– قبل أيام تابعنا موكب المومياوات الملكية اللي انتقل لمتحف الحضارة، وكان جزء من خطة لتطوير المنطقة المحيطة اللي تشمل عين الصيرة والمدابغ، وده كمان جزء من خطة أكبر بتهدف حاليا لتطوير القاهرة التاريخية.
– منتصف شهر مارس، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي كان بيتفقد منطقة الغورية في وسط القاهرة، وحضر جلسة نقاش مجتمعي، قابل فيها مجموعة من الأهالي، والمعماريين والأثريين العاملين في المنطقة. استمع لمقترحاتهم ومخاوفهم، وطمأن السكان على وضعهم وبقائهم في المنطقة بعد التطوير، خاصة إن كتير منهم كانوا خايفين يحصل زي مناطق تانية وصل الوضع فيها لهدم بيوت واجبار الناس على الانتقال.
وبالمجمل حسب كلام حضور الجلسة كانت أجوائها إيجابية جدا.
– بعد الجلسة، أصدر عدة قرارات مهمة، من ضمنها عدم إصدار أى تصاريح بناء أو هدم فى منطقة القاهرة التاريخية، بالإضافة لوقف التراخيص التي تم إصدارها بالفعل. أيضا وعد بإنشاء كيان واحد يكون هو المسؤول عن إدارة أعمال التطوير.
– إيه المعروف عن خطط التطوير بالمنطقة؟ وإزاي ده يكون مفيد للسكان وجاذب للسياحة؟ وإيه الضمانات المطلوبة؟
*****
إيه هي منطقة القاهرة التاريخية اللي هيتم تطويرها؟
– هي الأحياء القديمة اللي كانت المكون الأساسي للقاهرة لمئات السنين، زي الجمالية، والأزهر، والغوري، والدرب الأحمر، وباب الوزير.
– المنطقة دي غنية بالأثار والتراث، وفيها 573 مبني أثري، ومئات المباني ذات الطراز المميز، وهي مسجلة على قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو عام 1979.
– طول السنين اللي فاتت، تعرضت للإهمال الشديد، وأصبح فيها عدد كبير من المباني المهدمة والخرابات، والمباني اللي بنيت بشكل عشوائي، بالإضافة إلى بعض الأماكن اللي تضررت بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
– في مناسبات مختلفة، حصل محاولات لتطوير بعض الأماكن زي ما حصل في شارع المعز في عهد مبارك، لكن الموضوع كان بيقتصر على مناطق محدودة، وحاليا دي أول محاولة لتطوير القاهرة التاريخية ككل.
*****
ازاي هيتم التطوير؟
– حسب المعلن استراتيجية التطوير قايمة على الحفاظ على “النسيج العمراني للمنطقة”، بمعنى الحفاظ على الحرف والتجارة اللي تميزت بها هذه المناطق على مدار التاريخ، بالإضافة للحفاظ على الممرات والشوارع للمشاة.
-هيتم إزالة بعض التعديات والأدوار المرتفعة المبنية بشكل مخالف، مع الاحتفاظ بالأدوار الأساسية على نمط معماري مقارب للشكل التراثي للمنطقة، وترميم واجهات المباني القائمة واللي حالتها جيدة أو متوسطة.
– الحكومة بتعمل حصر شامل لكل الخرابات والمناطق الفاضية، للاستفادة بها في أعمال التطوير، واستخدام بعضها كمساحات عامة.
التصور هيتم على عدة مراحل:
– المنطقة الأولى: المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم بأمر الله وباب النصر وباب الفتوح، مساحتها 14 فدان.
المقترح انه يتم هناك إقامة فنادق تراثية لإحياء وكالات قديمة كانت مندثرة، بالإضافة لإنشاء جراج متعدد الطوابق، وساحة أنشطة حول سور القاهرة، وبعض المطاعم والأنشطة السياحية.
المنطقة الثانية: منطقة جنوب باب زويلة، على مساحة 8.5 فدان، وتشمل المنطقة المحصورة بين شارع أحمد ماهر والدرب الجديد شمالا، حتى عطفة السبكي جنوبا وتضم منطقة قصبة رضوان والخيامية حتى حمام القربية
– المنطقة الثالثة: منطقة حارة الروم وباب زويلة، على مساحة 8 أفدنة، وفيه مقترح بإنشاء عدة مشروعات هناك، كإقامة مركز حرف يدوية، وفندق وكالة نفيسة البيضاء، وإنشاء مركز ثقافي بتكية الكلاشني، و مركز فنون تشكيلية، وجراج متعدد الطوابق.
– المنطقة الرابعة : المنطقة المحيطة بمسجد الحسين، مساحتها حوالي 13 فدان. سيتم تطوير بعض المباني الأثرية فيها، وتطوير خان الحسين للحرف اليدوية، بحيث يشمل أنشطة حرفية، وتجارية سكنية، وسياحية، وترفيهية.
– المنطقة الخامسة: منطقة درب اللبانة على مساحة 10.5 فدان، فيه مقترح بإنشاء جراج ميكانيكي، وإعادة ترميم واجهات المباني، وإقامة عدد من المشروعات التعليمية والثقافية، بالإضافة إلى إنشاء فندق وسوق تجاري.
– مهم نقول إن دي مش كلها مقترحات مصدرها الحكومة بس، بعضها أعدتها منظمات مجتمع مدني، بناء على طلب من مجلس الوزراء، زي جمعية الفكر العمراني (مجاورة) ، اللي اقترحت أيضا إنشاء ممشى سياحي يربط القلعة والدرب الأحمر والسلطان حسن.
والجمعية دي ترأسها دكتورة مي الإبراشي منسقة مبادرة “الأثر لنا”، وخبرتنا تمتد إلى عشرين سنة من الشغل في المناطق الأثرية بالقاهرة.
*****
ده هيحصل إمتى، وإيه مصير السكان؟
– حسب كلام رئيس الوزراء السكان اللي ساكنين في مباني عشوائية وهيتم ازالتها، هيتم تعويضهم بطريقة من 3 طرق:
1- تعويضهم بوحدة بديلة
2- تعويضهم ماديا
3- هياخدوا تكلفة إيجار سكن بديل مؤقتاً لحين الانتهاء من أعمال التطوير، وعودتهم لأماكنهم.
– حسب تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تنفيذ الخطة دي هيستغرق 3 سنوات.
*****
هل ده هيجذب السياحة؟
– ده اللي الكلام عنه بشكل علمي مش موجود بالقدر الكافي.
مهم إن كل التطوير والدعاية يكونو ضمن خطة بتركز بشكل علمي ممكن قياسه على “سائح العاصمة” ده اللي هوا مش رايح الأقصر وأسوان ولا رايح الشواطيء، إيه صفاته؟ إيه اللي بيجذبه؟ وايه اللي ممكن يغضبه ويخليه يحذر غيره ييجي؟
– حسب اللي بيتكتب في مواقع دولية من زوار القاهرة الأجانب هما غالبا بيكونو جايين عارفين أهميتها الأثرية يعني الأهرامات مش ناقصها دعاية لكن بيشتكو من حاجات محتاجة حلول جذرية:
– التضييق على التصوير، وشفنا مؤخراً اليوتيوبر الأمريكي اللي صور عملية قبض الشرطة عليه لانه كان بيصور في شارع عادي جدا
– التحرش بالسائحات أو ملاحقتهن بالنظر أو الكلام
– الاستغلال المادي والنصب والإلحاح المزعج خصوصا بمنطقة الهرم
– غياب دورات المياه العامة
– ده غير وجود جهود اكتر ممكن تتعمل في توفير أنشطة متنوعة ومبتكرة بالعاصمة، وكان أحد المقترحات هيا استغلال بحيرة عين الصيرة كجزء من جولة سياحية بالمراكب.
*****
إيه اللي يضمن ده؟
– هنفضل نكرر إن أكبر ضامن لوضع خطة تنمية محلية ناجحة تفيد السكان والدولة، ويتم مراقبة تنفيذها وعدالتها، هيا انتخابات محليات نزيهة.
– السماح بهامش من حرية الصحافة بيوفر آلية رقابية تانية للشعب وللدولة، وهنضيف بالمصادر تقرير مدى مصر عن سكان المدابغ واللي بعضهم محصلش على أي تعويضات بسبب تعقيدات إجراءات اثبات مقر الاقامة والاستحقاق.
– شراكة أوسع مع أصحاب المصلحة، خاصة بمجال السياحة هتلاقي جمعيات مجتمع مدني شغالة على ملف الآثار، وهنلاقي شركات سياحة بتجيب الأفواج السياحية وعندها معلومات وأرقام عن طلبات السياح وشواغلهم، وهنلاقي أشكال لتمثيل أهالي المنطقة حتى لو مش بالانتخابات المحلية، زي نموذج جمعية سكان مثلث ماسبيرو أو زي مجلس عائلات جزيرة الوراق.
*****
– تطوير القاهرة التاريخية هي خطوة إيجابية بالتأكيد، خصوصا إنها تستجيب لمطالبات منظمة اليونيسكو المتكررة بإنشاء جهة واحدة تشرف على المنطقة، تجنبا لحدوث تعارض بين الجهات المختلفة اللي بتشرف عليها.
– أيضا الحوار المجتمعي اللي حضره رئيس الوزراء ووزير الآثار هو تطور إيجابي جداً ومطلوب دايما في مثل هذه المشاريع، مع ملاحظة على إنه حصل بعد حوالي 3 شهور عن وقت الإعلان عن المشروع في ديسمبر الماضي، وكان الأفضل يحصل من بدري.
– تعويض السكان في المنطقة حسب ما أعلنت الحكومة، هيتم بطريقة حضارية، ودي نفس الطريقة اللي تم التعامل بيها مع أهالي مثلث ماسبيرو في منطقة بولاق أبو العلا، وتل العقارب في السيدة زينب، وهي طريقة تضمن بشكل ما، بقاء أهالي المنطقة الأصليين في منطقتهم بعد التطوير، وتساعد اللي يحب يسكن في منطقة أخرى، بسكن بديل.
– أثناء الحديث عن تطوير المنطقة، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، حكى عن تعلقه الشخصي بالمنطقة وحبه ليها، وقال إن مجال تخصصه مرتبط بيها، وإن دي المنطقة اللي نشأ فيها الرئيسي السيسي، وعشان كدا عمرنا ما هنضر أهل المنطقة.
– لكن مش المفروض يكون منطق التعامل مع المنطقة لأنها مهمة لأشخاص، وإنما لأهميتها التاريخية، ولأهميتها لسكانها اللي عايشين فيها.
– فيه مناطق أخرى زي جزيرة الوراق، الحكومة بتقول انها عايزة تطورها، لكن حاصل عليها مشاكل، وتم اقتحامها لإخراج الأهالي بالقوة، ووقع قتيل أثناء اشتباكات بين الشرطة والأهالي اللي كانوا بيدافعو عن بيوتهم، وحاليا المشروع ده اتجمد.
– بنكرر الإشادة بالبادرة الإيجابية اللي حصلت في الحوار المجتمعي مع أهالي مصر القديمة، ونتمنى إن الوعود والخطط المحترمة اللي اتقالت نشوف نجاحها على أرض الواقع، ويتم تعميم النموذج على مختلف المناطق.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *