– في الفترة الأخيرة بدأت أعمال إنشائية في المعادي، بعد ما تم الاتفاق على إنشاء 3 محاور جديدة بطول 100 كيلو بتكلفة 3.5 مليار جنيه شاملة كافة الخدمات.
– من ضمن المحاور الجديدة محور باسم محور “الجزائر”، المحور ده المفروض إنه بيمر من وسط المعادي وتحديدًا شارع المشاتل في المعادي، لتسريع حركة المرور في المعادي والبساتين.
– الحكومة بتقول إنه مفيش أى تخطيط لإزالة أي أشجار أو مشاتل أو أي تخطيط لتنفيذ أعمال خاصة بالطرق فى هذه المسافة، وكل ما يتم التخطيط له يتمثل فى الحفاظ على أملاك حرم السكة الحديد فى المنطقة بدراسة نقل بعض المشاتل بعيدا عن حرم السكة الحديد، إلا إن المواطنين في المنطقة بيقولوا إن اللي وصلهم كلام تاني.
– إيه قصة المحور ده؟ وليه في اعتراضات كبيرة من سكان المعادي عليه؟ ده اللي هنتكلم عنه في البوست الحالي.
*****
إيه تفاصيل المحور؟
– من ضمن المحاور الجديدة اللي الحكومة بتعمل على إنشائها محور “الجزائر” واللي المفروض إنه يزود من سرعة المرور داخل المعادي والبساتين، لكن إنشاء المحور دا هيترافق معاه إخلاءات وإزالات لكل شارع المشاتل داخل المعادي واللي هما مستأجرين من هيئة السكة الحديد وحي المعادي.
– وبالفعل فوجئ بعض أصحاب المشاتل باتصالات من الحي بتبلغهم بطريقة شفهية بسرعة الإخلاء خلال أسبوع واحد فقط عشان هتتم الإزالات، وبدون توقيع على إخطار رسمي أو كلام عن التعويض أو أي شيء.
– وكانت مصادر في هيئة سكك حديد مصر قالت إنه بعد إجازة عيد اﻷضحى، هتبدأ إزالة الأنشطة المتاخمة لمشروع محور الجزائر، وكمان قالوا إن العمل هيبدأ الأول في المناطق اللي موجود بها تعديات على أراضي الهيئة خارج حي المعادي.
– وزير النقل اتكلم قبل كده إنه لازم يحصل إزالة للتعديات على أرض السكة الحديد بالمعادي وبأرض المشروع الجديد، وقال مبررات كتير عن وجود تعديات من ورش رخام وقهاوي وبيوت على حرم السكة الحديد.
– سكان المعادي جمعوا آلاف التوقيعات لرفض المحور، لأنه هيقطع 4 شوارع رئيسية بتوصل الكورنيش وسرايات المعادي بدجلة والمعادي الجديدة والزهراء والأوتوستراد.
– وبالتالي تقاطع الأربع معابر بطريق سريع بكثافة مرورية عالية، هيعمل اختناقات مرورية أكبر داخل المعادي. ولو كان المحور ده كوبري علوي، فسكان المعادي مش هيستفيدوا منه لأنه هيربط الطريق الدائري بطريق شمال طرة، وللأسف هيتسبب في إزالات للمشاتل والأشجار واللي منها أشجار معمرة عمرها 100 سنة وأكتر.
*****
ليه اعتراضات أهالي المعادي كانت قوية؟
– زي ما قلنا فوق عن الاختناق المروري اللي هيتسبب فيه المحور الجديد لأن شوارع المعادي بطبيعتها صغيرة وأي تعديل فيها بتكون نتيجته زحمة دايمة، بالإضافة للاعتبارات الجمالية والبيئية واللي هي جزء أصيل من طابع حي المعادي.
– منطقة المعادي من بداية تصميمها لحد النهارده وهي بتحيط نفسها بحزام أخضر سواء بالأشجار المزروعة من زمان، أو بعمل المشاتل المنتشرة هناك، واللي بتساهم في تخفيف التلوث وبتدي شكل جميل للمنطقة، والمعادي بتتميز بالتراث الجمالي ده وإن المنطقة قدرت تحافظ عليه طول السنين اللي فاتت.
– رئيسة جمعية محبي الأشجار أسماء الحلوجي، قالت في تقرير لموقع ” المنصة” إنه التعديات اللي اتكلم عنها وزير النقل تخص البساتين وطرة مش المعادي، وقالت إنه إحاطة شريط القطر بالأشجار والمشاتل كانت فكرة سكان المعادي أنفسهم لعمل أنشطة صديقة للبيئة تقدر تحافظ على المنطقة وتحمي حرم السكة الحديد.
– كمان جمعية محبي الأشجار بعتت رسايل واستغاثات لرئاسة الجمهورية ولرئاسة الوزراء ولوزارة النقل، بالإضافة للهاشتاج اللي أطلقه سكان المعادي وكان عليه آلاف التفاعلات والرسايل.
– الموضوع وصل لمجلس النواب، والنائبة عن الحزب المصري الديمقراطي مها عبد الناصر قدمت طلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزير النقل بتطالب فيه بوقف مشروع المحور وإعادة تقييمه ودراسته، بسبب التعديات اللي هيعملها على المناطق الخضراء، وبسبب إنه المحور هيزيد من صعوبة التمشية وركوب الدراجات داخل حي المعادي، فضلاً عن اعتبار المحور مخالف لقانون المناطق ذات القيمة المتميزة، وكمان بيخالف مشروع التنسيق الحضاري اللي بيعتبر المعادي منطقة ذات طبيعة سكنية خاصة مش المفروض يتعمل فيها كباري.
– ونتيجة لكل التفاعل ده القنوات الفضائية المصرية سلطت الضوء على الموضوع واستضافت مسؤولين يتكلموا عن المحور الجديد، وكان الكلام في حد ذاته كويس إنه مفيش ما يمنع من دراسة المشاريع وعرضها على الناس قبل التنفيذ، وده شيء مبيحصلش كتير في الإعلام المصري.
*****
– على الرغم من إن المشروع متوقفش بشكل رسمي لكن واضح إنه الضغوط اللي حصلت عملت نوع من التراجع والهدوء في تصريحات وبيانات وزارة النقل.
– وزارة النقل أصدرت بيان رسمي من يومين بتنفي فيه موضوع إزالة الأشجار أو المشاتل، وقالت إنه المشروع ده هيحل أزمة الاختناق المروري على خط سكك حديد العباسية، في المناطق المكتظة بالسكان.
– ووزير النقل خرج مع عمرو أديب وقال إنه مخطط المحور هيكون أقصر، وإنه مفيش إزالات هتحصل لكن هيتم إبعاد بعض المشاتل شوية عن حرم خط السكة الحديد، لأنه هيتم إنشاء خط المترو الخامس بموازاة السكة الحديد.
– لكن من ناحية تانية موقع مدى مصر نقل عن مصدر بهيئة السكك الحديدية وآخر حكومي، على صلة وثيقة الصلة بالعقود المبرمة بين الهيئة، مالكة اﻷرض، وبين أصحاب المشاتل والمحال بشارع 250 في حي المعادي، وقالوا إن فيه قرار بإزالة تلك المحال ولن يتضمن دفع أي تعويضات، وكمان ممكن لا يتضمن توفير بدائل، نظرا ﻷن العقود لا تلزم الدولة بذلك، وتتيح لها فسخ التعاقد بمجرد الحاجة لاسترداد الأرض لأي سبب.
– مدى مصر نقل عن مصدر حكومي كمان إن “كل من تلقى خلال اﻷيام الماضية إخطارًا هاتفيًا بضرورة إخلاء مشتل أو دكان، هو مستأجر متعاقد مع شركة MOT الحكومية، صاحبة أغلبية عقود منطقة شارع 250 في المعادي (نحو 170 عقدًا)”
– ومصدر في قسم عقود المنطقة المركزية في «MOT» قال لمدى “إن الشركة ستُبلغ المستأجرين رسميًا بإخلاء المساحات المستأجرة، وذلك بعدما يتم إبلاغها من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالموعد الدقيق لعمليات الإزالة، ومن غير المستبعد تمامًا أن يفاجئ المستأجرون بموعد إزالة محالهم”.
– والوضع دلوقتي إن فيه عدد من أصحاب محال الزهور في شارع 250 في المعادي تلقوا خلال أوقات سابقة إخطارات حكومية شفهية (عبر الهاتف) بضرورة إخلاء المحلات، تمهيدًا لإزالتها خلال يومين على الأكثر، ومجموعة تانية بتقول مفيش حاجة وصلتهم بشكل رسمي أو غير رسمي.
– الناس حاولت تتواصل مع وزير النقل، وطالبت في رسالة بالتراجع عن قرار نزع الأراضي من المستأجرين، مقابل تعهدهم بالتخلي عن جزء من الأرض يمثل حرم لخط السكة الحديد المتاخم للمشاتل والمحلات.
*****
وبعدين؟
– التضارب اللي في كلام الحكومة على لسان وزارة النقل والواقع بتاع تهديد المستأجرين بالإزالة بيقول كتير، ويا ريت متكونش تصريحات الوزارة مجرد مسكن لما الناس اعترضت ووصلت الموضوع للإعلام، لأن فيه مستأجرين من حى المعادى من 20 سنة تقريبا، وجميع أوراقهم سليمة، ومنتظمين فى تسديد الإيجار، ومن ساعة الإعلان عن إنشاء المحور مسيطر عليهم حالة من الخوف من فقدان مصدر رزقهم الوحيد، في ظل عدم طرح بدائل أو تعويضات.
– مناقشة البدائل أو التعويضات شيء مش ثانوي في خطط زي دي، حتى لو دي أراضي الدولة فعلا، إلا إنه فيه جانب إنساني واجتماعي لا يمكن إهماله بجانب إنشاء المحور اللي قد يكون مهم فعلا، ولكن التخطيط لازم يكون في حسبانه البشر وحياتهم في المناطق دي، فيكون فيه بديل أو تعويض مناسب.
– بشكل عام موضوع محور الجزائر وغيرها من المحاور والطرق الجديدة مشكلتها الرئيسية إنها مبتاخدش رأي الناس في الاعتبار، وإنه المواطن مهمته إنه ينفذ الخطة حتى لو فيها إزالة لبيته أو أكل عيشه أو تدمير لمنطقته عشان ميبقاش ضد المشروع والتطوير.
– شفنا ده عشرات المرات في مصر الجديدة ومحور ترسا وتوسعة الدائري وهدم مقابر المماليك وغيرهم، والحكومة مبتراعيش إنها تدي تعويضات لائقة ولا فترة مناسبة للناس اللي هتخلي بيوتها إنها تدبر أمور حياتها، ولا طبعا بتاخد رأي الناس في المشاريع إلا بعد ما بتبدأ التنفيذ لو حصل اعتراضات من المواطنين، زي ما حصل قبل كده في مترو الزمالك وفي توسعات مصر الجديدة.
– والأسوأ إنه الحكومة مبتقفش عن التنفيذ إلا في الأحياء الكبيرة والراقية واللي سكانها مقتدرين ماليًا وطبقيًا، بينما الأحياء الأفقر بيتم مواجهتهم بالقمع والقبض على الناس، وفي النهاية برضه الحكومة بتعمل المشاريع بتاعتها مهما اعترض المواطنين أو بينو أوجه الضرر من المشروع اللي بيتخطط أو بيتنفذ.
– عشان كده دايما بنأكد على دور المحليات عشان المواطنين يعبروا عن ارائهم في المشاريع اللي تخص بيئتهم المحلية وكيفية إدارتها، ولأن المحليات غايبة عندنا لأن السلطة مش عاوزة تعملها ولا مهتمة بإنه المواطنين يبقالهم رأي في أي شيء، فبتتكرر المشاكل دي وبتتعمل إزالات وإعادة تخطيط بالقوة والعافية سواء المواطن مبسوط أو مضرور، وده شيء في منتهى السوء والخطورة.
– بنتمنى تحصل الدراسة والتخطيط زي ما الحكومة وعدت وميحصلش إزالات أو تشويه لمناطق إلا أما يتم تبليغ الناس ويتاخد رأيهم ومخاوفهم، جايز يطلع في بدايل تحافظ على البيوت وعلى الشجر وعلى أكل عيش الناس، في وقت العالم كله بيعمل تشجير عشان الحرارة وبيحافظوا على التراث.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *