قبل قليل قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس د.عبد المنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية 15 يوم.
– امبارح تم القبض عليه من منزله مع كامل الحاضرين من أعضاء المكتب السياسي للحزب قبل اطلاق سراحهم في القسم واستمرار حبس أبوالفتوح.
– النيابة وجهت له تهم “تولي قيادة في جماعة إرهابية” و “إذاعة ونشر أخبار داخل وخارج البلاد من شأنها إثارة البلبلة وإحداث الفتن”!
– التهم دي مرتبطة بشكل مباشر بالحوارات التلاتة اللي أجراها في لندن مع قنوات بي بي سي والجزيرة والعربي.
– ده حصل بعد أسبوع من القبض على محمد القصاص، نائب رئيس الحزب، بعد اقتحام منزله في غيابه.
– يوم الجمعة مساءاً موقع اليوم السابع نشر ان قصاص اتحبس 15 يوم على ذمة القضية المعروفة إعلامياً باسم “مكلمين 2″، وفيه شباب متهمين بالتعاون مع قنوات في تركيا.
– قصاص تعرض لانتهاكات مختلفة، أولاً اختفى تماماً لمدة يومين، وثانياً هوا حالياً في ظروف سجن غير آدمية، حبس انفرادي في سجن العقرب شديد الحراسة كإنه إرهابي، وزنزانة ضيقة مفيهاش نور ولا حنفية مياه وبيدخله وجبة واحدة يومياً مع انه مريض سكر.
ده غير إنه لحد امبارح كانت زوجة محمد القصاص وأطفاله ممنوعين من دخول بيتهم! أشخاص بملابس مدنية قعدوا في البيت ومنعوا دخولها، ولما راحت قسم مصر الجديدة تعمل محضر المأمور قالها الشقة تحت تصرف الأمن الوطني ومش هنعمل لك المحضر.
*****
هل أبوالفتوح قال فعلاً حاجة تبرر القبض عليه؟
– الحقيقة إنه بلقاءاته الأخيرة مقالش أي حاجة أكتر من كل آراؤه المعارضة اللي بيقولها طول الوقت من داخل مصر، وبينشرها على صفحته على تويتر وغيرها.
– وبالعكس هوا حاول يفتح باب للسياسة والتهدئة، من ناحية كان حريص جداً يحمل المسؤولية للسيسي وليس للجيش أو للمؤسسات، وقال “الخطيئة الكبرى بمسألة تيران وصنافير يتحملها شخص الرئيس السيسي”، وقال “لا يعقل أن تدار الدولة فقط من الرئيس ومدير مكتبه (اللواء عباس كامل) .. وكرر إنه يتمنى النجاح للقوات المسلحة في حملتها بسيناء ضد الإرهاب، وإنه ضد أي دعوات لانقسام الجيش لان ده ضد الوطن.
ورغم هجومه الحاد على السيسي أكد برضه إنه لو دُعي لأي “مسار إصلاحي بالتعاون مع النظام” لن يتأخر، وانه ده رأيه في أي عصر سواء مبارك أو مرسي أو السيسي لأن لما ينجح النظام ده لصالح الشعب ولما يفشل أول من يدفع التمن هو الشعب.
وقال كمان إنه قابل عدلي منصور في 2013 لأنه ممكن يقابل أي حد “إلا الصهاينة”، وإنه لو جاتبه دعوة مع رؤساء الأحزاب للقاء السيسي هيروح برضه.
– ربما يكون ده في حد ذاته أحد أسباب القبض عليه .. إنه بيحاول يعيد السياسة في بلد يفخر رئيسها إنه “مش سياسي”!
*****
اشمعنى محمد القصاص بالذات اتقبض عليه مع د.أبو الفتوح من الحزب؟
– دي سياسة متكررة من أكتر من سنة، استهداف شخصيات مش مشهورة اعلامياً إطلاقا، لكن مؤثرين جداً في العمل التنظيمي الحزبي، والأمثلة منها:
– أعضاء حزب العيش والحرية تحت التأسيس اللي أسسه خالد على اتحكم بالسجن 5 سنوات على شابين ناشطين بالعمل الجامعي، هما جمال عبدالحكيم وأندرو صليب .. أندرو هوا أول مسيحي يتحاكم بقانون الإرهاب!!
– إسلام مرعي أمين التنظيم في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وده اتحكم عليه في ديسمبر الماضي بالسجن 3 سنوات! والتهم هي تمويل جماعة ارهابية، والترويج لأفكار بها إسقاطات على مؤسسات الدولة، بينما السبب الحقيقي هو نشاطه التنظيمي في الحملة ضد اتفاقية تيران وصنافير اللي اتقبض عليه من بيته بعد يوم من اقرارها .. واللي زود الجنون إن القاضي نطق الحكم بحبس اسلام سنة، ثم فوجئ المحامين بعدها بيوم سكرتارية المحكمة قالت لهم الحكم 3 سنين.
– الحملة وقتها شملت أيضاً شخصيات مهمة بحزب الدستور، على رأسها الأستاذ محمد أبوالعلا اللي تم الافراج عنه بعد أشهر.
– لحد النهارده لسه فيه أعضاء احزاب بيتقبض عليهم بتهم تتعلق بفترة تيران وصنافير، وكان آخرهم سامي النهري عضو الهيئة العليا لحزب تيارالكرامة. أمين حزب الكرامة قال ان فيه 38 عضو ف الحزب في كفر الشيخ بيواجهو نفس التهم.
– الحملة قد تشمل آخرين لأن قايمة المتهمين في أكتر من بلاغ ضد دعاة مقاطعة الانتخابات تشمل:
حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، وخالد داوود رئيس حزب الدستور، ويحيى حسين عبد الهادي، ومحمد سامي رئيس حزب الكرامة، وأحمد فوزي الأمين العام السابق في الحزب المصري الديمقراطي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، ومدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وأحمد البرعي وزير التضامن الأسبق، وعمرو حلمي وزير الصحة الأسبق، وداوود عبد السيد، مخرج سينمائي، وجورج إسحاق، وأحمد دراج، وعبد العليم داوود.
*****
– نضيف هنا ملاحظة إن مقدم أغلب البلاغات المرادي محامي اسمه محمد حامد سالم، وده كإنه دخل في منافسة مع المحامي الأشهر بهذا النوع من البلاغات سمير صبري اللي قدم بدوره بلاغ ضد أبوالفتوح بعد حوار صحفي ليه.
– سمير صبري ده بيقول انه قدم 2700 بلاغ من اجل المصلحة العامة، من ضمنها بلاغات ضد خالد على، والمغنية شيرين، وضد أبلة فاهيتا. وحاول يقفل مكتب الجارديان في مصرمن خلال دعوى قضائية، ورفع دعوى لسحب الجنسية من 113 مواطن من ضمنهم وائل غنيم ومحمد البرادعي.
– النوع الهزلي ده من البلاغات بيظل شيف على رقبة المقدم ضدهم، أحياناً النائب العام يتجاهله وأحياناً ياخده بكل جدية، وبيتم التحقيق فيها بسرعة، لأنها على هوى النظام، ان لم تكن مرفوعة بالتنسيق معاه.
*****
– اللي بيحصل ده أكبر خطر على مصر .. لما تكون الرسالة هي إن أعضاء الأحزاب الشرعية القانونية ممكن عادي أتخن واحد فيهم يتسجن سنوات، وإنه ده يشمل الكل لدرجة يصيب الحزب المصري الديموقراطي اللي كان شريك بحكومة الببلاوي بعد 30 يونيو .. ازاي حد ميشوفش خطورة ده سواء في حالات الاحباط والسلبية أو الهجرة والهروب؟
– أو في حالات أخرى بتوفر مناخ يسهل لشباب يقعوا في التطرف والاستجابة للدعاية الإرهابية .. الإرهاب ظاهرة عالمية فعلاً، وموجود في مصر من عشرات السنين، لكن الإرهاب برضه له أسباب سياسية واجتماعية بتقولها كل الدراسات المتخصصة. أكبر خدمة تتقدم للإرهاب هيا دعم دعايته إنه الطريق الوحيد وأي طرق سلمية أو قانونية هتفشل.
– من اسبوعين كان عمرو أديب طالع يصرخ على الهوا لما خالد على انسحب، ويقول إن المعارضة قاصدة ماتشتغلش وحطيتنا في مأزق وحرج .. نتمنى يكون فاهم دلوقتي مين الطرف اللي متعمد تماماً يمنع عمل المعارضة والسياسة.
– رغم كل ده بنكرر ما قاله د.أبوالفتوح في حواراته الأخيرة، إنه مهما حصل، لا بديل عن العمل السياسي المدني السلمي – اللي وارد تختلف أساليبه وطرقه – للوصول لبلدنا اللي بنحلم بيها، مهما ضاقت الظروف ومهما طال الزمن. وده اللي احنا مكملين فيه.. بالعمل السياسي السلمي هنغير بلدنا.