي قللت من استقلال السلطة القضائية.
– شارك في تحالف الأمل اللي كان بيخطط للمشاركة في انتخابات البرلمان، ووقتها تم التعامل مع التحالف بمنتهى العنف والبطش، مع المشاركين في التحالف زي النائب السابق زياد العليمي والصحفي حسام مؤنس، واتقبض على عاملين في مكتب أحمد طنطاوي.
– بعدها أحيل إلى لجنة القيم بسبب تقديمه مبادرة سياسية سنة 2019 تتضمن الدعوة للحوار بين رئيس الجمهورية وتيارات المعارضة، ليطرحوا عليه الاستماع للرؤى البديلة اللي بيطرحوها بمجالات السياسة والاقتصاد.
*****
اشمعنى سابوه ينجح في انتخابات 2015 وسقط دلوقتي؟
– مبدئياً السؤال ده يتسئل للأجهزة الأمنية، اللي من زمان بعهد مبارك كانت برضه ممكن تصمم على إسقاط معارضين معينين، وبرضه تسيب غيرهم ياخد أصوات الناس بالحق.
– جانب تاني من الصورة إن أحمد طنطاوي في 2015 كان شخص معروف جدا في دايرته لكن مش معروف بنفس القدر الحالي على مستوى مصر كلها، وأداؤه بعدها هوا اللي خلاه يثبت نفسه.
– إلى حد كبير في 2015 كانت حالات التلاعب المباشر في الأصوات بدوائر أقل بكتير، أبرزها دائرة الدقي اللي أشرف عليها المستشار ناجي شحاتة وتنافس فيها الدكتور عمرو الشوبكي مع أحمد مرتضى منصور ودي حالة مثبتة بحكم محكمة نقض زي ما حكينا سابقا.
– ده توافق مع وجود فيه حالة من السخط على رجال الأعمال ورجال الحزب الوطني المنحل في دايرته الانتخابية، واللي معتادين على كسب الانتخابات، السخط والغضب ده والرغبة في إعطاء الفرصة للشباب، ساهم في التصويت لطنطاوي وغيره من الوجوه الجديدة خاصة إنه كان نجح بالفعل عبر شغل سنوات يعمل قاعدة كبيرة في دايرته.
*****
ازاى الانتخابات اتزورت لاستبعاده؟
– أول خطوة في استهداف طنطاوي بدت من قبل الاتخابات، لما أغلبية البرلمان (المحسوبة على النظام) غيرت دائرته الانتخابية وبقت قلين ومدينة كفر الشيخ، وده بيصعب المنافسة والفوز على أي مستقل، وبيخدم المنتمين لرجال الأعمال والمقربين من الأمن، وبالفعل دول كلهم كانوا أطراف الإعادة مع طنطاوي.
– رغم ده، طنطاوي دخل جولة الإعادة وكان ترتيبه رقم 1 ضمن 6 مرشحين، كانوا بيتنافسوا للفوز ب 3 مقاعد، وحصل على أكتر من 44 ألف صوت، وبفرق 10آلاف صوت عن أقرب منافسيه، وده على الرغم من تغيير دائرته، وعلى الرغم من شراء الأصوات اللي كان بيحصل ضده، وعلى الرغم من منعه من عقد أي مؤتمر جماهيري زي باقي المرشحين.
– في جولة الإعادة وعلى الرغم من كل اللي حصل النتيجة بمحاضر الفرز زي ما قلنا أظهرت فوزه لكن اللي تم إعلانه مختلف خالص.
– نشرنا فيديو لحظة إعلان النتيجة، واعتراض وزير القوى العاملة السابق كمال أبو عيطة عليها ووصفها بأنها مزورة، لكن الشيء المخزي كمان في نفس الفيديو انه بيوضح هو إن القضاة المشرفين على اللجنة العامة رفضوا طلب إعلان نتائج اللجان الفرعية التي استعانوا بها لتجميع النتيجة النهائية.
– طنطاوي قدم طعن على النتيجة دي، لكن بشكل كبير بقا مفهوم إنه ده مش هيغير من النتيجة في شيء، واللي حصل مع النائب محمد فؤاد في دايرة العمرانية والطالبية كان شبهه تماماً ولازالت محكمة النقض محددتش معاد جلسة للنظر في الطعن الخاص بيه.
– في النهاية وأياً كان اللي هيحصل قدام، فاحنا اللي عاوزين نسأل الدولة ومؤيدينها، اللي بيسألوا فين البديل؟ .. هوا انتو بتسمحوا يظهر أي بديل؟
– مين البديل اللي ممكن يطلع وأعضاء أحزاب شرعية يفكروا بس يترشحوا للانتخابات فيتقبض عليهم زي زياد العليمي وحسام مؤنس وغيرهم؟ ده غير قيادات حزبية مهمة كتير في السجون، المهندس يحيي حسين عبدالهادي متحدث الحركة المدنية سابقا، وعبدالناصر إسماعيل نائب رئيس حزب التحالف الشعبي، وعبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية، وعبدالعزيز الحسيني نائب رئيس حزب تيار الكرامة؟ ده غير مواطنين تانيين من مختلف التوجهات أو ملهومش في السياسة أصلا، مين المواطن العادي اللي هينضم لعضوية حزب وسط أجواء الترهيب دي؟
– ولما مرشحين للبرلمان يلتزموا بكل الإجراءات القانونية والدستورية بما فيها القواعد غير العادلة (زي قانون القوائم المطلقة، وزي تغيير دائرة طنطاوي) فبرضه النتايج بتتزور ضد إرادة المواطنين؟
– فين البديل اللي ممكن يظهر وإنتم بتمنعوه من الإعلام وبتمنعوه من لقاء الناس والمواطنين ؟
– فين البديل اللي يدي للناس أمل لما تحب تغير أو تجرب أو تصلح أو تشارك إنه يتم بطريقة ديمقراطية سلمية؟
– وليه بتدفعوا البلد كلها إنها تكفر بالانتخابات والعمل السياسي السلمي وبأي أمل في الإصلاح وتحسين أوضاعهم أو حتى التعبير عنها بشكل سليم؟
– ولصالح مين المواطن يفقد الثقة في كل المؤسسات، إذا كان ده وضع الانتخابات اللي بيشرف عليها القضاء؟ وطبعا كلنا شفنا التعديلات الدستورية اللي بيها الرئيس بقى لأول مرة في تاريخ مصر بيختار بنفسه قيادات الهيئات القضائية كلها بدون الأقدمية.
– مين هنا اللي فعلاً بيدمر البلد دي ومستقبلها؟ أسئلة نتمنى يكون فيه أي حد عاقل من المسؤولين عن الوضع الحالي قادر يفكر فيها ويشوفها. أما إحنا كمواطنين فعمرنا ما هنفقد الأمل في اننا نشوف يوم ينجح فيه التغيير الإيجابي لصالح بلدنا وناسنا مهما طال الزمن.
*****:
المصادر
