– خلال مؤتمر الشباب الأخير تم الاعلان عن تبني الدولة لحاجة اسمها “الهوية البصرية”، وناس كتير كانت بتسأل يعني ايه الكلام ده.

– المبادرة شغالة من حوالي سنتين مش جديدة دلوقتي، اسمها “براند مصر” أو “Branding Egypt”، ظهرت على ايد شابات من الجامعة الألمانية منهم المصممة غادة والي واستشاري ادارة الأعمال ياسمين والي، وهي عبارة عن تصميمات بصرية هتكون خاصة بكل محافظة ومدينة وصنعة في مصر، بحيث أي حد يشوف التصميم يتكون عنده انطباع عن اللي بيعبر عنه، ويفضل فاكره ومرتبط بيه.
– يفرق ايه ده عن (لوجو) المحافظة؟
اللوجو ده شعار فقط، وكمان كان مكانه في الرسميات مش نشوفه في الشوارع، وكتير كان بيتغير، لكن هنا بنتكلم عن شيء مختلف، الهوية البصرية بتستخدم ألوان وخطوط ورموز، وكمان أصوات ثابتة بتكون مخصصة للهوية دي، وبيتم تعميمها على كل حاجة بتتشاف في المدينة (مباني شوارع).

– ليه ده مهم؟
بشكل عام كل الشركات والجهات اللي عايز تسوق نفسها بتهتم ب “البراندج” ده، وفي حالتنا هيساعد على التسويق للسياحة في مصر، مثلا لما مصر تشارك في أي معرض دولي وتكون بتستخدم لوجو ثابت لكل منطقة سياحية موجودة فيها، ده هيكون محفوظ في دماغ الناس.

– المشروع يتضمن كمان أدلة سياحية الكترونية للمحافظة، وهيتعمل دليل للي يحبو يزورو مصر ترانزيت لمدة 48 ساعة.
*****

الأقصر نموذجا

– في نوفمبر 2016 كلية الفنون والعلوم التطبيقية بالجامعة الألمانية وقعت بروتوكول تعاون مع محافظة الأقصر لتصميم هوية بصرية للمحافظة، وتم اهداء حقوق الملكية الفكرية للمدينة.

– تنفيذ المشروع بدأ من شهر أبريل الماضي، وشارك فيه 500 طالب و300 خبير مصري وألماني من الجامعة الألمانية، مش بس بييعملوا اللوجو، لكن هيكون فيه مشروعات معمارية، ودور في التخطيط العمراني للمدينة، ودليل سياحي ألكتروني للمحافظة
– شعار الأقصر وفقا للهوية دي زي ما بالصورة عبارة رموز فرعونية بترسم اسم المدينة باللغة الانجليزية” LUXOR” وكل حرف في الكلمة ليه دلالة.
حرف L هو الزاوية الهندسية الغالبة على الطابع المعماري لمدينة الأقصر، حرف U مستوحى من ممرات المعابد، وحرف X بيمثل موقع المدينة بين البر الشرقي والغربي، وحرف O بيمثل الشمس والنيل في مدينة الأقصر، وال R هو شكل عين حورس.

– الجامعة الألمانية عملت موقع الكتروني ب 3 لغات (العربي والإنجليزي والصيني) عشان يسوق للمدينة.

– من أهداف المشروع إنه يوصل صورة ذهنية للعالم إن الأقصر مش مدينة قديمة وبس، لكنها مدينة حديثة فيها أنشطة ثقافية وترفيهية.
*****

مين هي المصممة غادة والي؟

– غادة متخرجة من قسم الجرافيك في الجامعة الألمانية في القاهرة سنة 2011، واشتغلت مساعدة في تدريس في الجامعة الأمريكية في القاهرة.
– حصلت على شهرة دولية لما تم اختيارها في قائمة مجلة فوربس 2017 كواحدة من أفضل 30 مصمم في أوروبا عمرهم أقل من 30 سنة، وده بعد ترشيح من جامعة فلورانسا في إيطاليا اللي بتدرس فيها من 2015.
– فازت في مسابقة جرانسان اللي بتتعمل في ميونيخ بألمانيا، وخدت كمان جايزتين من شركة أدوبي (صاحبة برنامج فوتوشوب).
– تم اختيار تصميمها كواحد من أفضل 100 تصميم رسومي في العالم من جمعية الفنون التصويرية في شيكاغو، باطار مشروعها عن تاريخ الطباعة في مصر، وتصميم الحرف العربي.
– غادة ليها كمان اهتمام بالسينما، شاركت في تصميمات فيلم الأصليين، وكمان جمعت الخطوط اللي اتكتب بيها بوسترات الأفلام القديمة في مصر وحفظتهم بشكل رقمي عشان يكونوا متاحين دايما.
*****

لكن إيه علاقة وزارة الدفاع؟!

– الرئيس السيسي في المؤتمر كلف وزير الدفاع بالمشروع، وده شيء غريب جداً لأنه بشكل مباشر موضوع يتبع وزارة السياحة أو حتى وزارة التنمية المحلية، لكن إيه علاقة الجيش اللي دوره يحمي ويحارب بتصميمات الجرافيك والأدلة السياحية الالكترونية؟
– وده يتربط كمان بان الشباب حضور المؤتمرات دي مبيكونش ليهم أي علاقة بالسياسة، مفيش شباب من أحزاب معارضة أو كانوا في حملات مرشحي رئاسة آخرين مثلا، فلما اتكلف وزير الدفاع بالمشروع محدش سأل مجرد سؤال عن السبب!
*****

– رأينا انه المبادرة دي شيء إيجابي ومميز، بس يكتمل تنفيذها فعلا بأسلوب علمي سليم مش حماس ويروح .. ولو المجال في مصر مفتوح بجد للمبادرات والمشاريع والمشاركة الفعالة من الشباب هنلاقي الاف المبادرات الجادة اللي تستحق الدعم، مبادرات سياسية ومجتمعية واقتصادية كتير بتتعطل في مصر عشان مفيش إرادة سياسية وعشان في بيروقراطية صعبة مش قادرة تقتنع بالتطور والابداع، هل احنا متخيلين لو الشابات دول كانوا خدوا مبادرتهم لوحدهم بدون الدعم المحترم من الجامعة الألمانية وطلبوا مقابلة محافظ الاقصر عشان يقدموا المشروع كان هيحصل معاهم إيه؟ كلنا عارفين الاجابة بكل أسف.

– يا ترى فيه كام موهبة في مصر مش لاقية فرصة؟ ولما ده بيحصل نشوف الفرق بين الموهبة والعلم بجد، وبين العك اللي اتعمل في ملف المونديال مثلا زي ما شفنا تصميمات أتوبيس وطيارة وملابس المنتخب وغيرها.
– وكمان المصممة غادة كان عندها أفكار تانية عن استخدام التصميم في مجالات التعليم، ومجال توثيق التراث والتاريخ بشكل بصري، نتمنى أن باقي مشروعاتها تلاقي نفس الاهتمام، والدولة تدعم أفكار الشباب اللي نتيجتها ايجابية على البلد.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *