– امبارح نقابة الأطباء أصدرت بيان رسمي للرد على خطاب رسمي وصلها السيد اللواء أحمد التاودي، رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية، والمتعلق بدعوة نقيب الأطباء لحضور اجتماع لمناقشة إمكانية تحويل خريجي كليات الصيدلة لأطباء بعد الدراسة اللازمة عشان مواجهة كورونا والعجز الكبير في الأطباء.
– الموضوع أثار جدل كبير بين الأطباء والخبراء والمتخصصين، خاصة بعد انتشار أخبار لم يتم تأكيدها أو نفيها أنه ده توجيه من مؤسسة الرئاسة لوزارة الدفاع، والأكاديمية الطبية العسكرية.
– النهاردة هنناقش معاكم الفكرة، نشوف هل فعلا هي فكرة جيدة؟ ايه البديل ليها؟ العالم بيتعامل مع الموضوع ده ازاي؟
*****
هل الفكرة مجدية؟
– إحنا عندنا عجز كبير في الأطباء، بسبب هجرة الأطباء برة مصر، أو تركهم للعمل في المستشفيات الحكومية، اتكلمنا عنه سابقا.
– بما أننا في وقت استثنائي لمكافحة الوباء، فده فعلا بيفتح الطريق لأفكار شبيهة لسد العجز، لكن مهم جدا التمييز اننا بنتكلم على مواجهة سريعة ومؤقتة، في اطارها ممكن الصيادلة وأطباء الأسنان والمسعفين والتمريض ياخدوا دورات في مكافحة العدوى وبروتوكول التعامل مع مريض الكورونا، ومتابعة مؤشرات العناية المركزة تحت إشراف طبيب بشري مختص، وغيرها من المهام اللي ممكن يتم إلمامها بشكل سريع.
– وبالفعل وزيرة الصحة ضمت كل الصيادلة وكل أطباء العيادات الخارجية في مستشفيات وزارة الصحة عشان الوزارة تشتغل بكامل طاقتها، وكمان عندنا وزارة التعليم العالي عملت مبادرة دربت فيها آلاف الطلاب من الكليات العلمية على التعامل مع مرضى الكورونا والإشراف المباشر على عمليات العزل.
– لكن فكرة الاستدامة، ونحول الصيادلة لأطباء من دلوقتي عشان يسدوا عجز نقص الأطباء فدي فكرة غير علمية بالمرة.
– في فرق كبير في كثافة المناهج وأنواعها في كليات الطب والصيدلة، يعني الصيدلي بيكون الجزء الأكبر من دراسته كيمياء حيوية، وكيمياء صيدلية، وعلم الحركية الدوائية، والعقاقير والتصنيع الدوائي، أيوة بيدرس التشريح وبيقدر يشخص الأمراض الرئيسية بحكم دراسته، لكن تخصصه الرئيسي في الأدوية.
– لكن الطبيب البشري مبياخدش المواد العلمية الدوائية دي بنفس التركيز، وبيتعلم طبعاً التشريح والوظائف الحيوية والتشخيص والأمراض بأنواعها وبتفاصيل كبيرة وواسعة. الفرق في حجم ونوع الدراسة كبيرة جدا.
*****
هل ده بيحصل في دول أخرى؟
– في بعض الدول بيحصل باجراءات كافية لاستيفاء التعليم النظري والعملي، وبياخد الموضوع سنوات مش أسابيع أو شهور.
– مثلاً في انجلترا وبعض الدول كان بيتم إتاحة استكمال الصيدلي ودارسي العلوم لدراسة الطب، بعد حصوله على بكالوريوس الصيدلة، بعد مايقوم بساعات تدريبية محددة واختبارات للقبول، وياخد دراسة لمدة من 4 – 5 سنين، يدرس فيهم المناهج الطبية وبإمكانه بعد نهاية البرنامج ده يشتغل كطبيب بشري.
– وبعد خروج انجلترا من الاتحاد الأوروبي كانو بيفكروا في تطوير البرنامج ده، بتزويد الصيدلي اللي حابب يبقى طبيب بامتحان ودراسة لمدة 3 سنوات بدل 5 سنوات، وبشروط برضه تضمن كفاءة علمية وطبية جيدة، وتساعدهم في تحسين الرعاية الطبية، والموضوع لسه تحت النقاش ولم يتم اقراره.
– وبالتالي عملية التحويل الدائم من صيدلي لطبيب أو العكس دي أمور تخضع لشروط علمية وأكاديمية، مش من المنطقي استسهالها، كان الموضوع دورة تنمية بشرية ولا لياقة بدنية في كام يوم أو أسبوع.
*****
طيب لو الفكرة دي غير مجدية نعمل ايه؟
– على المدى القصير في جهود مكافحة كورونا إحنا محتاجين نزود عدد الكادر الطبي اللي بيتعامل مع المرض، ودا شيء مش صعب بشوية إجراءات وتنسيق وإدارة محترمة.
– جزء من الإدارة الجيدة أنه ميتأخرش مستحقات أطباء العزل مثلا زي ما حصل، وجزء تاني هو توفير الإمكانيات الطبية اللازمة للأطباء والكادر الطبي في مواجهة الفيروس بحيث نقلل احتمالية إصابتهم بالعدوى.
– جزء مهم جدا هو تكليف آخر دفعة من طلبة الطب واللي أغلبها الساحق تقريبا 7 الآف عاملين اضراب عن استلام التكليف بسبب اعتراضهم على النظام الجديد والوزارة رافضة تفاوضهم أو تتجاوب بأي شكل، غير خريجين صيدلة دفعة 2018 اللي برضه وزارة الصحة رفضت حل مشاكل تكليفهم وعددهم بالآلاف، ده نموذج بسيط لقرار يسد العجز الحالي ويزود عدد الكوادر الطبية المتاحة.
– في أسوأ الأحوال ممكن الاستعانة بطلبة السنوات النهائية من كليات الطب والصيدلة والأسنان وتدريبهم على الأساسيات الخاصة بمكافحة العدوى وبروتوكول التعامل مع كورونا، ووزارة التعليم العالي عملت ده فعلاً، ممكن الاستعانة بالاف الطلاب لو الوضع بقى كارثي وبقى في احتياج لمستشفيات ميدانية.
– والأهم عشان نتجنب إنهيار النظام الصحي عندنا بسبب ضغط الإصابات المتزايدة للمواطنين والأطقم الطبية، في دور على الحكومة والمواطنين، الالتزام بالتباعد الاجتماعي للناس القادرة على ده قدر الإمكان مهم، وتقليل الأنشطة الاقتصادية غير الضرورية اللي اتكلمنا عنه في بوستات سابقة زي السياحة والمقاولات مهم في الوقت الحالي.
على المدى الطويل محتاجين حلول جذرية لأزمة نقص الأطباء في مصر:
– محتاجين نحل مشاكل الأجور وبدل العدوى للأطباء، محتاجين نحل مشاكل التكليف والتغيير في نظام التكليف، محتاجين نوفر بيئة عمل جيدة للأطباء في المستشفيات الحكومية تمنع هروبهم منها لبرة أو للقطاع الخاص، السعودية فيها 70 ألف دكتور مصري، ونقابة الأطباء مقيد فيها 220 ألف طيبب منهم 120 ألف برة مصر.
– ده بيتطلب استراتيجية شاملة لإصلاح القطاع الصحي في مصر، تشمل زيادة الإنفاق على القطاع الصحي، وتحسين جودة الإنفاق ده وعدالته بحيث يتوزع بشكل متقارب بين القاهرة والمحافظات المختلفة وغيرها.
– مفيش مانع في الإطار ده من دراسة وافية من كل الجوانب لامكانية اتاحة الدراسة التكميلية لخريجي الكليات العلمية الأخرى بشروط محددة تخص تقدير التخرج وغيرها، وباستيفاء كامل معادلة المواد النظرية والعملية عبر سنوات اضافية زي ما شرحنا.
– لكن الأفكار الخيالية بتاعة ناخد من وفرة عدد الصيادلة عشان نسد عجز الأطباء بسرعة فدي أفكار غير منطقية ولا عاقلة ولا مدروسة، وكل الشكر لنقابة الأطباء وكل المختصين من الأطباء والصيادلة اللي رفضوا الفكرة، لصالح جودة الخدمة الطبية في مصر، يعني لصالحنا كلنا.
*****
بوست سابق:
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة