النهاردة شركة توماس كوك السياحية البريطانية أعلنت انها هتفتح تحقيق جديد بخصوص السائح الانجليزي ومراته اللي ماتو في فندق شتيجنبرجر بالغردقة فجأة، وده رغم إن النائب العام المصري أعلن الأسبوع اللي فات تقرير الطب الشرعي اللي بيقول ان سبب الوفاة كان بكتيريا iE-Col اللي أصابت الإتنين بسبب أكل ملوث.

الواقعة دي ممكن يكون لها آثار سلبية كتير على السياحة اللي ماصدقنا بدأت ترجع، وكنا شفنا أخبار كويسة جداً للسياحة البريطانية تحديدا قبل اللي حصل ده.

****
ايه بداية القصة ؟

– يوم 21 أغسطس الصحف بدأت تتكلم عن موضوع وفاة سائح ومراته في الغردقة، ويوم 24 أغسطس بدات شركة توماس كوك تجلي 300 سائح.

– التعامل الرسمي المصري من كل الجهات كان بينكر أي مشكلة وبيقول كله تمام، محافظة البحر الأحمر طلعت بيان باللغة العربية، وبيان تاني بالانجليزي عشان تعلق على الواقعة. في النسخة الإنجليزية قالت إن الوفاة كانت لأسباب طبيعية، وفي العربي قالت إن السائح ”أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف مفاجئ في عضلة القلب“ وان مراته أصيبت بحالة إغماء، واتعمل لها إنعاش قلبي لها لمدة 30 دقيقة، لكنها فارقت الحياة.
– وزارة السياحة نقلت التقرير الطبي المبدئي اللي عملته الصحة، وبناء عليه نفت وجود شبهة جنائية.
– الكلام ده معجبش أسرة السائحين، خاصة إنه مش منطقي اتنين يتوفو بالصدفة وفاة طبيعية سوا، وان الأكل أكل منه كل النزلاء بما فيهم بنتهم.
– وزيرة الساحة المصرية، رانيا المشاط قالت لبي بي سي وقتها إن كثير من السياح اللي اتعرض عليهم مغادرة الغردقة رفضوا .. في حين إن السياح اللي اتكلمو مع بي بي سي قالو إنهم هيمشو عشان مفيش وضوح في اللي بيحصل حواليهم، ومحدش منهم عرف بحدوث حالتين وفاة غير بعدها بيومين.

– صحيفة the sun ناقلة عن نزلاء سابقين في الفندق إنهم تعرضوا لتسمم غذائي، ونقلت آراء عن سوء النظافة ورائحة كريهة في الحمامات والطيور اللي بتاكل من الأكل من موقع tripAdvisor المتخصص في ان نزلاء الفنادق يكتبوا تقييماتهم وتجاربهم.

– يوم 5 سبتمبر الشركة أعلنت نتائج تحقيق مستقل وقالت إن الأكل كان فيه معدلات عالية من بكتيريا الايكولاي، وان نزلاء اشتكوا من أعراض، لكن في نفس الوقت تستبعد إن ده يكون سبب الوفاة.

– بيان النائب العام صدر يوم 12 سبتمبر بيقول إن الوفاة نتجت عن نزلة معوية حادة بسبب الإصابة ببكتيريا أيكولاي، وما صاحبها من إسهال وقيء واختلال في مستوى الأملاح بالدم، وساعد في ده ان النزيلين كبار السن وكان عندهم ضيق في الشرايين التاجية.
– بيان النيابة استبعد تماماً احتمالية اصابتهم باختناق أو تسمم بسبب عطل في التكييف زي ما توقع البعض، وقال ان سبب الريحة في الغرفة كان مبيد حشري عادي وغير سام وملوش أي علاقة بالوفاه.

– نتيجة ادعاء المثالية والتهرب اللي حصل في الأول بنت الضحيتين رفضت تصديق بيان النائب العام وطلبت ان يعاد تشريح الجثث في بريطانيا، والاسرة قالت نتمنى نعرف “السبب الحقيقي” للوفاه .. البنت متشككة بسبب الأسلوب اللي اتعاملت بيه وقت الحادثة لما فضلت خلال الساعات الأولى للواقعة المسؤولين مش بيقولولها الوضع الحقيقي، وقالت كمان انها اتمنعت في البداية من مغادرة البلاد، وانها مش مصدقة إن البكتيريا دي تقتل اثنين في ساعات محدودة.
– من الناحية الطبية بكتيريا الايكولاي نادراً ما تتسبب في الوفاة وده بيحصل من سلالات نادرة جداً، والاصابة بالايكولاي بتبقى تأثير مباشر ع المعدة اضطرابات وقيء.

*****
– أيا كان سبب الوفاة، سواء التحقيق البريطاني هينتهي زي المصري للبكتريا فعلا أو يلقى حاجة تاني، فالتعامل الحكومي مع الأزمة – زي كل أزمة – بيخسر الدولة مصداقيتها، واحنا شفنا سابقا تعامل مشابه مع قصة سقوط الطائرة الروسية وازاي تمسكوا انه حادث عادي لحد ما الاعلان جه من جانب روسيا مش من جانبنا ان السبب عمل ارهابي بقنبلة أسقطتها .. تفتكروا لما ناس تموت ونكدب ده بيحل المشكلة ولا بيعقدها؟
– وحالات التسمم في الفنادق مش فردية وبتكرر كل شوية، اللي وصل منها للإعلام السنة دي على سبيل المثال، تسمم 31 سائحا في مركب عائم في الأقصر شهر يناير اللي فات، وكان فيه 55 حالة تسمم الشهر اللي فات في قرية سياحية في الغردقة. فلما الحوادث ده تتكرر ليه مفيش إجراءات رقابية ومراجعة صارمة على اجراءات الأمن الغذائي؟ ولا لازم الأزمة تتفاقم وتكبر وحد يموت؟
– ولو ده الوضع في المنشآت السياحية أمال الوضع في أكل عامة المصريين إيه؟
– لما تكون الغردقة هي الوجهة الرئيسية للبريطانين بعد تحذير الخارجية البريطانية من السفر لشرم الشيخ بعد حادثة الطيارة، وبالفعل بدأت العدد يزيد، فالمفروض نحافظ على المكان ده والتعامل يكون بمسؤولية أكبر.
توماس كوك كانت أعلنت ان 2018 حصل فيه زيادة للسياحة البريطانية ب 89%.
– لما النائب العام قال بالبيان انه السياح توفوا بالبكتيريا، كان رد فعل وزيرة السياحة ان البيان “يضع حدا للّلغط” اللي حصل كإنها حبة اشاعات من الأعداء وخلاص .. الحقيقة يا سيادة الوزيرة لو محتاجة تلومي حد على اللغط، ممكن تلومي المسؤولين اللي تهربوا ونفوا قبل أي تحقيقات، أو المسؤولين اللي سابوا الأماكن السياحية فيها المخالفات دي، أو الفندق المسؤول عن الإهمال ده في النظافة وحماية النزلاء، والجهات العديدة اللي مفروض مسؤولة عن الرقابة واللي منها وزارة السياحة نفسها.
كل المسؤولين دول فين؟
– وباختصار اتعامل كل المسؤولين كان أقل من مستوى ادارة الأزمة، والمفترض لو كان عندنا برلمان بينفذ أدوات الرقابة نشوف تحقيق ومحاسبة، واجراءات تمنع التكرار بالمستقبل، زي أي بلد بتحترم قانونها ومصالح مواطنيها، وحريصة على قطاع مهم زي السياحة بيعتبر مصدر رئيسي للدخل الأجنبي وبيوفر فرص عمل لملايين المصريين.

*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *