امبارح الخميس وزير الري السوداني قال: “إثيوبيا برفضها الوساطة الرباعية، تعمل على شراء الوقت والشروع في الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق .. بلادنا ستحمي مصالحها وسلامة مواطنيها بكل الخيارات الممكنة وفق القانون الدولي”
– الكلام ده ضمن تصعيد سياسي مصري وسوداني بعد إعلان فشل المفاوضات الثلاثية الأخيرة برعاية الكونغو في كينشاسا يوم الثلاثاء.
– بعدها شفنا تصريحات الرئيس السيسي اللي كرر فيها مرة تانية ذكر إن ثورة يناير هيا سبب أزمة السد، وده أثار خلافات كبيرة على مواقع التواصل المصرية، وأكد على محاولة استبعاد الحل العسكري وفكر المصريين باللي حصل سنة 62 و67 يعني حرب اليمن والنكسة.
– النهاردة حنشوف آخر تطورات الملف؟ وليه الموقف الاثيوبي ما زال متعنت؟ وايه الخطوة الجاية قدام مصر والسودان؟
*****
ايه أخر التطورات في ملف السد؟
– اجتماع كينساشا الأخير كان بيتم الترويج له علي أنه الفرصة الأخيرة، بحسب تعبير وزير الخارجية سامح شكري، وده لأنه أثيوبيا بتحاول المماطلة كالعادة قبل الملئ الثاني للسد في شهر يوليو اللي جاي.
– النقاط الخلافية المعتادة وهيا الاتفاق الملزم حول ملء وتشغيل السد وضمان حصص مصر والسودان، محصلش فيها أي تقدم.
– كمان بحسب مصادر اتكلمت مع مدي مصر فالسودان ومصر كانوا علي استعداد للوصول لاتفاق مؤقت حوالينا لملئ الثاني للخزان، يعني كانو بالبلدي ممكن يقبلوا التوافق على تأجيل الملء لحين الوصول لإتفاق، أو حتي يتفقوا علي قواعد الملئ الثاني للسد بما لا يضر موارد مصر والسودان المائية بإقرار قواعد مكتوبة ملزمة، لكن اثيوبيا واصلت الرفض.
– أثيوبيا بتحاول تخلق فجوة بين الموقف المصري والسوداني، وخاصة أنها بتسعي علي أكثر من جبهة للتفاوض مع السودان لوحدها.
– بحسب مصادر اتكلمت مع مدي مصر، فرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك تلقى وعد غير مباشر من آبي أحمد بأنه ممكن يكون في تفاهم ثنائي حول الملء الثاني للسد، بما يضمن عدم الإضرار بسد الروصيرص أو محطات المياه بالسودان، وذلك حال التوصل لتفاهم مُرضي حول الخلاف الحدودي الحالي بين أثيوبيا والسودان.
– لكن برضه إثيوبيا رفضت التعهد للسودان بامدادها بشكل مستمر ودائم ببيانات تشغيل السد، والكلام كان عن السنة الحالية فقط، وده طبعا رفضه الجانب السوداني.
– من الغريب إن أنه الوسيط في الخلاف الحدودي واللي بيدفع مع الأثيوبيين في طرح التقارب مع السودان بالملف ده ده هو الإمارات، واللي يبدو أنها مستفيدة من سد النهضة بسبب الاستثمارات الزراعية الكبيرة ليها في اثيوبيا، أو يبدو أنها بتحاول تعمل ده بسبب الخلاف الحالي مع مصر في ملفات أخري زي الملف الليبي.
– لكن من المطمئن ان الجانب السوداني تمسك بشكل واضح بحقوقه وكل البيانات والتصريحات قوية وواضحة، لأن في النهاية السودان مهدد بأخطار كبيرة بعضها أكتر من مصر بحكم قرب السد من حدوده.
– التعنت الأثيوبي ده مستمر، لكن علي الجانب الأخر
*****
ايه المسارات اللي باقية لمصر في التفاوض؟
– الخارجية الأثيوبية أصدرت بيان أنه حيتم استئناف مفاوضات سد النهضة في الأسبوع الثالث من أبريل الجاري، لكن الوزير سامح شكري نفي تلقي مصر أي دعوة رسمية لاستئناف مفاوضات سد النهضة واتكلم في تصريحات إعلامية عن التعنت الأثيوبي المستمر.
– اثيوبيا أعلنت أنها حتبدأ تولد الكهرباء من السد في أغسطس القادم بعد الملئ الثاني علطول، وده في تجاهل تام لمسار التفاوض.
– من جانبنا مصر والسودان واخدين خط التصعيد السياسي، وواضح ان كلاهما توافق على الذهاب إلى مجلس الأمن، وفي نفس الوقت تعزيز التعاون العسكري كتلويح بالضغط ضد اثيوبيا وأيضا رسالة للعالم حول جدية وخطورة الوضع، وعشان كدة شفنا رئيس الأركان المصري في السودان بيشرف بنفسه على مناورات مصرية سودانية بتشارك فيها القوات الجوية والصاعقة.
– لسه مش مؤكد هل مصر والسودان هيروحو مجلس الأمن بشكل موحد، ولا كل منهم هيقدم خطاب وطلبات منفصلة. في السابق السودان لم تدعم مصر لما لجأت تحت البند السادس لمجلس الأمن، لكن لجوء مصر والسودان القادم متوقع حيكون تحت البند السابع اللي بيتكلم عن التدابير المفترض إتخاذها في حالات تهديد السلم والأمن العالمي واللي من المفترض انها هتكون متحققة لأنه السد هيؤثر علي حياة 150 مليون مواطن مصري وسوداني.
– المادة 36 من ميثاق مجلس الأمن الدولي تخول للمجلس التدخل في أي مرحلة من مراحل النزاع بين الدول وإصدار قرارات ملزمة لكل الأطراف.
– أيضا المادة 38 من ميثاق المجلس بتدي له حق فرض وساطة دولية أو إصدار قرار تحكيمي لتجنب أي صراع أو حرب قد تندلع بين الدول المتنازعة. ويمكن لمصر والسودان الاستناد لهاتين المادتين للضغط على إثيوبيا حسب أراء خبراء القانون الدولي.
– يعني لو مجلس الأمن صوت للتدخل فحيكون له القدرة علي إلزام أثيوبيا بالطرق السلمية، أو بإستخدام القوة العسكرية في وقف أعمال الملئ الثاني وإن كان الخيار الثاني ده مستبعد جدا لأنه ملوش سابقة في تاريخ مجلس الامن، ده غير إن دول كبرى زي الصين عندها مصالح في تدخل مجلس الأمن بقضايا الأنهار العابرة للحدود اللي فيها خلاف بينها وبين جيرانها.
– لو مجلس الامن مخدش أي إجراء، ولو إثيوبيا أكملت الجزء الأوسط من السد يعني لا رجعة عن الملء الثاني، غالبا وقتها مش حيكون قدام مصر والسودان سوى تصعيد عسكري، لأن تأجيله عن كدة هيبقى فيه مخاطر عن خطورة ضرب السد إلا لو تحول الخط السياسي لإننا هننتظر لوقوع “ضرر جسيم” فعلي يعني نقص الحصص، وساعتها يكون استخدام خيار التدخل البري مع السودان.
– مع دعمنا الكامل لكل الوسائل في سبيل حقنا العادل، وإنه متنقصش نقطة مياة من حصتنا بالنيل، لكن بنكرر إن الأفضل لكل الأطراف التجنب بأقصى ما يمكننا لأي خيار عسكري مهما كانت الخسائر مادام ممكن تحملها، لأن ده هيكون خيار مؤلم، محدش يتصور إنه سهل، وتبعاته واسعة في المستقبل ومحدش يقدر يتوقعها، وزي ما الرئيس السيسي قال في تصريحاته وقت حل أزمة قناة السويس إن الأمور دي بتسيب جراح بين الشعوب لأجيال جاية.
*****
– تعثر المفاوضات الأخيرة رجعنا تاني لنغمة مسئولية ثورة يناير عن سد النهضة.
– الرئيس قال “أنا قلقت على الميه من 2011، مبقتش ارتاح ولا اقدر أطمن من 2011 تحديدا من 25 يناير عرفت إن هايبقى عندنا مشكلة كبيرة قوى”
– الكلام ده مش منطقي لأن الحقائق بتقول انه دراسات السد واختيار موقعه كانت على يد أمريكا من الستينات وبداية العمل في المشروع الحالي كانت من 2010 قبل الثورة.
– جزء تاني مهم انه المجلس العسكري اللي تولى السلطة وقتها، ويشمل الرئيس السيسي واللي كان وقتها مدير للمخابرات الحربية، وغيرها من أجهزة الدولة وقتها مكنش المفروض تبقي مشغولة بالمشاكل الداخلية مهما كانت عن مصالح البلد في مياة النيل.
– مفاوضات السد بقالها 10 سنين منهم 7 سنين كاملة تقريبا كان الرئيس السيسي علي رأس الحكم في البلد، طول السبع سنين دول الرئيس وحكومته كانوا مسئولين عن الملف، واخدوا قرارات وخطوات كتير، وبالتأكيد يتحمل مسؤوليتها السياسية سواء إيجابية أو سلبية، لأن كان الملف بقاله سنوات تحت أيديهم بشكل كامل بالتالي إلقاء اللوم علي حدث سياسي زي الثورة هو مشكلة كبيرة جدا.
– من بداية تفاعلنا مع ملف السد أكدنا أكتر من مرة إن الملف المفروض لا يكون مجال للتجاذبات السياسية لأنه ملف زي ده المفروض يوحد الشعب المصري كله مش يفرقه.
– وإن السلطة الحالية أكتر سلوك حكيم تعمله لتوحيد الجبهة الداخلية هوا “خفض التوتر السياسي” باجراءات تشمل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين السلميين، ودي حاجات عاملها آبي أحمد نفسه اللي هوا بيستخدم السد كورقة لتوحيد الأثيوبيين اللي بينهم مشاكل عرقية ضخمة.
– لو بقى الخطاب الرسمي بيطلب دعم كل المصريين بكل توجهاتهم في الداخل والخارج، مش بيقسمهم مين مع الثورة ومين ضدها، ساعتها هيبقى اللوم قدام الشعب كله على اللي بيكسر من جهودنا.
– ممكن تشوفوا اللي كتبناه خلال مراحل مختلفة من الأزمة وتقييم للي بيحصل، وعن مشكلة المياة اللي هيا سابقة على السد، وحلول مقترحة قصيرة وطويلة المدى من هنا: بتاريخ 9 مارس 2020 أو من هنا: بتاريخ 11 أكتوبر 2019، وحتي مع فشل جولة المفاوضات الأخيرة كتبنا تحليل عن المفاوضات وعلاقة مصر بالسودان في الملف ده ممكن تشوفوه من هنا :  وكتبنا عن إدارة بايدن وملف سد النهضة
– بنكرر كلامنا السابق إن مسألة مياه النيل أكبر حتى من كونها أمن قومي لكل مصري، دي حياة أو موت لمصر حرفيا، مفيهاش مؤيدين ومعارضين، ومطلوب السلطة تمد يدها بخطوات إيجابية لتوحيد جهد كل المصريين بالداخل والخارج بشراكة حقيقية، ونتمنى نشوف تعامل على قدر التهديد الكبير ده لأمننا المائي والغذائي، من كل الأطراف الرسمية والشعبية في مصر، وبالتأكيد إحنا مع كل الاختيارات اللي تضمن حقنا كمواطنين مصريين في مياه النيل.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *