– قبل قليل أعلن التلفزيون المصري خبر وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي، نتيجة أزمة قلبية، تعرض لها أثناء محاكمته في قضية التخابر مع حماس.
– بحسب البيان الرسمي للنائب العام، فمحمد مرسي توفى بعد ما خلص كلمته أمام المحكمة، حصل له إغماء، وتم نقلة للمستشفي ووصلها ميتا.
– كل العزاء لأسرة الرئيس الأسبق، اللي من حق أي حد يتفق أو يختلف معاه سياسيا، يؤيده أو يعارضه، ومهما كان حجم الخلاف السياسي والموقف منه ومن جماعته، فبالتأكيد حق أي مواطن في محاكمة عادلة ورعاية صحية كافية داخل السجن حاجة ثابتة وده اتحرم منه مسجونين سياسيين كتير، غير ان مرسي تحديدا يظل كان رئيس مصر، وكان يستحق معاملة تراعي ذلك زي معاملة مبارك مثلا!

– غير كل الاتهامات السياسية لمبارك ده رسميا وبحكم نهائي حرامي بقضية القصور الرئاسية، ومع كده بمجرد الحديث عن تراجع بحالته الصحية في يونيو 2011 يعني بعد 6 شهور بس من الثورة تم نقلة للمركز الطبي العالمي اللي قعد فيه سنة كاملة .

– بعديها تم نقلة لمستشفى المعادي العسكري اللي فضل موجود فيها لحد 2017 وكان بيحضر المحاكمات ولم يدخل السجن، وتم تسخير موارد طبية كبيرة ليه، والسماح بالزيارة ليه من أسرته ومن أي حد عايز يزروه وكتير من الفنانين والصحفيين راحوا زاروه في المستشفى .

– علي العكس كليا كان التعامل مع مرسي اللي زياراته كانت نادرة جدا وتنقطع لشهور طويلة، (تلات زيارات خلال ست سنين) وكانت لمراته وبنته بس، وبعد محاولات من المحامين كتير للزيارة .
*****

– بالتأكيد خبر صاعق زي دا يخلينا نفكر في الوضع الصحي داخل السجون، سجين بالحجم ده، اللي هو رئيس سابق مهم الحفاظ على صحتة لاعتبارات سياسية داخلية وخارجية كتير ومع ذلك كان فيه إهمال تسبب في موته رغم تحذيرات كثيرة من أسرته ومن مؤسسات حقوقية لتدهور حالتة الصحية ومن شخصه أثناء جلسات محاكمته اللي اشتكى فيها من الحبس الانفرادي وعدم تلقي رعاية طبية.

– من فترة كبيرة تكررت التحذيرات، من آخرها في ديسمبر 2018 من أسرة الرئيس الراحل عن تدهور حالته الصحية خاصة وعدم تلقي العلاج المناسب ليه .

– تقارير صحفية أيضا نشرتها الجارديان البريطانية في نهاية 2017 تحدثت عن تدهور الحالة الصحية للرئيس السابق .

– وفي طلب في مارس 2018 من عدد نواب من مجلس العموم البريطاني قدم للسفارة المصرية في لندن للإطلاع على الحالة الصحية للرئيس السابق .
– اللجنة البرلمانية البريطانية أعلنت لاحقا أن ظروف مرسي في سجن طرة “لا تلبي المعايير المصرية والدولية”، وحذرت من أنها “قد تُعجل بوفاته”!
– قالت اللجنة أيضا في تقريرها أن مرسي “يعاني من مشكلات صحية، مثل أمراض السكري والكبد والكلى، ولا يتلقى رعاية طبية كافية”.

– أيضا في تقارير طبية رسمية من مصلحة السجون بتثبت تدهور حالته الصحية ومع ذلك فضل الرئيس في السجن بدون نقله لأي مستشفى .
*****

– مرسي مش لوحدة اللي تعرض للمعاملة دي، سياسيين كتير مثلا، د. عبد المنعم أبو الفتوح أيضا حالته الصحية متدهورة وفي كلام من أسرته عن تدهور حالته الصحية بالأيام الاخيرة، غير وضع المستشار الخضيري، غير مشاكل علاج أحمد دومة من اصابة ركبته، وشفنا قبلها الضرر اللي تعرضتله عين الباحث والصحفي الاستاذ هشام جعفر، وغيرهم من السياسيين كبار السن.

– سوء الأوضاع الصحية داخل السجون لازم يتحل، للمساجين السياسيين وغير السياسيين، الدولة دلوقتي بتمارس القتل البطيء لمعارضيها السياسيين ودا أقل ما يقال عنه أنه شيء غير إنساني وعواقبه القانونية والسياسية مستقبلا كبيرة.

– بعيدا حتى عن الكلام عن أسباب سجن السياسيين أصلا، وضمانات المحاكمة العادلة، مفروض مصر جزء من معاهدات عن معايير عالمية للرعاية الصحية داخل السجون ومصر واضح انها تتجاهل المعايير دي تماما، وبالطبع منها حساب كل مقصر أدى لموت شخص داخل السجن مهما كان مين ومهما كانت رتبته .
– نكرر تعازينا لأسرة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتمنياتنا ان يكون ده آخر خبر نسمعه من نفس النوع، ونتمنى نشوف يوم بلدنا فيها حكم ديمقراطي مستقر، ورؤساء منتخبين بنزاهة يسيبو مناصبهم بشكل طبيعي، وقضاء مستقل، وطرق سلمية متحضرة لإدارة الخلافات السياسية الطبيعية.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *