– من ساعات، رحلت الفنانة القديرة محسنة توفيق، أو “بهية” كما يعرفها مصريين كتير عن عمر 79 عام. فريق صفحة الموقف المصري بيقدم تعازيه لكل أهل وجمهور الفنانة.

– رحيل الفنانة محسنة توفيق، مع موجة الحزن والتأبين اللي اتسم بيهم الفيسبوك خلال الساعات الماضية، كانوا تعبير صادق عن تعلق المصريين ب”بهية”، اللي عرفوها ممثلة قديرة قدمت أدوار مهمة، لكن مهم نفتكر جانب تاني رئيسي في حياتها كواحدة من أبرز المناضلات عشان الديمقراطية والحرية وحقوق الناس، من أيام الرئيس جمال عبد الناصر لحد مشاركتها الشجاعة في ثورة يناير.
*****

– “في سجن القناطر أيامها جدول النشاط كان بيخلص الساعة تمانية بالليل، العنابر والزنازين تتقفل لتاني يوم الصبح، وتبتدي تطلع أصوات من السجن سامعاها مش شايفها … من عنبر المعتقلات الجداد كان فيه معتقلة بتقعد على حز شباك العنبر تغني لنا أم كلثوم، كنا بسكت كلنا ونسمع من الزنازين. سألت مين دي قالوا لي ممثلة جديدة موهوبة اسمها “محسنة توفيق”.
ده كان جزء من رواية المولودة للكاتبة نادية كامل، بتتكلم فيه عن أول تعارف بين والدتها “مارى روزنتال” والفنانة القديرة محسنة توفيق.
الفنانة محسنة حكت ان الوعي السياسي لها بدأ سنة ١٩٤٦، كانت وقتها طفلة عمرها ٧ سنوات، لما عرفت عن الطلبة اللي بيتظاهروا على كوبري عباس، وازاي البوليس وقتها حاصر المظاهرة ورد علي الطلبة اللي بتهتف بسلمية، بالرصاص، والموضوع ترك أثر كبير على وعيها، وعلى نظرتها للمقاومة والنضال. بل اتمنت إنها تعيش حياة زي الطلبة اللي دافعوا بأجسادهم عن أفكارهم.

– ورغم أن الفنانة محسنة قالت انها بترفض تتوصف بالسياسية وتفضل يتقال عنها “ثورية” أو منحازة للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لكن وعيها بدور مقاومة الظلم أو الخطأ من أي سلطة هو اللي خلاها، على أد ما حبت الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، على أد ما شافت النكسة في كل تقييد لحرية الرأي والتعبير حصلوا في عهده، قبل ما تحصل النكسة الحقيقية. وده كان سبب دخولها السجن في عهده.

– جايز أهم مشهد وحوار ملهم، أدته محسنة توفيق، كان آخر مشهد في فيلم العصفور للمخرج القدير يوسف شاهين، اللي قامت فيه بدور “بهية” وهي بتصرخ: لأ، هنحارب.. هنحارب.. هنحارب”.. وفعلا الفيلم اتعرض سنة 1972، وبعدها بسنة حاربنا، وارتبط من وقتها اسم “بهية” الفتاة المعبرة عن مصر بالفنانة محسنة توفيق، خاصة مع أغنية “مصر يامه يا بهية” من كلمات الراحل أحمد فؤاد نجم.

– في عهد السادات كانت الفنانة محسنة معارضة لاتفاقية السلام مع اسرائيل، ووصفت ده بعدها انه أسوأ حدث في حياتها .. واتعرضت وقتها للمنع من التمثيل بأوامر شفوية.

شاركت في ثورة يناير رغم أن عمرها وقتها كان فوق الـ70 سنة، وصورة الفنانة محسنة توفيق بصحبة الفنان القدير الراحل جميل راتب في المظاهرات وسط الشباب، أو صورتها وحدها وسط الأمن يوم جمعة الغضب في ميدان مصطفى محمود (28 يناير)، هي من الصور الأيقونية للثورة، ومن الصور المعبرة عن إزاي كانت ثورة يناير معبرة عن إرث متراكم من النضال والمقاومة عبر أجيال.
*****

محسنة توفيق الفنانة فضلت محافظة على هذا التوازن الجميل بين تعبيرها عن رأيها اللي تؤمن بيه في الأمور العامة والسياسية، وبين الفن اللي بتحبه وأبدعت فيه، وتركت لينا أكثر من 70 فيلم ومسلسل درامي وإذاعي ومسرحية. من أشهرهم دور “بهية” في فيلم العصفور، و”أم يحيى” في إسكندرية ليه؟، و”مريم” في فيلم الزمار، وطبعا “أنيسة بدوي” في 5 أجزاء من المسلسل الشهير ليالي الحلمية.

– ويموت المناضل، وتفضل سيرته ملهمة للملايين.. أجيال جديدة شافت ازاي قدرت محسنة توفيق تختار الحق مهما كان تمنه، وإزاي قدرت توازن بين شغلها وشغفها وبين مبادئ متراجعتش يوم في الدفاع عنها.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *