– كتبنا قبل كدة في الموقف المصري أكثر من مرة عن الاصلاحات الكبيرة اللي عملها رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد آبي أحمد، وحكينا قصة صعوده بمزيج من المظاهرات والانتخابات سوا، الضغوط اللي أدت في الآخر لصعوده كوجه إصلاحي من داخل النظام، والتفاصيل موجودة بالبوستات السابقة هتلاقوها في الآخر.
– النهاردة هنواصل عرض المزيد من الاصلاحات اللي بتعيشها أثيوبيا خاصة في جزئية تمكين المرأة، وكنا حكينا سابقا عن ده، أما التطورات الجديدة فهيا اختيار نساء لرئاسة الجمهورية، وأيضاً لرئاسة المحكمة العليا زي المحكمة الدستورية عندنا.
*****

رئيسة للمحكمة العليا
– في بداية نوفمبر الحالي اختار البرلمان الأثيوبي المحامية ميازا أشيفاني عشان تكون رئيسة للمحكمة العليا وهو أرفع منصب قضائي في أثيوبيا.
– أشيفاني هي أحد أشهر المحامين الحقوقيين في أثيوبيا، وسبق ليها العمل كقاضية في المحكمة العليا في الفترة من 1989-1992، بعدها بقت عضوة في لجنة كتابة الدستور في 1995.
– أشيفاني بعدت عن العمل الرسمي وأسست بعدها منظمة “المحاميات الأثيوبية” ودي منظمة مجتمع مدني مهتمة بدعم مشاركة المرأة في مجال المحاماة.
– أشيفاني كمان ساهمت في تأسيس بنك النساء الأثيوبي وهو البنك الأول من نوعه في أثيوبيا اللي بيقدم خدمات مالية لمساعدة النساء.
– التاريخ الحقوقي ده خلاها شخصية عالمية واتعمل عنها في هوليوود فيلم “ديفرت” سنة 2014 كان من انتاج أنجلينا جولي، الفيلم هو عن القضية الشهيرة في 1996 اللي دافعت فيها أشيفاني عن فتاة عندها 14 سنة قتلت خطيبها اللي اغتصبها، ونجحت أنها تاخد حكم البراءة للفتاة.
– القضية كانت مهمه جدا في 1996 لأنه حكم البراءة اللي خدته المحامية للفتاة كان بداية نقاش مجتمعي حقيقي عن خطف الفتيات واغتصابهم لإجبارهم علي الزواج واللي كانت ممارسة شائعة جدا في أثيوبيا.
– اختيار أشيفاني تحديدا مش بس استكمال لسلسلة اجراءات تمكين المرأة، كمان هو جزء من عملية تطوير القضاء ان أعلى منصب يكون من نصيب حد خبرته المحاماه الحقوقية.
*****

رئيسة الجمهورية
– قبل إختيار ميازا أشيفاني بأسبوع كان في حدث تاني كبير هناك، وهو اختيار أول امرأة كرئيسة للجمهورية في أثيوبيا، وعلي الرغم من انه منصب رئاسة الجمهورية هناك هو منصب محدود الصلاحيات لأنها دولة برلمانية، إلا أنه الاختيار هو تأكيد تاني على مسار الدولة.
– رئيسة أثيوبيا الجديدة هي السيدة سهلي ورق زودي، بعد اختيار البرلمان ليها بالإجماع في نهاية أكتوبر الماضي، وهي دبلوماسية أثيوبية مهمة كانت سفيرة لإثيوبيا في فرنسا وجيبوتي والسنغال، والممثلة الدائمة لإثيوبيا في الأمم المتحدة لدى السلطة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا.
– بعدها سابت الخارجية الأثيوبية واشتغلت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الاتحاد الأفريقي.
– في خطاب تنصيبها، رحبت سهلي بالإصلاحات السياسية اللي بتحصل وأكدت أنها هتعمل في فترة رئاستها على تحقيق السلام بين مكونات المجتمع الأثيوبي اللي بيشهد اضطرابات عرقية كبيرة في الفترة الأخيرة .
– دلوقتي أثيوبيا عندها 10 وزيرات في الحكومة من إجمالي 20 وزير، منهم وزيرة الدفاع ووزيرة السلام اللي بتشرف على الأمن الداخلي والمخابرات، ورئيسة جمهورية، ورئيسة المحكمة العليا، ورئيسة البرلمان، والتفاصيل هتلاقوها في البوستات السابقة.
*****

– مهم جداً ناخد بالنا ان ده مش دور شخص واحد لأن كل التعيينات دي بيوافق عليها البرلمان الأثيوبي، يعني الثقافة العامة للشعب الأثيوبي والموقف العام للنواب هوا انهم مؤيدين ومرحبين باللي بيحصل، وفي الواقع تغيير الثقافة الشعبية لا يقل أهمية أو صعوبة عن تغيير السياسات الحكومية.
– الإصلاحات السياسية المتتالية في أثيوبيا من ابريل اللي فات في غاية الأهمية، وجانب تمكين المرأة أهميته مش بس لأنه زيادة تمثيل النساء في المناصب السياسية هي سمة للدول الديمقراطية والمتحضرة، لكن لنوعية وتاريخ المسؤولات دول، مهو برضه فيه نساء فاسدات مكانش هيبقى انجاز لو اتعين حد منهم.
– كمان الإصلاح ده بيحصل من داخل الدولة للنظام السياسي، التجمع الحاكم نفسه بيتغير من جواه، وبيتم محاولة دمج أكبر عدد وتمثيل حقيقي للأقليات الدينية والعرقية في بلد متنوعة زي أثيوبيا وده هو شيء مهم جداً للاستقرار.
– زي ماقولنا قبل كدة أنه شخصية زي آبي أحمد والتغيير اللي بيعمله في بلده هي تجربة تاريخية مهمة لازم نتابعها ونستفيد منها، مهم للسلطة تشوف نموذج عملي للإصلاح في بلد أفريقية كان فيها حروب أهلية لحد وقت قريب، وانه ده بيحصل لإنقاذ البلد ده من مسار الفوضى والانغلاق السياسي، ده مفيد للشعب وكمان مفيد للنظام نفسه.
– كمان التجربة مهمة لكل الأحزاب والطامحين في التغيير في مصر يشوفو قصة التغيير في أثيوبيا اللي ظهرت فيها كل الأدوات من المظاهرات والاشتباكات والاضرابات لحد إصلاح الحزب الحاكم من الداخل، وده رسالة أمل بتقولنا إنه مش مستحيل نشوف تغيير في مصر، حتى لو ده هياخد سنوات طويلة ومحتاج تضحيات ونفس طويل جدا، وده مع علمنا الكامل بحالة الاحباط العامة اللي بنعاني منها كلنا، والاختلافات بين أوضاع البلدين.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *