فريق صفحة “الموقف المصري” وكل أعضاءها بيقدموا خالص التعازي لكل المصريين بوفاة العالم الكبير أحمد زويل.

في يوم زي ده مش هنتكلم عن أحمد زويل اللي عرفناه وهو عالم مشهور باكتشافاته العالمية، ولا عن أحمد زويل صاحب الآراء السياسية بالسنوات الأخيرة أياً كانت، لكن احنا بنفتكر أحمد زويل من عشرات السنين .. زويل الشاب المصري الصغير البسيط.
الشاب أحمد زويل، اللي اتولد في دمنهور وانتقلت عيلته إلى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، اتخرج من كلية العلوم بجامعة الاسكندرية، وطبعاً ملقاش أي فرصة أو إمكانيات أو نظام يساعده في مصر، مش بس لأن ده حال البلد من سنين، ولكن كمان لإنه اتخرج في أصعب وقت ممكن، سنة ١٩٦٧.
الشاب أحمد زويل اضطر يسافر لأمريكا علشان يكمل دراسته، وهناك وجد الفرصة والامكانات ورعاية البحث العلمي بمنظومة كاملة مش بس تمويل، ووجد النظام اللي بيخلق الابداع من العمل الجماعي، وعشان كده هوا في كذا حوار قال أنا مكتشفتش لوحدي، ده فريقي بالكامل في جامعة كالتك.
الشاب أحمد زويل وصل أمريكا وهوا دارس في جامعات مصرية حكومية، وقبلها مدارس عربية، لا درس في جامعة أجنبية ولا خاصة، ورغم ده كله، لأنه عنده طموح وبيئة محفزة وإدارة سليمة وتركيز قدر يتفوق ويكمل شغله ويخدم باكتشافاته الإنسانية.
الشاب أحمد زويل وجد في أمريكا حيث درس وعاش، العدالة وعدم التمييز على أي أساس ديني أو عرقي أو سياسي، وده اللي سمح له ليه وهوا لأجنبي العربي المصري المسلم ياخد جنسية البلد، ويوصل لأعلى منصب علمي فيها، ويتكرم من رؤسائها، وكمان يشارك في صناعة القرار في البلد في تخصصه.
وزي زويل آلاف المصريين اللي بتفخر بيهم جامعات العالم ومصانعه ومعامله، نزيف مستمر طول السنين اللي فاتت لعقول البلد وخيرها.
وكل اللي الأنظمة المتعاقبة في بلدنا عارفه تعمله، هو استدعاء المشهورين من المصريين لأخذ مكاسب سياسية من وراهم، أو استضافتهم في لقاءات بروتوكولية مع الرئيس علشان الصورة تطلع حلوة.
*****

بكل حزن بنقول انه لو كان أحمد زويل كمل في مصر مكانش عمل أي حاجة مميزة، لأنه مش كفاية يكون الشخص ذكي أو مجتهد، ومش كفاية انه يكون مؤمن بحلم ومشروع، لو كان النظام والبيئة اللي حواليه لا يكفلوا توظيفه في المكان السليم ومع الفريق الصحيح.
وده اللي بيفرق دول فيها إدارة سليمة بتستغل امكانيات كل شخص في مكانه، ودول فيها إدارة عشوائية بتحبط الناس أو توظفهم بأماكن غير مناسبة ليهم فيفشلوا حتى لو قدراتهم عظيمة بمجالات اخرى.

– كام شاب كان ممكن يبقى زويل لولا انه كمل في مصر؟ كتير، بالملايين.
– كام شاب وشابة عندهم حلم وتفوق هينتهوا إما في مشاريع فاشلة في البلد، أو هجرة وهما غضبانين على السلطة والمجتمع؟ ملايين..

من وفائنا لذكرى د.زويل اننا نشتغل لإصلاح بلدنا، إصلاح إدارتها وأفكارها، نظام حكمها ومجتمعها، لحد ما نوصل إن مفيش مصري مش بيلاقي الفرصة العادلة اللي يستحقها في بلده ..
هيحصل وهنشوف بلدنا بلد تعمل لصالح كل مواطنيها بمساواه تامة، وتحترم كرامتهم، وأولوياتها التعليم والصحة والمستوى المعيشي والحرية والديموقراطية.
هنساهم في تغيير مصر للأفضل، بالمصريين اللي في مصر، واللي بالخارج بكل دول العالم. هيحصل بإيدينا ان شاء الله.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *