– من أيام أعلن الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي عدم نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية الجاية في تونس والمقررة في أكتوبر القادم.
– الإعلان مكنش مفاجئ خاصة أن السبسي أكد اكثر من مرة انه مش عايز يترشح وهيكتفي بفترة واحدة اللي قضاها في الحكم.
– وفي البوست ده هنتكلم عن قصة عدم الترشح والوضع الحالي في تونس الشقيقة.
*****

ليه رفض السبسي الترشح ؟

– الباجي السبسي هو محامي وسياسي تونسي، تولى عدد من المناصب الحكومية الهامة في فترة الرئيس التونسي الأسبق “الحبيب بورقيبة” وتولى بشكل مؤقت مسؤولية رئاسة الوزراء بعد الثورة التونسية.

– السبسي أسس نداء تونس في 2012 وبعدها أصبح الحزب أحد أهم الأرقام في المعادلة السياسية في تونس هو الحزب الأكبر في البرلمان بعد كتلة النهضة في تونس، وهو في الأساس تجمع فيه خليط ما بين سياسيين قدام في نظام بن علي وشخصيات محافظة عندها خلافات مع الإسلاميين.

– الحزب من 2016 فيه خلافات كبيرة بين ابن السبسي، حافظ السبسي وبين مجموعة كبيرة من الأعضاء علي رأسهم يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي.

– انشقاقات الحزب خلته يخسر أغلبيته في البرلمان لصالح كتلة النهضة اللي فيها دلوقتي 68 عضو مقارنة بنداء تونس اللي فيه 40 عضو. وبناء على الانشقاق دا اتكونت كتلة جديدة في البرلمان بزعامة يوسف الشاهد ليها 44 نائب وهي حزب “تحيا تونس”.

– الوضع دا خلي الشاهد، مرشح محتمل للرئاسة في نوفمبر اللي جاي، يفكر في تأسيس حزب ويسميه تحيا تونس، لأنه بقا الكتلة التانية الأكبر في البرلمان، الحزب لسه مبدأش انتخاباته الداخلية.

– ورغم إنه نجل الرئيس السبسي ليه دور كبير داخل حزب نداء تونس، لكنه قال بشكل واضح مفيش توريث تونس اتغيرت نحن نعيش في عصر جديد.

– رغم الخلافات مع رئيس الحكومة لكن الرئيس السبسي طلب إلغاء تجميد عضوية يوسف الشاهد وفتح الباب لعودته وعودة كتلته داخل حزب نداء تونس والحفاظ على تماسك الحزب عشان ميفقدش فرصه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.

– وطبعاً يتضاف إلى الأسباب السياسية دي إن السبسي هو أكبر رئيس عربي حاليا ب 92 سنة، وكانت بتتقال انتقادات كتير من الشباب لإن رئيس الجمهورية يكون بالسن ده.
*****

بشكل عام إيه الوضع الحالي في تونس؟ ومصر فين منها؟

– تونس بعد الثورة قدرت تاخد خطوات كبيرة جدا في التحول الديمقراطي، والسبب الرئيسي هوا قدرة كل أطراف السياسة التونسية على الوصول لحلول وسط وتفاهمات متبادلة، وعشان كده في 2015 تم منح جائزة نوبل للجنة الرباعية من المجتمع المدني اللي عملت وساطة الحوار الوطني بين القوى السياسية بعد ما شهدت البلد بوادر صراع خطير بين الإسلاميين (حزب النهضة) وخصومهم، بالاضافة لغياب الوصاية السياسية من الجيش التونسي أو تدخل “الأجهزة السيادية” ، وبالتالي العملية السياسية هناك شفافة وواضحة والأحزاب بتتنافس على السلطة بخطاباتها وبرامجها اللي بتقولها للمواطنين، والمواطنين من حقهم يحاسبوا ويغيروا زي أي بلد ديمقراطي في العالم، واتغير في تونس أول رئيس بعد الثورة بانتخابات اللي هو “المنصف المرزوقي” لما اترشح قصاد السبسي وخسر، وحالياً بتستعد تونس لتغيير “الباجي السبسي” واختيار الرئيس التالت، بدون فوضى ولا ثورات ولا حروب ولا عنف.

– ولأن الديمقراطية والانتخابات مشروطين بوجود حرية رأي وتعبير، فتونس فيها حريات متقدمة جداً للصحافة والإعلام والمجتمع المدني، وحكينا سابقا إزاي تونس لما الرئيس معجبوش كلام مدون عنه رفع عليه قضية في المحكمة زي أي مواطن – لا حبسه احتياطي ولا اتوجهتله تهم الانتماء لجماعة إرهابية أو إهانة مؤسسات الدولة – وكمان خسر الرئيس التونسي القضية لصالح المدون بقرار المحكمة.

– كمان التحول الديمقراطي ده ضمن أنه تتواجد هيئات تحقيق لتنفيذ العدالة الانتقالية تقدر تحاكم المسئولين السابقين في نظام بن علي على جرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق المواطنين، وتسترد أجزاء من أموال الفساد زي ما شفنا واتكلمنا قبل كده عن هيئة الحقيقة والكرامة ودورها في محاربة الفساد.

– بالتأكيد مش معنى كده إن التجربة التونسية مثالية تماما وكاملة، طبيعي التجربة فيها أوجه نقص ونقد، لكن النقد ده محل نقاش علني وده المهم طول ما المسار الرئيسي مفتوح والأدوات موجودة ومتاحة بعدها كل حاجة ممكن الاجتهاد فيها.
*****

– بالتأكيد إحنا كمصريين في حاجات كتير مهم نتعلمها من التجربة التونسية، لكن أهمها إنه مهما كانت درجة الخلافات السياسية فالحل الوحيد ليها هي الديمقراطية وصندوق الانتخابات والحوار وتداول السلطة، مش فرض الرأي والحبس والترهيب والإقصاء والحكم الأبدي.

– في تونس الدستور بيكفل للرئيس الترشح لمدتين، لكن الرئيس نفسه شايف إن معندوش شيء جديد يقدر يقدمه وبالتالي الأفضل ليه ولبلده إنه تداول السلطة يستمر عشان يتقدم أفكار أفضل ويمكن سياسات أفضل تخدم المواطنين، ورغم مطالبة حزب الرئيس ليه بإعادة الترشح لكن بمجرد ما الرئيس رفض بشكل “معلن” و”واضح” محدش قال إنه عمل إنجازات لازم يكملها أو إنه يخاف على مستقبل البلد واستقرارها بعده أو إنه مدة الرئاسة قصيرة ولازم تكون أكبر عشان الرئيس ياخد فرصته.

– كل دا كان ممكن يحصل في مصر بعد ثورة يناير، ولسه ممكن أنه يحصل لو اتمسك المواطنين المصريين لحقهم في الديمقراطية ورفضوا التعديلات الدستورية الحالية، من حقنا نشوف تداول سلمي للسلطة ومن حقنا نختار رئيس جديد كل فترة أو فترتين بحد أقصى، ومن حقنا نحاسب الحكومات على أعمالها ونقرر نديهم ثقتنا ولا لأ، وللسبب ده بنأكد على دعوتنا بالتصويت بـ لا للتعديلات الحالية.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *