– على مدار اليومين حصلت تطورات كتير بكارثة تفجير معهد الأورام في المنيل. أهمها، وبعد 16 ساعة على الحادث، بيان وزارة الداخلية قال إن الحادث إرهابي، وناتج عن اصطدام سيارة تحمل متفجرات ب3 سيارات تانية عند المعهد، وهي ماشية عكس الاتجاه.

– السؤال البديهي: إزاي مع التأمين ولجان الشرطة المنتشرة والحرب على الإرهاب اللي الدولة بتقوم بيها بقالها أكتر من 5سنين، سيارة فيها الكمية دي من المتفجرات وصلت لوسط القاهرة؟
وإزاي ماسبيرو والإعلام المصري ما نشروش أي حاجة عن الحادث لحد ما طلع بيان الداخلية؟
هنتابع ده في البوست، وهنشوف الخطوات اللي خدتها السلطات في حادث زي ده.
*******

إيه تفاصيل الحادثة من اللي تم الإعلان عنه لحد دلوقتي؟

– زي ما قولنا في المقدمة، ووفقا لبيان الداخلية، سيارة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات كانت ماشية عكس السير، وكانت مجهزة لتفجير إرهابي يستهدف مكان تاني (مش معروف لحد دلوقتي)، هي المسئولة عن وفاة 20 مواطن مصري، وأكتر من 45 مصاب، منهم للأسف 17 شخص من قرية واحدة كانوا في موكب زفة عروسين.

– تحريات الداخلية بتقول إن العربية متبلغ بسرقتها من المنوفية من شهور، والبيان بيتهم حركة حسم بالمسؤولية عن الحادث. لكن حسم طلعت بيان بنفي علاقتها بالحادث.

– هنا سؤال كمان: ازاي عربية مسروقة يعني مفروض متبلغ بأرقامها من شهور تعدي من محافظة لمحافظة بكل اللجان والكماين ومحدش ياخد باله منها؟! .. يعني حتى لو دي مفيهاش متفجرات، الأمن الجنائي العادي جدا لمتابعة العربيات المسروقة فين؟
– رئيس الجمهورية كتب على فيسبوك بيقدم التعزية لأسر الضحايا، ووصف الحادث بإنه إرهابي وجبان، وقال إن الدولة “عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره”.

– بالنسبة لمبنى معهد الأورام فواجهته كاملة وقعت. وتم توزيع مرضى المعهد المحجوزين فيه على مستشفيات مختلفة. حاليا حركة السير رجعت لطبيعتها بعد رفع آثار الحادث. والمركز الإعلامي لجامعة القاهرة أعلن عن بدء شركة المقاولون العرب في ترميم الأجزاء المتضررة من المعهد. والعيادات الخارجية ووحدة الكيماوي بيستقبلوا المرضى اللي بيترددوا على المعهد يوميا كالمعتاد.

******

الإعلام اتعامل إزاي مع الأزمة؟

– المنصة الأهم لمتابعة الحادث كانت السوشيال ميديا كالعادة، ثم قناة الجزيرة اللي مفروض النظام بيعتبرها قناة معادية، واللي المفروض إنه من من خلال شركة إعلام المصريين، شاري ومسيطر على أغلب القنوات المصرية عشان ييكونوا بديل للقنوات اللي النظام بيعتبرها معادية. لكن الحقيقة الناس فضلت 16 ساعة وأكتر منتظرة معلومة عن الحادث اللي اتقال في الأول إنه مجرد تصادم سيارات، وسط أسئلة واستغراب من حجم التفجير وتأثيره، وإن صعب ينتج ده من مجرد تصادم سيارات.

– مدى مصر عبر مصدر في التلفزيون المصري، نقلت إن السبب المرة دي في اختفاء أو تعثر التغطية مش رسالة واتس آب واحدة، لكن 4.. أربع رسايل على جروب واتس آب بيجمع مسئولين ماسبيرو والقيادات الإعلامية مع الأجهزة الأمنية:

١- الرسالة الأولى: بتأكد على عدم نشر أي بيانات عن الحادث وانتظار بيان وزارة الداخلية.

٢- لكن بعد ساعة من الحادثة، نشر التلفزيون المصري خبر قصير عاجل عن “نشوب حريق بعد سماع صوت قوي بجوار معهد الأورام” بناءا على تعليمات تانية جت على جروب الواتس آب.

٣- الرسالة الثالثة وصلت الجروب الساعة 1 صباحًا. وبتأكد على نقل التلفزيون خبر زيارة وزيرة الصحة لمصابي الحادث. والإشارة لانتقال 25 سيارة إسعاف لموقع الحادث. لكن كان فيه تنبيه بعدم نشر صور المصابين في الحادث.

٤- الرسالة أو التكليف الرابع وصل الساعة 9 صباحا، وكانت “هنوقف كلام خالص عن حادث امبارح ولا آي تصريحات هتتاخد ولا من وزيرة ولا أي حاجة وهبقى ابعت لحضراتكم”. وفعلا التلفزيون منشرش أي حاجة غير عدد القتلى والمصابين وفق بيان وزارة الداخلية، لحد ما جيه بيان الداخلية الساعة 2 الظهر.

– الموضوع مختلفش كتير في كل القنوات التابعة للنظام، يمكن إعلامي واحد بس هو اللي اتكلم عن الحادث في وقت مبكر، وهو عمرو أديب، لكن لحد انتهاء برنامجه مكناش عرفنا السبب الحقيقي للحادث.

*****

إيه تقييمنا للتعامل مع التفجير؟

– للأسف، وكالعادة، مكنش فيه إدارة منظمة للأزمة، وكتير من الموجودين في محيط الحادث هما اللي كانوا بيتعاملوا مع الموقف لحد ما وصلت الإسعاف والمطافي. العاملين والممرضين في المستشفى هما اللي أشرفوا بشكل كبير على نقل الناس من المبنى اللي تضرر رغم إن التوجيهات بالخطوة دي اتاخرت.

– مجلس الوزراء كان شكل لجنة لإدارة الكوارث والأزمات في 2016، مكونة من رئيس إدارة الأزمات بالقوات المسلحة، ورئيس مركز المعلومات، وممثلين عن الوزارات، وجهاز المخابرات العامة، وغيرهم. لكن مش بنسمع عن اجتماع اللجنة دي غير في مناسبات احتفالية زي الأعياد والحج للأسف.

– أجندة مجلس الوزراء امبارح كانت مشغولة بحاجات زي بحث زيادة الصادرات، وعقود البنية الأساسية لمنظومة النظافة بالمحافظات، وتوقيع اتفاقية قطارات سريعة في العاصمة الجديدة و6 أكتوبر، قبل ما يصدروا بيان التعزية.

– موقف جامعة القاهرة اللي بتشرف على معهد الأورام كان جيد. واتعاملت مع الموضوع بشكل سريع، وطلعت بيان وضحت فيه اللي حصل حسب الإمكانيات والمعلومات المتوفرة. والنهارده الدكتور حاتم أبو قاسم، بيأكد إن العمل في المعهد هيرجع بكامل طاقته بعد إجازة عيد الأضحى.

– طبيعي تحصل شائعات بعد الأزمات، لكن إن مفيش مسؤول يخرج بمعلومات موثقة بعد الحادثة بوقت قصير، ده بيسهل وبيسيب باب الشائعات مفتوح على مصراعيه. وده نفس اللي حصل وقت حدوث انفجار مصنع الكيماويات من كذا شهر، والناس اعتقدت ان الانفجار حصل في مطار القاهرة.

*****

إيه مهم يتعمل؟

– امبارح دعمنا وشجعنا أي جهود للتبرع بالدم والتبرع المادي لمعهد الأورام. وبالفعل معهد الأورام جمع من وقت الحادث، وفق المعلن عشرات الملايين زي 50 مليون من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد – 10 مليون من رجل اﻷعمال محمد أبوالعينين – و10 مليون من رجل اﻷعمال هشام طلعت مصطفى – ومليون من رجل اﻷعمال نجيب ساويرس (قصة تبرع محمد صلاح ب 3 مليون دولار النهاردة مصدر من أسرته قال لبعض الصحف انها غير سليمة) .. بنشكر كل من ساهم في التبرعات. وأي مصري اتحرك للتبرع بالدم ولمساعدة المصابين بأي شكل.

– الفلوس دي ممكن يتم استثمارها بشكل جيد في الانتهاء سريعا من إصلاح معهد الأورام وصيانته وكمان تطويره. لكن مهم كمان أهل الضحايا والمصابين يحصلوا على تعويضات مناسبة. وإن الأرقام اللي تم إعلانها كتعويضات: 100 ألف لأهل المتوفي والمصاب بعجز كلي، و50 ألف للمصابين، مهم يتم مراجعتها في ضوء التبرعات اللي تمت.

– صعب حاليا التأكد من كون جناح مسلح زي “حسم” هو اللي ورا العملية أو لأ، خاصة ان النوع ده من الأخطاء بمقتل اشخاص بيجهزوا متفجرات او بينقلوها حصل سابقا، لكن برضو مهم الداخلية في تحقيقاتها المستمرة تحترم عقولنا، وتتعامل مع حادث بالحجم ده بشفافية ورغبة حقيقية في الوصول للحقيقة، على الأقل عشان نبقى كلنا متأكدين من عدم تكرار حادث زي ده. وما نشوفش بعد أيام، خبر تصفية عدد من الأشخاص، واتهامهم بإنهم اللي كانوا ورا التفجير دون الإعلان عن أي تفاصيل.

– نتمنى القبضة الأمنية والسيطرة على الإعلام تتوقف تماما، ويبقى عندنا إعلام شفاف بيشارك الناس همومهم، وبيتابع معاهم الأحداث المهمة أول بأول، وإن يكون فيه أي تغيير حصل في ماسبيرو من وقت مشهد النيل خلال أحداث يناير.

– حوادث بالحجم ده بتكون فرصة دايمة للتأكيد إن النظام محتاج يغير منهجيته في التعامل مع المعارضة بتياراتها وأحزابها المختلفة. وإن قفل الأفق السياسي بيوفر مناخ لاستقطاب عناصر ممكن تنتمي لتنظيمات زي اللي تسببت في الحادث.

– وبنقدم خالص عزائنا مرة تانية لأسر الشهداء على مصابهم، وخالص تمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين. وللمترددين على المستشفى من أجل العلاج وجلسات الكيماوي إن حالتهم تكون مستقرة، ومتأثرتش بالحادث.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *