– امبارح توفى الإعلامي الكبير حمدي قنديل بعد صراع مع المرض بعد تخطيه سن ال 82 سنة، والنهاردة تم تشييع جنازته والصلاة عليه في مسجد الرحمن الرحيم في مصر الجديدة.

– صفحة الموقف المصري بتقدم خالص التعازي لكل تلاميذه وأهله وأصدقاؤه وجمهوره اللي كان صادق معاهم دايماً، في البوست ده هنقدم تعريف عنه نفتكر بيه أدواره الاعلامية وجهودة السياسية اللي قدمها عشان بلده في حياته.. ربنا يرحمه.
*****

– استاذ حمدي قنديل من مواليد سنة 1936، أصوله من محافظة المنوفية.

– في مذكراته “عشت مرتين” حكى ان أسرته كانت أسرة متوسطة، قدر يسافر لأكثر من بلد أوروبي على نفقة أسرته، وكان طالب متفوق في دراسته وللمصادفة كان بيدرس معاه في نفس الفصل “عمرو موسى” الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وفي مرحلة الجامعة دخل كلية العلوم جامعة الاسكندرية بناء على رغبة والده لكن بعد شهور مقدرش يكمل، وامتحن الثانوية مرة تانية ودخل كلية طب القصر العيني.
– كان محب جداً للصحافة والقراية وكان بيقرا دايماً جريدة “الاشتراكية” و”المصري” وساهموا بشكل كبير في تكوين شخصيته، وساهم في عمل جرايد خاصة واحدة منها كانت وقت المدرسة والتانية كانت في كلية الطب والاتنين اتصادروا بسبب النقد اللي كان بيقدمه.
– وبعد 3 سنين من دراسته للطب مقدرش يقاوم حبه للصحافة، وبناء على طلب الصحفي الكبير “مصطفى أمين” انضم لمجلة آخر ساعة وبقا مسؤول عن نشر رسائل القراء ب 15 جنيه شهرياً سنة 1951.
– اتجوز الفنانة الكبيرة نجلاء فتحي سنة 1995، بعد صداقة ومعرفة جمعتهم بعد لقاء عمل، وكانت قصة حبهم رائعة، مكانش بيشغله أو بيضايقه عدم الانجاب، كان دائم الفخر بزوجته وقوتها وذكائها ونجاحها.
*****

عمله الصحفي

– معروف عن حمدي قنديل كونه من رواد الصحافة التلفزيونية وكونه برضه هدف دائم للمصادرة والايقاف طول تاريخه اللي بدأ ببرنامج على التلفزيون المصري اسمه “أقوال الصحف” سنة 1961، وبعد 4 حلقات من بداية البرنامج صدر قرار من وزير الاعلام بايقاف البرنامج، وكان السبب انه ذكر خبر عن الرئيس عبدالناصر في نهاية البرنامج مش في أوله، وبعدين صدر قرار من عبدالناصر نفسه بعودة البرنامج.
– اتأثر جداً بنكسة 67 خاصة انه حكى بمذكراته انه بشكل شخص كان مفروض رايح في مهمة للتصوير في قاعدة فايد الجوية وشاف بعينه القصف الاسرائيلي للطيارات على الأرض وحسرة الطيارين المصريين على الكارثة اللي بتحصل.

– بعد سنوات اشتغل في قناة ART وعمل فيه لقاءات كتيرة كان أشهرها لقاؤه “الإجباري” مع القذافي، كان الاتفاق انه مدة الحوار تكون ساعة واحدة لكن فوجئ قبل نهاية الساعة الأولى برجل عسكري جه وراه وقاله بلغة حازمة إنه اللقاء هيستمر ساعة إضافية، وتكرر الأمر لغاية ما وصلت مدة اللقاء ل 4 ساعات، لحد ما قال قنديل: مكنتش لاقي أسئلة أوجهها له لكن كان دايماً عنده إجابات!
– طبعا اشتغل في التلفزيون المصري وبرنامج رئيس التحرير، اللي كان سبب شهرته الأكبر، خاصة توجهاته أيام حرب العراق ثم الانتفاضة الفلسطينية سنة 2003 اللي بسبب انتقاداته لموقف الانظمة العربية منها تم وقف البرنامج.

– سافر للإمارات واشتغل هناك من 2004 لحد 2009، قدم فيها أكتر من 170 حلقة من برنامجه “قلم رصاص”، لكن تم وقف برنامجه مرة تانية لأسباب سياسية، وبعدها بشهور سافر ليبيا وقدم برنامجه من قناة الليبية، لكن برضه تم وقف البرنامج وهوا حكى ان السبب كان مكالمة مباشرة من مبارك للقذافي.

– على مستوى العمل السياسي حمدي قنديل اخد مواقف متعددة البعض اتفق معاه والبعض اختلف معاه فيها، لكن مهم نشوف انه مكتفاش بدوره كصحفي بل حاول يترجم كلامه لأفعال بكل الوسائل السلمية المتاحة، وإنه في كل مواقفه كان عنده شجاعة انه يتناقش مع المختلفين، وإنه يتمسك بمباديء عامة زي رفض الظلم.

– انضم حمدي قنديل للجمعية الوطنية للتغيير اللي كان بيقودها البرادعي، وبقا متحدث رسمي باسمها، واستمر في عمله الصحفي ولكن ككاتب رأي في جريدة الشروق، وبرضه لم يسلم من السلطة لكن المرة ده وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط رفع عليه قضية اتهمه فيها بالسب والقذف بسبب مقال بينتقده فيه سنة 2010، ولكن تم التصالح بعد الثورة.

– انضم للثورة من بدايتها وكان معارض للمجلس العسكري وطريقة إدارته للبلد في الفترة الانتقالية، وفي الانتخابات الرئاسية سنة 2012 كان متحدث رئيسي في مؤتمر “فيرمونت” الشهير اللي قدم فيه الرئيس السابق محمد مرسي تعهدات بصياغة دستور جديد متوازن وعدم الحكم المنفرد للدولة.

– مع الوقت ابتعد تماماً عن العمل السياسي والاعلامي، في مصر وقال إنه أصبح “مشفق” على الاعلاميين بسبب الانقسام المجتمعي اللي بنعيشه، وقال في 2014 إنه الإعلام بقا منحاز جدا، والإعلاميين أصبحوا كثيري الصراخ داخل الاستوديوهات وعلى الشاشات وبعضهم أصبح يستخدم الاستوديوهات كمنصة لزعامة سياسية، مش منصة لتوصيل الحقيقة للناس والمشاهدين.

– كان حمدي قنديل دايماً صاحب مدرسة مميزة، الانتقاد القوي بمنتهى الرزانة ودون تجريح أو إنفلات، وبدون أي خوف من العواقب .. الوداع يا صاحب أشهر كلمة ” أهلا بكم”.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *