– من أيام أعلنت قناة سي بي إس الأمريكية إن الحكومة المصرية ممثلة في السفارة المصرية طلبت منهم عدم إذاعة حوار مسجل مع الرئيس السيسي، لكن الطلب الغريب خلى الصحافة الأجنبية تهتم أكثر بالمقابلة، خاصة مع الدعاية اللي أوضحت انها تناولت ملفات زي أوضاع حقوق الإنسان، وسيناء، والعلاقة بإسرائيل.

– فريق البرنامج كشف تفاصيل أكتر، قالوا إن إن محاولة سحب الحوار حصلت في نفس اليوم بعد التسجيل مباشرة، وصلهم إيميل من السفارة بيقول إحنا نطلب رسمياً عدم إذاعة الحلقة.

– قالو ان المحاولات شملت تدخل مسؤولين كبار من المخابرات، وكمان تم توجيه دعوة للفريق انهم ييجو مصر يقابلو الرئيس السيسي ويحظو بمعاملة “السجادة الحمراء”، لكن هما كان ردهم نرحب بالزيارة لكن برضه هنذيع نفس اللي سجلناه.

– من الطبيعي اختلاف الآراء حول محتوى المقابلة، سواء من حيث إجابات الرئيس، أو من حيث شكل الحلقة، أو معاد إذاعتها، لكن غير الطبيعي هوا إننا مستحيل نشوف النوع ده من الأسئلة بيتطرح على الرئيس في أي برنامج مصري أو عربي .. في البوست ده هنعرض لكم أهم ما جاء في الحلقة، ونناقش أبرز الأسئلة المطروحة عن الموضوع.
*****

الإرهاب والتنسيق العسكري مع إسرائيل:

– المذيع بينما بيتكلم عن سيناء سأل الرئيس سؤال صريح: “هل يمكن القول أن الفترة الحالية تشهد أفضل تعاون ممكن مع اسرائيل ؟” وكان رد الرئيس نصا “نعم هذا صحيح، في بعض الأحيان القوات الجوية (المصرية) تحتاج أن تعبر الحدود لأجل قصف الارهابين. ولهذا لدينا تعاون وتنسيق كبير مع اسرائيل”.

– المذيع سأل الرئيس أيضا التالي ” الكونجرس بيقول أنه في حوالي 1000 جهادي في سيناء، مع المساعدات العسكرية الكبيرة اللي بتاخدها من الولايات المتحدة، ايه سبب عدم تمكنك من القضاء عليهم لحد دلوقتي؟” وكان رد الرئيس “وليه مقدرتش الولايات المتحدة هي كمان تقضي على الإرهاب في أفغانستان من 17 سنة رغم انها صرفت تريليون دولار”.
*****

فض رابعة:

– المذيع سأل الرئيس بشكل مباشر إن كان هوا اللي أصدر أمر فض رابعة؟ الرئيس تحايل على السؤال ومرضاش يؤكد أو ينفي، ورد عليه: ” اسمحلي أسالك: هل انت متابع الوضع عن قرب في مصر؟ ما هي مصادر معلوماتك؟ هناك آلاف المسلحين في الاعتصام لأكتر من 40 يوم وحاولنا تفريقهم بالطرق السلمية.
– كان رد المذيع أنه قرأ جزء من تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش بيتكلم عن فض رابعة بقوات الجيش والشرطة والقناصة والجرافات وقتل المئات بالرصاص في الصدر والرقبة، لكن الرئيس رد بأن التقرير غير صحيح، وأفراد الشرطة بس كانوا بيحاولوا يفتحوا ممرات آمنة للمعتصمين عشان يروحوا بيوتهم بسلام.

– بعدها تم إبراز تصريح وزير الداخلية وقتها بضبط 12 بندقية، واتسأل الرئيس السيسي: “انت رجل عسكري، وتلقيت تدريباً في الولايات المتحدة. هل هذه قوة تناسبية؟”، فرد الرئيس بإنه مش عارف الأرقام دي جت منين، وإنه اللي حصل كان “اشتباك مسلح مع عدد كبير”، وقال “أريد أن أقول للشعب الأمريكي بأن هذا الوضع كان يمكن أن يدمر الدولة المصرية ويسبب قدراً كبيراً من عدم الاستقرار”
*****

العلاقة مع أمريكا:

المذيع سأله سؤال مباشر: لماذا ترى أن على الشعب الأمريكي أن يواصل الاستثمار في دعم حكومتك؟

وكان الرد: إنهم يستثمرون في الاستقرار والأمن بالمنطقة. الولايات المتحدة لديها مسؤولية عن الأمن بمختلف أرجاء العالم.
*****

السجناء السياسيين وسجناء الرأي:

– “ليس لدينا سجناء سياسيون ولا سجناء رأي، نحن نحاول الوقوف ضد المتطرفين الذين يفرضون أيديولوجيتهم على الناس. الآن هم يخضعون لمحاكمة عادلة. وقد يستغرق الأمر سنوات، لكن علينا اتباع القانون”.
ده كان رد الرئيس السيسي على سؤال موجه ليه من سكوت بيلي لما سألة “عندك فكرة عدد السجناء السياسيين في سجونك كام؟” وكرر نفس الإجابة تقريبا مع تكرار المذيع للسؤال بطرق أخرى.

– الرئيس قال: “من حق الشعب المصري يختار شكل الحكومة اللي تعجبهم، والشعب رفض الحكم الديني المتشدد – قاطعه المذيع بإنهم بيتسجنوا لأنهم بيعارضوك – لأ، احنا بنتعامل مع المتطرفين اللي بيشيلوا سلاح، احنا بنرحب بأي حد يعيش معانا لكن دول بيشيلوا سلاح وعاوزين يخربوا الاقتصاد المصري”.
*****

هل هما مستقصدين الرئيس السيسي؟ يقدرو يعملو كده مع رؤساء تانيين؟

– البرنامج ده من أهم برامج العالم عبر 50 سنة، وبيشوفه ملايين الأمريكيين، ودي طبيعته انه يواجه الضيوف بأسئلة صريحة، ويجيب قصادهم مداخلات من ناس بتعارضهم.

– هتلاقوا في المصادر لنكات للقاءات سابقة بنفس الطريقة، وموضوع مهم عمله موقع المنصة لمواقف مشابهة.

– مثلا الرئيس الأمريكي ترامب نفسه دخل في مشادة كبيرة بسبب قراره عن فصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين، وقال للمذيعة “انتي تكلميني بطريقة غريبة، أنا الرئيس” .. ساركوزي الرئيس الفرنسي اتسأل عن زواجه بعارضة أزياء فثار وأنهى المقابلة .. محمد بن سلمان ولي العهد السعودي جابو قصاد كلامه عن الإصلاح الديني في السعودية فيديو ل”المطوعين” وهما بيطلبو من معدة البرنامج تغطي شعرها في الشارع.

– ده ثابت في تاريخ البرنامج لدرجة إن الرئيس السادات اتسأل عن الكلام ان زوجته انضمت للمليونيرات الجدد بعهده.
****

إيه اللي استفز الرئيس السيسي كده لدرجة يحاول يمنع البث في نفس اليوم؟

– الرئيس السيسي من سنة 2013 لحد النهاردة مظهرش أبداً في أي لقاء مصري أو عربي مع مذيع غير مؤيد ليه، محدش يقدر يواجهه بانتقاد أو سؤال أو تعليق مش متفق عليه، والتسجيل بيتراجع من الرئاسة.

– ونفتكر كلنا أول لقاء ليه مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي أثناء ترشحه للرئاسة في 2014 لما احتد على إبراهيم عيسى وقاله مش هسمحلك تقول “عسكر” تاني، كدليل على رفضه إنه يتوجهله أصلا كلمة بيرفضها.

– كمان مبقاش عندنا أي قناة أو جورنال مصري بيطرح أسئلة حقيقية على مسؤولين ووزراء فما بالنا برئيس الجمهورية، اتكلمنا أكتر من مرة عن ملكية المخابرات المباشرة حاليا للقنوات والصحف والتصفية اللي حصلت لكتير من البرامج والمذيعين والصحفيين، وبقى المتواجدين حالياً المسموح لهم هوا المدح المستمر أو مبيذيعوش غير البيانات الرسمية.

– الرئيس مبيقابلش معارضين سياسيين أو قيادات أحزاب، وشفنا تعامله مع المعارضين اللي كانوا أصلاً من نفس معسكره ازاي .. مثلاً أعضاء حملته في 2014 اللي اختلفوا معاه : حازم عبدالعظيم – مسؤول الشباب في حملة 2014 – مسجون احتياطي من 9 شهور بسبب معارضته لأكتر من موقف، د عمرو الشوبكي اللي كان في الهيئة الاستشارية للحملة تم تشويهه إعلامياً وتزوير الانتخابات ضده وحتى اللحظة متمش تنفيذ حكم قضائي ليه بعضوية البرلمان.

– ده غير اللي حصل لسياسيين عارضوه أو حاولوا يترشحوا قدامه وبعضهم مؤيدين سابقين وحاليا السجن بيجمع الفريق سامي عنان، العقيد أحمد قنصوة، د.عبدالمنعم أبوالفتوح، المستشار هشام جنينة، ده غير الشباب زي شادي الغزالي حرب وشادي أبوزيد وغيرهم كتير.
*****

إيه الجديد في محتوى كلام الرئيس؟

– دي أول مرة الرئيس يشير لوجود تنسيق مع إسرائيل في ملف حرب الإرهاب بسيناء، وإن كان بالطبع هيا مش أول مرة يتكلم عن علاقات مصر معاها زي دعوته ل “السلام الدافيء”.

– الكلام ده جنب مخاطبته المباشرة للشعب الأمريكي، وكلامه إن أمريكا لازم تواصل دعمه عشان عندها مسؤولية عالمية عن الأمن، يخلينا نفتكر كل الكلام اللي بيتقال عن مؤامرة رهيبة علينا هيا سبب كل اللي بيحصل وسبب الثورة نفسها .. لو إسرائيل صديق عزيز وبيننا تعاون أمني، وأمريكا صديق وبتدعمنا، والرئيس نفسه أمضى فترة دراسة عسكرية عندهم، وجيشنا أساساً بيتسلح منهم، يبقى مين بالظبط اللي بيتآمر؟!

مجرد كلام بيتقال عشان يبرر للناس سوء أحوالهم بدل ما يفكروا في أسبابه الداخلية.

– أثناء الإعلان عن البرنامج قال المذيع اللي عمل الحوار إنه لايهتم بإن كانت الأسئلة تعجبه أو لا، وانه لو كان ساب الحوار كان هيعتبر دي إجابته (زي ما قلنا حصلت مع الرئيس الفرنسي). ده ببساطة مفهوم الإعلام الحر واللي فاهم إنه مهمته إنه يسأل عن كل شيء بلا خوف، ومسؤوليته قدام الجمهور مش الحاكم وشفنا انه نفس المعاملة أخدها ترامب برضه .. يكفي مثلاً نعرف انه اللقاء بدأ بالكلام عن إن مصر بتاخد معونة بيتحملها المواطن الأمريكي من ضرايبه، وبالتالي من حقه يعرف كل شيء عن المعونة دي.

– لو في مصر إعلام وبرلمان مهتم بالمواطن فعلا كان لازم نشوف ردود فعل جادة للي جه في الحوار، لكن الواقع بقى ان تقريبا كل المواقع المصرية تجاهلته أصلا كإنه محصلش، وده يؤكد كلام مصادر لموقع مدى مصر إنه الأوامر الأمنية صدرت بعدم تغطية الحوار.

– الرئيس وافق على الحوار طمعا في انه يوجهه للرأي العام الأمريكي اللي مهتم بإنه ميعارضش سياسته، وغالبا ده بيتم في إطار التحضير لحملة تعديل الدستور لزيادة مدة الرئاسة، والدعم الأمريكي الرسمي مهم لذلك، وواضح ان الاهتمام الرسمي بالعالم الخارجي في النقطة دي أكتر من الاهتمام برأي المواطنين المصريين أنفسهم!

– السياسة مش رفاهية ومش عيب يا سيادة الرئيس، والسياسي لازم يعتذر عن أخطاؤه ويصححها، والسياسي لازم يعبر عن قناعاته بشجاعة، مش بالوش المتوتر والقلقان اللي لا يدل غير على عدم الثقة والخوف من أي مواجهة حقيقية.
– احنا في صفحة الموقف المصري هنستمر في مهمتنا في نشر الوعي والأخبار الصحيحة والتحليلات اللي بتغيب عن الصحافة والإعلام المصري، وهنفضل نسأل الأسئلة الحقيقية اللي تهم المصريين لحد منلاقي حد بيجاوب بجدية على جهة مصرية زي ما الرئيس عمل مع الإعلام الأمريكي.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *