– خلال الفترة اللي فاتت بدأت تنتشر أخبار بالصحافة الدولية عن برنامج إسرائيلي للتجسس اسمه بيجاسوس استُخدم في التجسس على مسؤولين كبار في العالم منهم رؤساء دول زي ماكرون، ورؤساء حكومات زي عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني وغيرهم كتير شخصيات عربية ومصرية منهم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.
– التسريبات طلعت عن مؤسسة Forbidden Stories و17 مؤسسة صحفية أخرى عالمية منها جرائد مشهورة زي لوموند والجارديان، ومؤسسات زي منظمة العفو الدولية.
– هنشوف في البوست النهارده أبعاد الفضيحة دي؟ وإيه القصة بالظبط إقليمياً ودولياً؟
*****
إيه اللي حصل؟
– القصة بدأت لما حصلت مؤسسة Forbidden Stories ومنظمة العفو الدولية على قائمة بخمسين ألف رقم هاتف اختارها زبائن لمجموعة NSO الإسرائيلية منذ 2016 بهدف القيام بعمليات تجسس محتملة.
– وأرسلت المنظمتان القائمة إلى مجموعة من 17 وسيلة إعلامية كشفت القضية، بينها صحف عالمية زي واشنطن بوست، والجارديان ولوموند.
– التحقيق بيقول إن البرنامج استخدمته أنظمة وحكومات وأجهزة للتجسس على ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 شخصية سياسية و85 ناشطا حقوقيا و65 صاحب شركة في دول عدة.
– برنامج بيجاسوس هو برنامج تجسس متطور على الهواتف، طورته شركة إسرائيلية اسمها NSO وبيقدر يراقب الصوت والمكالمات الصوتية والصور والايميلات ويحدد المواقع الجغرافية بشكل دقيق.
– البرنامج باعته إسرائيل لـ35 دولة حوالين العالم منها دول دكتاتورية استخدمته في التجسس على صحفيين ونشطاء سياسيين، وطبعا كان فيه نصيب كبير لدول الشرق الأوسط.
– أما أوروبياً كانت المجر هي الدولة الأوروبية الوحيدة اللي ورد اسمها كمستخدم محتمل للبرنامج، مع الاشتباه باستهدافها مئات الأشخاص ما بين صحفيين ومحامين.
– طبعا فضيحة البرنامج بقت أكبر في الفترة الأخيرة لأنه تم الكشف أنه استخدم في تجسس محتمل على قادة سياسيين كبار ومن ضمنهم ماكرون اللي قرر في رد فعل يعمل اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لمناقشة الموضوع.
– واضطر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللي كان على قائمة الأهداف المفترضة إلى تغيير رقمه وجهاز الهاتف الذي يستخدمه.
– أيضا المستشارة الألمانية ميركل علقت على الموضوع وأكدت أنه من المهم أنه البرامج دي لا تقع في أيد حكومات ديكتاتورية لا تحترم القضاء.
– وحتى في إسرائيل تم تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الدفاع والموساد ووزارة الخارجية والعدل عشان تحقق في الموضوع وطبعا ده جزء من احتواء الضرر الناتج عن الفضيحة لأنه البرنامج تم بيعه تحت إشراف الحكومة الإسرائيلية لأنه النوعية دي من البرمجيات بتتصنف في العادة أنها برمجيات عسكرية متطورة.
– بالتالي الفضيحة الحالية مش فضيحة فقط للشركة اللي طورت البرنامج تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولكن فضيحة للحكومة الإسرائيلية اللي بتحاول حاليا احتواء الأضرار لسمعتها الدولية.
– ودا اللي خلى مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس يوم الثلاثاء يعلن أن لقاء سيجمعه بنظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في باريس هذا الأسبوع لعقد محادثات تتضمن “متابعة” بشأن فضيحة التجسس المرتبطة ببرنامج “بيجاسوس”.
*****
ايه اللي يخصنا عربيا في الموضوع؟
– فيه اتهامات كتير طالت حكومات عربية باستخدام البرنامج زي السعودية والإمارات والمغرب.
– وتحديدا اتربط بين الموضوع وبين قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في 2018، وكذلك خرجت تقارير بتقو إن السعودية اشترت البرنامج للتنصت على هواتف وزراء في الحكومة المصرية، وجاء على رأسهم رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية، سامح شكري، بالإضافة إلى وزير المالية، محمد معيط، ووزير الاتصالات السابق، ياسر القاضي، ووزير العدل السابق، حسام عبد الرحيم، بحسب موقع “درج”.
– إلا إن وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مصدر سعودي قوله “الادعاء باستخدام جهة في المملكة برنامجًا لمتابعة الاتصالات… لا أساس له من الصحة”.
– جميع الوزراء دول تمت مراقبتهم في أواخر مارس 2019 وهي الفترة اللي كان فيها القمة العربية في تونس وربما تكون القمة سبب في التجسس عليهم.
– وكذلك بيان صادر عن الخارجية الإماراتية الخميس قال إن “المزاعم (…) التي تدعي أن الإمارات من بين عدد من الدول المزعوم اتهامها بمراقبة واستهداف الصحفيين والأفراد، لا تستند إلى أدلة”.
– أما وزير الخارجية المغربي فطالب في مقابلة مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، الجمعة، الجهات اللي بتتهم بلاده بالتجسس بتقديم أدلة مادية، ملمحاً للجوء إلى القضاء.
– وبخصوص الجزائر فرفعت دعوى تشهير أمام القضاء الفرنسي ضد منظمة “مراسلون بلا حدود” غير الحكومية اللي اتهمت الجزائر باستخدام برمجية بيجاسوس لأغراض التجسس قبل ما تصحح دا وتعتذر، في الوقت اللي ظهرت فيه تقارير إعلامية بتقول إن الجزائر نفسها تعرضت لعمليات تجسس باستخدام التقنية.
– من الطبيعي، إن الحكومات هتنفي المسألة شكلاً وموضوعاً، لكن مع وجود سوابق أخرى مثلا للسعودية والإمارات مثبته بالتجسس على ناشطين وصحفيين أثبتتها مؤسسات تقنية بتكافح الاختراق، فيهكون فيه سياق يصعب معاه تصديق النفي دا.
– الغريب في الموضوع فيما يخص مصر أنه بعد مرور أسبوع تقريبا عن الكشف عن أسماء الوزراء المصريين إلا أنه مفيش أي تعليق رسمي ولا حتى بالنفي زي الجانب السعودي ما عمل وده رغم ردود الأفعال الدولية على الموضوع.
– الصمت الرسمي المصري ده غريب وخاصة أنه من حق الناس تعرف ليه السعودية وهي حليف مباشر لمصر يخرج أنباء عن تجسسها على شخصيات هامة في مصر في الحكومة وايه اللي يمنع أنهم مكنوش بيتجسسوا على أشخاص آخرين أكثر أهمية من ناحية الأمن القومي في الجيش والمخابرات وحتى الرئيس السيسي.
– النوع ده من الاختراقات وخاصة لما يحصل من دولة صديقة بيكون عايز رد فعل سريع لتعريف الرأي العام المصري على اللي حصل والصمت بالفعل شيء في منتهى الغرابة وأغرب كمان أنه الجانب السعودي نفسه علق الموضوع بالتالي الصمت المصري غير مبرر.
– الصمت غير مبرر لأنه بيثير قلق كبير وعلامات استفهام كثيرة أهمها ايه اللي يمنع إسرائيل وهي العدو المباشر من أنها تكون بتعمل المثل وبتجسس على مسئولين مصريين.
*****
نشوف ايه من كل ده؟
– الموضوع رغم أبعاده السلبية الكثير المتعلقة بإزاي برمجيات زي دي بتكون متاحة لحكومات ديكتاتورية بتستخدمه للتجسس على صحفيين ومعارضين ومسؤولين في دول تانية.
– لكنه بيخلينا نفكر في التغيير اللي بيحصل في مفهوم الأمن القومي، ففي الوقت اللي الحكومة المصرية مثلا قبضت على باحثين وسياسيين زي إسماعيل الإسكندراني وصحفيين بسبب شغلهم الصحفي والبحثي واللي هو عبارة عن معلومات معروفة ومتداولة يعني مش أسرار عسكرية بحجة حماية الأمن القومي.
– وفي نفس الوقت بيظهر أنه ناس في مناصب حساسة ممكن تكون هواتفهم مخترقة أساسا، وده يخلينا نفكر قد ايه مبرر حماية الأمن القومي ده هو مجرد فزاعة شعبوية لأنه المعلومات الحساسة فعلا والمهمة بالنسبة للأمن القومي الدول المعادية أو الصديقة لمصر ممكن تحصل عليها بطرق أعقد زي بيجاسوس، وبالتالي الصحافة والبحث مش هما العدو.
– أيضا مهم الإشارة لمستوى التطور التقني الإسرائيلي و لدرجة أنه ببيع برنامج تجسس متطور زي ده عشان يحقق مصالح اقتصادية وسياسية في المنطقة، بالتالي لازم نشوف الرابط بين الإنفاق على البحث العلمي وتحقيق أهداف الدول في محيطها الإقليمي.
– مينفعش نسمع بأي حال من الأحوال إن حكومتنا بتشتري من أموال الشعب برمجيات تجسس على الاتصالات والمواطنين، في حين مش عارفه تحمي الوزراء والمناصب الرسمية الحساسة من اختراقات جاية من الخارج، ودي ثغرة محتاجة وقفه من المتخصصين، ويا ريت نشوف تحرك لسدها.
– نتمني نشوف تعليق صادق قريبا من الحكومة المصرية على التسريبات دي لأنه الموضوع من المفترض أنه يكون مقلق لينا زي ما هو مقلق للحكومة اللي الصمت حاليا هو ملاذها الأخير في وقت مينفعش فيه السكوت.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *