امبارح انتهت فعاليات مؤتمر الشباب بحضور الرئيس السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة. المؤتمر هو سابع مؤتمر يتعمل خلال 3 سنين بس. حضر المؤتمر 1500 شخص، واتقال فيه مجموعة تصريحات تخص موضوعات كتير، كتبنا تعليقاتنا عليها.
*****

إيه فايدة المؤتمرات دي؟ ومين بيحضرها؟

– بدايةً فكرة تواصل السلطة التنفيذية مع فئات الشعب المختلفة هو أمر مهم جدا، خاصة وإن الرئيس السيسي كان بيشتكي في بداية حكمه من غياب التواصل بينه وبين الشباب. وللسبب ده بدأ من 2016 في تنفيذ مؤتمرات الشباب.

– الرئيس قال قبل كده أكتر من مرة إنه عاوز يسمع المؤيدين والمعارضين، لكن التجربة في الواقع بتقول إن المؤتمرات دي في غالبيتها، بتكون منصة للقاء الرئيس بمؤيديه من الشباب، وصناعة واستمالة شباب بيشتغل في العمل العام بالطريقة اللي النظام بالفعل شايفها ومقتنع بيها.

– ده بيحصل في الوقت اللي كتير من الشباب المعارض، سواء حزبيين أو مستقلين، بيتعرضوا لكل أشكال التنكيل والتضييق بسبب آرائهم ونشاطاتهم السياسية، أحيانا ده بيحصل بوضعهم في السجون أو التشويه أو التحريض الإعلامي. والأمثلة على ده يصعب حصرها.

– لكن ناس زي: شادي الغزالي، زياد العليمي، محمد القصاص، حسام مؤنس، عمر الشنيطي، هشام فؤاد، أحمد دومة، شباب حزب الدستور، جمال عبدالحكيم، وكتير من شباب ونشطاء تيارات سياسية مختلفة. كل دول شباب وقيادات في تنظيمات سياسية معترف بيها من الدولة اتحطوا في السجون. والأكيد إن كلهم ناس مسالمين، ومنهم نواب برلمان سابقين، يعني ناس مؤمنة بالحوار ونشاطاتهم كلها علنية. فهل حبسهم من طرق التواصل اللي بيؤمن بيها الرئيس؟

– على الناحية التانية بنشوف شباب البرنامج الرئاسي أو “نموذج المحاكاة” اللي بيتكلم معاهم الرئيس، بيتم اختيارهم وفرزهم بعناية من الأجهزة الأمنية المصرية. وهما شباب أغلب علاقتهم بالعمل السياسي ممكن تلخيصها في الطموح لمناصب عليا، أو تقديم أنشطة خدمية، أو موظفين بيسعوا للترقية جوه جهاز الدولة.

– دول اللي بيتم إعدادهم من 3 سنين عبر برامج عشان يكونوا ظهير شبابي للسلطة، عشان ميتقالش إن كل مؤيدي الرئيس السيسي عواجيز. وتقارير كتير اتكلمت عن دور المقدم أحمد شعبان، أحد أعضاء مكتب الرئيس، عن البرنامج، وفكرة التواصل عبر مؤتمرات الشباب بشكل عام.

– كتير مننا فاكر، إن الرئيس الأسبق السادات حاول بعد الانتفاضة ضد غلاء الأسعار، يمتص غضب الشعب بعمل لقاءات مع فئات مختلفة من المجتمع، ونذكر مناقشة عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي للسادات وقت ما كانوا طلبة وبيشغلوا مناصب في اتحاد الجامعة، وإزاي فتحوا موضوعات تسبب بعد كده في التضييق عليهم، وحبسهم بعد كده. دي نوعية أسئلة ونقاشات حقيقية وصعب نلاقي زيها في مؤتمرات السيسي.

– الحقيقة لو تغاضينا حتى عن نقطة الشباب اللي بيتم اختيارهم لحضور هذه المؤتمرات، فصعب نتغاضى عن نوعية الأسئلة والموضوعات وطريقة النقاش اللي بتتم في هذه المؤتمرات مع الرئيس. الموضوعات الجادة اللي بتتفتح للنقاش أقل بكتير من المفترض، وبمجرد تعقيب أو رد الرئيس على الأسئلة، حتى لو بضحكه فقط، بينتهي دور هذا السؤال والنقاش، حتى لو لم نحصل على إجابة مفيدة فيه!

– وغالبية الأسئلة والموضوعات اللي بيتم طرحها، بعيدة كل البعد عن في الحقيقة الانتهاكات والظلم اللي بيتعرضله كتير من الشباب المصري والمجتمع اللي عندهم رغبة حقيقية في المشاركة السياسية.
*****

الرئيس قال إيه في المؤتمر الأخير؟

– مبدئيا مهم نعرف إن المؤتمر ده، هو أول مؤتمر يتعمل في العاصمة الإدارية الجديدة، اللي تكلفتها لحد دلوقتي متخطية 200 مليار جنيه، وده بيحصل في الوقت اللي جهاز التعبئة العامة والإحصاء بيقول إن نسب الفقر خلال آخر سنتين زادت أكتر من 5%، يعني 5 مليون مصري خلال أخر سنتين بس أصبحوا فقراء وفق التقارير والجهات الرسمية.

– وبدل ما السلطة والشباب يناقشوا منطقية اتجاهات وسياسات الحكومة، اللي أدت لارتفاع نسب الفقر بالشكل ده، لأ بيفتخروا بالعاصمة الجديدة وتكاليف إنشائها وتكاليف فندق الماسة اللي اتعمل فيه المؤتمر، مع الاستمرار في سياسات بناء المدن الجديدة المعمولة لأغراض استثمارية.
*****

1- ” قولت الحكومة تجهز، لو الشعب رفض تقدم استقالتها الخميس، ولو الشعب رفض، يوم السبت هعمل انتخابات رئاسية مبكرة وأسلم البلد لحد تاني، يا نبني بلد مظبوط ونحل مشاكلها مظبوط، يا نسيبها ونمشي”

– طيب ده ممكن يحصل إزاي، ومفيش أي وسيلة (نقابات أو مجلس شعب أو إعلام) النظام سايبها للناس عشان يعبروا بيها عن رأيهم فيه وفي سياساته؟

– مصر مفيهاش انتخابات حقيقية بتحصل، ومشهد انتخابات الرئاسة 2018 الناس لسه فاكراه لما المرشحين كلهم اتقبض عليهم أو انسحبوا نتيجة أفعال السلطة. يمكن الرئيس كان يقصد حق التظاهر السلمي؟ صعب ده يجي في بال أي حد، لإن المظاهرات في مصر ممنوعة وبيتم قمعها حتى لو بآليات قانون التظاهر الحالي.

– وخلينا نفتكر إن في مدرسين اتقبض عليهم وهما بيقدمو طلب للتظاهر، وإن الأحزاب المعارضة قدمت في أكتر من مناسبة طلب بالتظاهر وكلهم اترفضوا. وسيطرة الأجهزة الأمنية على النقابات، وعلى اختيار أغلب المرشحين لمجلس الشعب الحالي. والقبض على أعضاء “قضية الأمل” عشان بدأوا يخططوا لخوض انتخابات مجلس الشعب القادم.

– ومش هنعيد كلام وتفصيل في إن وسائل الإعلام تم تأميمها بشكل كامل تحت رعاية الأجهزة الأمنية عن طريق شركة “إعلام المصريين” التابعة للمخابرات العامة، وإن تم إبعاد أغلب الإعلاميين المهنيين، والتضييق على الجرائد المستقلة ومحاصرتها بالضغوطات الأمنية أو بالمجلس الأعلى للإعلام أو بالحجب، وإن وعندنا في مصر عدد كبير من الصحفيين في السجون.

– إذا كان كل ده بيحصل يبقى إزاي نصدق كلام سيادة الرئيس عن استعداده لترك السلطة، لو الناس رافضة برنامجه الاقتصادي؟ ده لما اتعرض قدامه كوميكس وبوستات ساخرة عن السياسة الاقتصادية كان رد الفعل هو الضحك والسخرية من المعاناة اللي سببتها سياساته، دون اعتبار لمعاناة الناس الحقيقية.
*****

2 – “بالنسبة لقطاع الكهرباء، كنا في وضع معندناش طاقة كافية، ودلوقتى عندنا احتياطى زيادة فوق الـ20% ممكن يروح لدول الجوار عن طريق الربط الكهربائى مع السودان أو ليبيا أو قبرص أو السعودية”

– اتكلمنا في بوست سابق عن ملف الكهرباء، وإن برغم إنجاز الحكومة الجيد في إنهاء معاناة قطع الكهرباء، لكن نتيجة عدم التخطيط ففائض إنتاج الكهرباء أصبح عالي جدًا. ومع ذلك مستمرين في قروض زي القرض الروسي اللي تكلفته 25 مليار دولار لبناء محطة الضبعة النووية.

– مش أفضل نركز على رفع كفاءة المحطات الحالية، وفي ظل ما الإحصاء بتقول إن مع الحر لشديد اللي بتتعرضله البلد فـ12% بس من الأسر المصرية عندها تكييفات، نعيد حساب تكلفة الشرائح على المواطنين اللي خلت فواتير الكهرباء عالية جدًا؟ ونوفر القروض اللي بندفع فاتورتها وفاتورة فوائدها كأعلى بند في الموازنة؟

– واتكلمنا قبل كده عن صعوبة تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي، اللي الحكومة بتحاول تعملها مع السودان والسعودية والأردن وقبرص، وإن فيه مشاكل فنية كتير بتقف عائق في مشاريع زي دي. وده معناه إن في الملف ده محتاجين نحاسب الرئيس قبل ما نشيد بالإنجاز فيه.
******

3- “احنا قولنا هنجيب مدربين من بره تاني؟ مفيش بقى خلاص. ليه معندناش ثقة في المدربين المصريين؟ الدكتور أشرف صبحي (وزير الرياضة) بقوله هتعمل إيه، قالي مش هنجيب مدربين أجانب. لازم ندي فرصة للمصريين. النتيجة واحدة”

– بعيد عن الهزار في هذا الموضوع اللي بيدي انطباع إن الرئيس مش متضايق للخسارة الصعبة، بخروجنا من دول الـ16 في أمم أفريقيا اللي اتلعبت على أرضنا، لكن هل ده دور الرئيس أصلًا الكلام في مين يدرب المنتخب ومين لأ؟ يعني بالأساس مش من حق الحكومات، بحسب لوائح وقوانين الفيفا (الإتحاد الدولي لكرة القدم) إنها تتدخل في إدارة شؤون اللعبة، ده بيعرض النشاط الرياضي في الدول دي للإيقاف.

– والحقيقة كان الأولى لو الرئيس حابب يتكلم في الرياضة، يتكلم عن ملفات الفساد اللي اتقال إنها اتفتحت مع أعضاء اتحاد الكورة السابق، وبعدين الكلام قل واختفى حاليا. أو يتكلم عن فتح الملاعب للجماهير. والإفراج عن قيادات الألتراس اللي أغلبهم مسجون ظلم. أو وقف التحريض والمضايقات اللي بيتعرضلها لاعب محبوب زي أبو تريكة في الإعلام الممثل للدولة.
******

4- “الإنتهاء قريبا من أكبر مدينة للثقافة والفنون في العالم بالعاصمة الجديدة”

– فيه حقائق كتير نشرها الجهاز القومي للتعبئة والإحصاء الأيام الأخيرة، منها عدد الأسر الممتلكة لسيارات في بلدنا، واللي اكتشفنا إنها 7.6% فقط. وغير عدد المصريين اللي انتقلوا من الطبقات الوسطى للفقرة واللي وصلوا 5 مليون مصري تقريبا (أصبح ثلث المصريين فقراء)، ففيه مليون مصري زي ما قولنا في بوست سابق انتقلوا خلال السنتين اللي فاتوا بس لخط الفقر المدقع (ممكن يكونوا بيباتوا من غير عشاء)، وكده أصبح عدد المصريين تحت خط الفقر المدقع 6.2 مليون مصري.

– ودي أرقام مرعبة بكل تأكيد، وكان أولى تروحلها فلوس المسارح والأوبرا والمتاحف والمكاتب اللي بتم تنفيذها في “مدينة الفنون” بالعاصمة الإدارية، غير ان حتى لو تم الانتهاء منها فأقلية من المصريين هما اللي هيكون عندهم القددرة من زيارة المدينة.

*****
5- “اعتبارا من منتصف 2020 نقدر نتحاسب بجد”

– الحقيقة مصريين كتير مش قادرين ينسوا وعد السيسي بعدم الترشح للرئاسة بالأساس ثم ترشحه. ووعده في 2015 “سنتين كمان وهتستغربوا مصر بقت كده إزاي”، وكلامه في 2016 “6 شهور بس والأمور هتبقى أفضل”. ووصلنا 2019 وصعب نشوف تصريح زي “اعتبارا من منتصف 2020 نقدر نتحاسب بجد” غير تهدئة للشعب اللي كتير منه بيعاني من أثار السياسات الاقتصادية.
*******

تعليقات عامة

– بشكل عام، هتفضل الطرق المعروفة والرسمية وغير المكلفة لتواصل النظام مع الشعب والشباب هي الأولى والأصح زي وقف قبضة الأمن على انتخابات اتحادات الطلبة بالجامعات، لأنها هتكون الطريقة الأهم لفرز الشباب الممثليين لجيلهم والتواصل بعد ذلك مع الطلبة المنتخبين بكل الطرق الممكنة. ده بالطبع هيديهم جرأة وشجاعة يعبروا بشكل حقيقي وواضح عن مشاكل وأفكار اللي انتخبوهم ووثقوا فيهم. بدل الطرق غير المعروفة لاختيار وجمع شباب المؤتمرات.

– يحسب لمؤتمرات الشباب بكل تأكيد، إن طلع منها مقترح “قوائم العفو الرئاسي”، واللي ساهمت في إنقاذ أعداد كبيرة من الشباب الموجود في السجون بأحكام قضائية. لكن تظل آلية ضيقة وبتخضع لضغوط أمنية. وفي نفس الوقت القبض على الشباب بسبب آرائهم مش بيقف، وده بيخلي الموضوع يفقد قيمته وأهميته.

– مهم وإيجابي طبعا يكون الرئيس السيسي مش منفصل عن الواقع، ومتابع ما يحدث على السوشيال ميديا وما يدور في عقول الشباب، بس بيكون مؤسف لما نكتشف إزاي السلطة بتستخدم المعلومات دي عشان توطد حكمها، وتبين إنها بتحكم بشكل ديمقراطي، بدل ما تحكم فعلا بشكل ديمقراطي، وبدل ما تستخدم المعلومات دي في تحسن الأوضاع العامة وتحسين سياساتها الاقتصادية.

– بنتمنى المؤتمر القادم للشباب يحضره شباب تم تبرئتهم والإفراج عنهم، وحفظ قضاياهم. وشباب منتخبين في مجلس الشعب واتحادات الطلبة وفق انتخابات شفافة ونزيهة. وإن يتم في المؤتمر ده طرح كل القضايا الشائكة والأهم للنقاش. ومهم بالنسبالنا نعرف من جمهور الصفحة أسئلتكم.. أو أي أمور تم نقاشها في المؤتمر عندكم تعليقات وردود عليها؟
******

بوستات سابقة




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *