– قبل أسبوع تم اختيار سانا مارين، ٣٤ سنة، كرئيسة وزراء لفنلندا، وكده أصبحت أصغر رئيسة وزراء في العالم.
– سانا مارين هي أحد قيادات الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والظاهرة الأهم في الحكومة الجديدة أنها بتقود تحالف من خمس أحزاب وكل قادة التحالف هما نساء، ودي يمكن سابقة في تاريخ العالم.
– الحكومة الجديدة فيها 13 وزيرة من 19 وزير، والخمس سيدات اللي بيقودوا التحالف الحاكم في 4 منهم تحت سن 35 سنة.
– مجرد كون المسؤول امرأة أو شاب مش ضمان انه شخص كويس، وياما شفتا ببلادنا وبالخارج نماذج نسائية أو شابة فاسدة أو منافقة أو متطرفة، لكن الفكرة هنا هي وجود نظام يسمح بمنافسة الكفاءات بدون أي اعتبار تاني.
– هنشوف النهاردة قصة صعود سانا مارين ؟ ايه السياق السياسي اللي ساعدها على الصعود للمنصب ده؟ وايه اللي ممكن نشوفه في مصر في قصص زي دي؟
******
ايه قصة سانا مارين ؟
– سانا مارين دلوقتي هي أصغر رئيسة وزراء في العالم لكن ده محصلش فجأة وبدون مقدمات.
– سانا عندها خبرة سياسية كبيرة في حوالي عشر سنين من العمل العام والسياسي، بعد تخرجها من جامعة تامبيري بدرجة الماجستير في العلوم الإدارية.
– بدأت في 2012 العمل السياسي لما ترشحت لمجلس مدينة تامبيري، ودي ملاحظة دايمة ان الانتخابات المحلية هي غالبا بداية أي سياسي، وفازت في الانتخابات دي مرتين ورا بعض، بعدها في 2014 بقت النائب الثاني للحزب الديمقراطي الاشتراكي واحد من أكبر الأحزاب في فنلندا.
– في 2015 انتخبت عضوة في مجلس النواب الفنلندي، وأعيد انتخابها تاني من شهور فاتت، في يونيو 2019 اتعينت وزيرة للنقل في الحكومة.
– الخبرة السياسية دي خلتها يتم اختيارها لقيادة التحالف الحاكم دلوقتي بين أحزاب اليسار والوسط، على الرغم من صغر سنها بسبب نجاحها في المناصب اللي نجحت فيها قبل كدة.
– كانت أول كلمات سانا مارين بعد اختيارها كرئيسة للوزراء في المؤتمر الصحفي “لدينا الكثير من العمل في الفترة المقبلة لإعادة بناء الثقة”، مضيفة “لم أفكر يوما بعمري أو بكوني امرأة، أفكر بالأسباب التي دفعتني إلى السياسة، وبالأشياء التي بفضلها اكتسبنا ثقة الناخبين”.
******
ايه السياق السياسي اللي بيخلي ده يحصل ؟
– الحكومة الفنلندية الجديدة مش بس على راسها سيدة وشابة عندها 34 سنة فقط، لأ كمان الحكومة فيها رئيسة حزب اليسار لي أندرسون (32 سنة) وزيرة التعليم، وماريا أوهيسالو، رئيسة حزب الخضر ووزيرة “الداخلية” (34 سنة)، ووزيرة الاقتصاد كاتري كولموني رئيسة حزب المركز (32 سنة)، وآنا ماجا هنريكسون رئيسة حزب الشعب ووزيرة العدل (55 سنة).
– نجاح السيدات في فنلندا ووصول مقاعدهم البرلمانية إلى 47% من إجمالي مقاعد البرلمان الحالي، بالأساس هو نجاح للتجربة الديمقراطية واللي مع الوقت والتراكم أنتجت مساواة بين الرجل والمرأة، وأنتجت مناخ سياسي بيسمح طول الوقت بتقديم نماذج شابة ووجوه جديدة للمجتمع بتكسب مواقعها من خلال ثقة الناخبين حسب معايير الكفاءة والانجازات السابقة والانحيازات السياسية للمرشحين.
– كمان دور المؤسسات التعليمية مهم جداً، فنلندا هي أفضل دولة في العالم على مستوى التعليم، مؤسسات التعليم بتربي الطلاب دايماً على المشاركة الفعالة والديمقراطية في إدارة شؤونهم وعلى تكافؤ الفرص ما بين الطلاب بغض النظر عن أصولهم وديانتهم ومستواهم المادي والاجتماعي، وحتى الطلاب المتأخرين تعليمياً مبيتمش فصلهم عن زملاؤهم على أساس التفوق الدراسي، لكن بيتم تخصيص وقت إضافي ليهم عشان يفضلو في نفس المستوى التعليمي ومبيحسوش بالتمييز أو عدم المساواة بأي شكل.
*******
ايه اللي ممكن نشوفه في القصة دي ؟
– قبل ٧ شهور اتكلمنا عن قضية “تحالف الأمل” اللي هو كان تحالف بتعده بعض أحزاب المعارضة عشان تقدر تدخل انتخابات البرلمان الجاية، وكان من أبرز المسؤولين عن إعداد التحالف ده 2 من الشباب المسيس اللي مهتمين دايماً بالمشاركة في قضايا بلدهم والشأن العام وهما: البرلماني السابق والمحامي زياد العليمي، والصحفي حسام مؤنس. وللأسف تم القبض عليهم ومسجونين في ظروف غير آدمية، ودول مثال واحد بس لآلاف الشباب اللي حابين يخدمو بلدهم بطرق سلمية ديمقراطية متاحة في العالم كله لكن مصيرهم في مصر بيكون السجن.
– على النقيض الرئيس السيسي عمل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة PLP والمفروض أنه هدف البرنامج هو إختيار شباب عشان يدخلوا جوة الهيكل الإداري للدولة وتأهيلهم لأعلى المناصب التنفيذية. وكل الصحفيين والاعلاميين والسياسيين المحسوبين على السلطة رحبو بخطوات تعيين نواب المحافظين في المرتين الأخيرتين وتصعيد بعض الشباب في بعض الوزارات باعتبار ده تمكين للشباب والشابات لكن هل ده تمكين فعلاً ولا مجرد ترضيات ومكافئات للولاء السياسي من الشباب دول للنظام وللرئيس؟
– التغيير ووجود نماذج سياسية لقادة ومسؤولين من الشباب والسيدات مش بمؤتمرات الشباب ولابمؤسسات تدريبية بتشترط الولاء للسلطة، مستحيل يطلع قادة سياسيين من الشباب والسيدات وياخدو ثقة المجتمع في بلد معندهاش انتخابات ديمقراطية في المحليات أو البرلمان أو حتى متاح فيها حق ممارسة العمل الحزبي بدون التضييق الأمني والاعتقالات.
– لو فعلا عايزين كفاءات وقيادات سياسية شابة يبقي لازم نفكر في إصلاح سياسي حقيقي، يضمن حرية التعبير والتعددية ورفع ايد الأجهزة الأمنية والسيادية عن إدارة السياسية في البلد. ولحد ما دا يحصل هنفضل نشوف العالم كله بيتقدم على كل المستويات وخاصة في تمثيل الشباب والنساء في منظومة الحكم، واحنا واقفين زي ما احنا عند الحكم بالقوة والاستبداد والتخلف.
***



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *