– الأسبوع اللي فات، المركز القومي لمراقبة جودة خدمات الاتصالات طلع تقرير بيقيم جودة خدمات شركات الإتصالات الأربعة في مصر من حيث المكالمات الصويتية والانترنت، وهو أول تقرير يصدر من مايو 2017.

– في البوست هنشوف التقرير قال إيه عن وضع الخدمات دي ومقارنة أداء الشبكات، ووضع إنترنت الموبايل عندنا إيه بالنسبة للعالم، وإيه أهمية إننا نتلقى الخدمات دي بشكل أفضل؟
*****

إزاي التقرير اتعمل؟

– اختبارات الجودة دي اتعملت خلال شهر يوليو اللي فات على نطاق 23 ألف كيلو متر من المناطق المأهولة بالسكان في مصر.

– المساحة دي متقسمة لـ80 منطقة، و30 طريق ومحور ومركز تجمعات مواطنين. قياس جودة الخدمات بيتم عن طريق إجراء آلاف المكالمات الاختبارية لاختبار الصوت، بالإضافة لاختبار إنترنت الموبايل.

– المركز بيقول إن التقييم تم وفق معايير عالمية متعارف عليها فيما يتعلق بجودة الخدمة، بحيث يتم تقييم جودة الخدمات الصوتية وفق مجموعة معايير، زي معدل عدم بدء المكالمات، ومعدل انقطاعها، وجودة الصوت.

***
إيه نتايج التقرير لتقييم الخدمات الصوتية؟

– بمقارنة عدد المناطق اللي فيه مشاكل في جودة خدماتها الصوتية كانت فودافون صاحبة أقل عدد من المشاكل بوجودها في 31 منطقة، وبعدها اتصالات التقرير لقى مشاكل في 64 منطقة، وبعدها 74 لشركة أورانج، وأخيرا شركة وي كان بها مشاكل في كل المناطق، 80 منطقة.

– مشاكل عدم بدء المكالمات كانت متركزة في القاهرة والجيزة مع شركات we واتصالات، وزادت في الصعيد ومنطقة القناة مع شركة أورانج.

– مشكلة عدم اكتمال المكالمات كانت موجودة بشكل ملحوظ في الدلتا مع شركة فودافون. أما مشاكل جودة صوت المكالمات كانت موجودة في جميع أنحاء الجمهورية، خصوصا مع شركة we ثم شركة أورانج.

******

التقرير بيقول إيه عن خدمات الانترنت؟
– جودة الإنترنت تم قياسها بمعايير أهمها سرعة تنزيل البيانات.

– وفق التقرير فخدمات النت كانت “مقبولة” على مستوى جميع الشبكات، لكن شركة أورانج كانت أكثر تميزا في سرعة وتحميل البيانات.

– لكن واقعيا لما نقارن بين خدمة إنترنت الموبايل في مصر وباقي العالم هنلاقي إنها خدمة سيئة، وإن مصر في المركز رقم 100 من 144 دولة، حسب آخر إحصائية أصدرها موقع speedtest في يوليو 2019.

– وإن متوسط سرعة التحميل (Download) من إنترنت الموبايل عالميا هو 27.69 ميجابايت، وسرعة رفع البيانات Upload) 10.87) ميجابايت.

– في حين عندنا في شهر يوليو 2018 كان متوسط سرعة التحميل في مصر 16.36 ميجابايت، وفي يوليو 2019 اترفع لـ17.37 ميجابايت. وده ارتفاع متواضع بالمقارنة بالمعدل العالمي اللي زاد في نفس الفترة من 22.81 ميجابايت ل 27.69 ميجابايت.
*****

ليه إنترنت الموبايل مهم؟

– اتكلمنا قبل كده عن أهمية الإنترنت في قطاعات زي الاستثمار والتوظيف، لكن بما إننا بنتكلم عن إنترنت الموبايل لازم نأكد برضو إنه مش رفاهية. مصر فيها 34 مليون مشترك في خدمات إنترنت الموبايل، مقابل حوالي 6 مليون مشترك مستفيد من خدمات الإنترنت الأرضي المنزلي.

– نسبة انتشار الموبايل في مصر تفوق 100%، بينما عدد أقل عندهم كمبيوتر أو لابتوب، يعني إنترنت الموبايل ده ممكن يكون النافذة الوحيدة لشخص ما إنه يتواصل مع العالم، سواء كان هيدخل يقرا عن حاجة هو مهتم بيها، أو يدور على طريقة تصليح حاجة في بيته، أو حتى يتعلم ويطور مهاراته، أو يشتغل ويتعامل مع شغله من خلاله.
******

ايه فايدة التقرير ده؟

– التقرير زي ما قولنا في المقدمة كان بيصدره جهاز تنظيم الاتصالات بشكل شبه شهري وكان مختصر وبيرصد المشاكل بطريقة مختلفة، لكنه اتوقف من مايو 2017، ودي أول مرة يرجع للظهور، من خلال المركز القومي لمراقبة جودة خدمات الاتصالات، التابع للجهاز.

الجهاز بيقول إنه تعاقد مع شركة ألمانية اسمها “رود أند شوارتز” خلال فترة التوقف عن إصدار التقرير، لإنشاء مركز تقني لقياس جود الخدمات، واستثمروا فيه 50 مليون جنيه، عشان يعد تقارير تفصيلية ليها مرجعية علمية، وبيقول إن الشركة الألمانية من أكبر الشركات الدولية في المجال ده.

– حسب نفس البيانات، المفروض يتم تحديد المشاكل في المناطق اللي تم قياسها الجودة فيها، مقارنة بالتقارير السابقة، وبعدها هيتم إخطار الشركات بالمشاكل دي عشان تحلها خلال مهلة محددة، وفي حالة عدم حل المشكلة هتتطبق عليهم الجزاءات المنصوص عليها في اللوائح.

– شيء إيجابي إن يكون عندنا مراقبة للجودة، لكن بما إننا قصاد تقرير كان بيصدر من سنوات، لازم نسأل إيه الإجراءات اللي اتاخدت لحد دلوقت من الشركات لتحسين شبكاتها، وإيه اللي الجهاز عمله في مراقبة تطوير الشبكات دي لحد دلوقت؟
*****

إيه حلول ممكن ترفع كفاءة الإنترنت في مصر؟

– زيادة الاستثمار الحكومي في البنية التحتية للإنترنت. والسماح للقطاع الخاص بالمنافسة العادلة، بما فيها البنية التحتية، وبالتالي المستخدم هيبقى متاح قدامه أكتر من اختيار.

– في يونيو اللي فات اتقطعت خدمة فودافون بشكل تام لعدة ساعات عن عملاء الشركة في أكتر من منطقة، وبدون تنويه مسبق، وفعلا تدخل جهاز تنظيم الاتصالات وطالب الشركة بغرامة 10 مليون جنيه. وهو أمر إيجابي إن يكون فيه جهة بتعاقب المخطيء. لكن وفي ظل مشاكل يومية رصدها الجهاز نفسه في التقرير، معرفناش إذا كان فيه تعويضات بتروح للعملاء المتضررين.

– ما زال مزود خدمات الإنترنت الحكومي (we) بيتصدر عالميا قائمة معدل معدل إصابة العملاء يوميا بفيروس يدعى mirai والفيروسات الشبيهه التي تصيب أجهزة الراوتر، وتجعله عرضه للاختراق. وعشان كده مهم ترفع كفاءة المهندسين العاملين بجهاز الاتصالات.

– فيه حلول تانية “فنية” اتكلمنا عنها قبل كده زي استخدام “الشبكات المتداخلة اللاسلكية”، وهي تقنية فعالة في بناء شبكة إنترنت عالية الكفاءة بتكلفة منخفضة مقارنة مع تكاليف تمديد شبكة الفايبر اللي بتحتاج لبنية تحتية تقيلة.

– كمان في تقنية اسمها “المساحات البيضاء” white spaces وده أقرب لفكرة شبكة الواي فاي، لكن بتشتغل على مساحات جغرافية كبيرة وبتقلل من فكرة ضرورة عمل بنية تحتية من الأسلاك وغيره، ودي ممكن نبدأ نطبقها في المساحات العامة زي الجامعات، والحدائق، والنوادي، الخدمة دي ساهمت في إنقاذ مئات البشر من إعصار الفلبين في 2013 عن طريق مكالمات سكايب.

– وبالتأكيد في حلول تانية كتيرة على المستوى الفني والتقني لتحسين شبكة الإنترنت أو شبكات الاتصال عامة، لكن محتاجة استثمارات حقيقية، وشغل من المطورين ووزارة الاتصالات وقناعة على مستوى الحكومة والسلطة إن تحسين شبكات الاتصال شيء مهم وأساسي جدًا زي الطرق والكباري بالظبط.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *