– امبارح أصدرت الخارجية الأردنية بيان عن الإفراج عن الشابين عبد الرحمن الرواجبة، وثائر مطر، اللي كان اتقبض عليهم بعد مظاهرات 20 سبتمبر.
– والسفارة السودانية في القاهرة أصدرت بيان عن الإفراج عن الشاب السوداني وليد عبد الرحمن وعودته للخرطوم اليوم.

فإيه اللي حصل في قضايا الشباب دول؟ وازاي فجأة تم اكتشاف براءتهم بعد اتهامهم بأخطر التهم على يد وزارة الداخلية وبرنامج المذيع عمرو أديب؟

*****

– الشباب دول مع أجانب تانيين، ظهروا في فيديوهات اعترافات مصوره من وزارة الداخلية، واتعرضت حصرا في برنامج عمرو أديب على إم بي سي مصر السعودية. وكانوا في اعترافاتهم بيقولوا إنهم في مصر للتحريض على التظاهر وتصوير المظاهرات والمواقع الأمنية، والتعاون مع الإخوان وغيرها. عمرو أديب علق على الفيديوهات واتهمهم بالتجسس والعمالة.

– بعد ظهور الفديوهات دي حصلت حملة كبيرة في السودان بعنوان “#أنقذوا_وليد“، وحملة مشابهة في الأردن #رجعو_ولادنا، وبالفعل الخارجية السودانية والأردنية تواصلت للافراج عن مواطنيهم، وواضح انه ده تم فورا لعدم وجود أي أدلة حقيقية ضدهم.

– الشابين الأردنيين واحد منهم وهو عبد الرحمن كان وفقا لشهادات أصدقائه بيدرس سينما في مصر، وثائر كان جاي يدرس ألماني. ونفس الأمر بالنسبة للشاب السوداني وليد، اللي تم إتهامه بالإنتماء لجماعة الإخوان في حين إنه كان بيتظاهر في السودان ضدهم وقت حكم البشير، وإن دخوله لمصر كان بهدف تعلم اللغة الألمانية، وطبعا كلهم موجودين من فترة طويلة مش جم مخصوص في أغسطس وسبتمبر فقط زي ما قال عمرو أديب.

****

أسئلة كتير مهم تتطرح

1- إزاي تم إجبارهم على الإعتراف بتهم خطيرة زي دي خلال الوقت القصير ده؟ بالتأكيد محدش هيعترف على نفسه بالشكل ده إلا لأنه تعرض للتعذيب أو على الأقل لضغوط صعبة.
– أكيد الشباب دول هيتكلموا خلال الأيام الجايه وهيحكوا اللي تعرضوله، هل ساعتها لو تقرير حقوقي اتكلم عن ده هيبقى هما المتآمرين اللي “بيسيؤوا لسمعة مصر”؟
– وإزاي بعد كده حد ممكن يصدق الاعترافات المنسوبة لكتير من المتهمين السياسيين المصريين، وبعضهم برضه بيطلعوه في فيديوهات بيعترف.
– للأسف لسه ممكن نكرر النكتة اللي انتشرت أيام مبارك، عن ضياع حاجة من حجرة الرئيس، خلت الرئيس يكلم وزير داخليته حبيب العادلي بيطالبه يلاقي الحاجة، فلما الرئيس لقاها بعد شوية اتصل بالعادلي شان يقفل الموضوع، فقاله: واعمل إيه في اللي اعترفوا دول كلهم؟

2- المجلس الأعلى للإعلام، المشارك في مسئولية حجب أو تعطيل مئات المواقع، منهم مواقع بحجم البي بي سي عربي والحرة مؤخرا، هياخد موقف من عمرو أديب على نشر أخبار كاذبة، والإضرار بسمعة مصر؟
– هل النيابة هتحقق مع عمرو أديب بتهمة نشر أخبار كاذبة زي ما بتحقق مع آلاف الشباب البريء ؟
– هل هيعتذر عمرو أديب عن تحريضه ضد الناس، وإن تم تضليله عن طريق الضابط اللي بيديله التعليمات؟ هل هيعترف إن دي كانت خطة الجهاز اللي مشغله لتشويه أي حد ينزل مظاهرات، وإنه يخوف المواطنين من مؤامرات وهمية؟

3- لحد دلوقتي كل البيانات الصادة عن القصة من وزارات خارجية بلادهم. مفيش بيان من الداخلية أو الخارجية أو أي جهة رسمية في بلادنا يعتذر عن اللي حصل؟

4- باقي المتهمين الأجانب:
– أشرف أسعد أحمد طافش – فلسطيني
– بيتر باص هارون – هولندي
– بيرات بيرتان أودجان – تركي
– عبدالله كيباك – تركي
واللي بعضهم علاقتنا مع دولهم مش في أفضل أحوالها، مش هيفرج عنهم هما كمان، وبسرعة، ومع الاعتذار، ولا لازم الموضوع يكبر أكتر بالصحافة الدولية؟!

5- ليه النظام بيكتشف فجأة إن أكتر من نص مليون أجنبي معاهم إقامة في مصر، و10 مليون سائح خلال 2018، ممكن يستغلهم، ويحملهم أي حاجة أول ما يلاقي مظاهرات في الشوارع؟ وهل ده تفكير منطقي في دولة من أهم مواردها السياحة؟!
كتبنا في بوست هتلاقوه في البوستات السابقة عن استغلال النظام للأجانب.

6- إحنا بلد أجهزتها الأمنية ليها سمعة دولية سلبية بالإجرام في حق الأجانب، منذ مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في ٢٠١٦، ولحد دلوقتي، فلو فيه أي منطق كان مفروض الي حصل يبقى حدث مفصلي، بسببه تتغير سياسات النظام في التعامل بالأسلوب ده.
– هل عندنا أي مراجعات هتحصل؟ هل هيتم التحقيق في تسلسل الأوامر بالقصة دي ويتحاسب قادة الجهاز الأمني اللي قبض عليهم وصور الاعترافات وبعتها لعمرو أديب؟
ولا كان لازم حد من المتهمين يموت من التعذيب زي جوليو رجيني، وتحصل ضغوط دولية، عشان نعلن عن تصفية جناه تانيين زي العصابة اللي اتقال انها قلتلت ريجيني قبل ما النائب العام الايطالي يرفض القصة الهزلية دي، وبقى عندنا كمان 5 ضحايا مصريين محدش عارف حقهم هييجي ازاي، وضرر دولي ممتد بيفكرنا بأثر قضية جمال خاشقجي على صورة السعودية.

7- في ظل التصريحات المنتشرة عن “الاصلاحات”، ومجلس النواب اللي هيبقى ليه وقفة حقيقية مع الحكومة، فيه أي نائب هيتكلم عن اللي حصل؟ وهيطالب بمحاسبة الأجهزة الأمنية اللي سجلت اعترافات غير قانونية، وكمان الأجهزة (المخابرات) الممتلكة لأغلب الإعلام المصري أو المتحكمة فيه؟

8- أهم سؤال:
طيب احنا بنشكر الخارجية الأردنية والسودانية انهم قاموا بدورهم المحترم كمؤسسات مسؤولة عن مواطنيها، لكن مين هنا هيتدخل لآلاف المواطنين المصريين الأبرياء وآخرهم أكتر من 2000 اتقبض عليهم بالأحداث الأخيرة؟
– ولا لازم يكون المواطنين دول عندهم جنسيات تانية بتحترم مواطنيها عشان ميتظلموش؟

***

– نتمنى الأجهزة الأمنية تبطل تلفيق وحبس للناس من الكماين بعد تفتيش موبايلاتهم، لأن ده هو الخطر الحقيقي على استقرار البلد. وبنتمنى محاسبة الإعلامي المتجاوز حدود أخلاقية وإعلامية كتير، عمرو أديب. والإفراج عن آلاف المواطنين المصريين الغلابة المحبوسين اللي معندهمش سفارات تحميهم، ولا احنا محتاجين سفارة مصرية في مصر؟!

******

*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *