– كل فترة بنلاقي إعلان عن حملات حكومية للتخلص من الكلاب الضالة وده بيحصل بشكل غير رحيم عن طريق قتلهم بالرصاص أو السم، ايه هي مشكلة الحيوانات ده بالظبط؟ وهل بقينا بنبالغ فيها ولا حجمها قد ايه؟ وازاي الحكومة والمجتمع بيتفاعلوا مع الموضوع ده؟ هنتكلم شوية في البوست عن التفاصيل ده.
*****

إيه حجم المشكلة؟ هل ليها خطر غير الإزعاج والخوف؟

– الخطر الأكبر هو العقر “العض” اللي بتعمله للبشر، وده حسب الأرقام الرسمية من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة في الفترة من 2014 ل 2017 اتسبب في 231 حالة وفاة وأكتر من مليون و300 ألف حالة عقر، وكل سنة بتزيد زيادة كبيرة، مثلاً في 2013 كانوا 300 ألف حالة بينما وصلت في 2017 إلى 398 ألف حالة بزيادة حوالي 25% في 4 سنين بس!
– لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان بتقول إن معدل الإنفاق الحكومي على أمصال وعلاجات الكلاب حوالي ٨٠ مليون جنيه سنوياً.
– وضع متدهور زي ده بعدد الضحايا الكبير بنسمع عنه في دول نادرة بالعالم، مثلا في شمال الهند من 6 شهور، في مدينة سيتابور وهي منطقة فقيرة الكلاب كانت بتهاجم الأطفال اللي بيلعبو في الشوارع وقتلت 6 منهم، وفي اليمن اللي هي طبيعتها جبلية وفيها حرب بقول بيشكو من ظاهرة تجمع الكلاب بمجموعات وانها قتلت أطفال.
*****

ليه أصلاً زادت الكلاب ضالة؟

– جانب من الموضوع هوا الزيادة الطبيعية في ظل استمرار الظاهرة من سنوات طويلة، وجانب رئيسي منه حسب المتحدث باسم وزارة الزراعة مرتبط بأكوام القمامة (الزبالة) اللي بقت مالية مصر بدون عملية تخلص صحي منها بشكل منتظم، والقمامة دي بقت مصدر كبير لغذاء الكلاب الضالة خاصة بعد مرض انفلونزا الخنازير في 2009 واعدام الخنازير اللي كانت بتتغذى على القمامة .. والقمامة برضه سبب انتشار المكروبات والأمراض داخل الكلاب ومنها اللي بيسبب مرض “السعار” تحديداً اللي ممكن يؤدي لموت الانسان اللي بيعضه الكلب.
*****

طيب الحكومة وأجهزة الدولة عندنا والمجتمع بيتعاملوا ازاي مع الموضوع؟؟

– على المستوى الحكومي فالمحافظات بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتقوم بحملات في المناطق اللي بييجي منها شكاوي او استغاثات للأهالي، الحملات ده بتتخلص من الكلاب بالقتل سواء التسميم أو ضربها بالخرطوش.

– مثلاً محافظة بني سويف أعلنت في أغسطس اللي فات انها اعدمت 17 الف كلب ضال خلال السنة ده، ومحافظة الشرقية أعلنت إعدام 7 الاف كلب ضال، ومحافظة القليوبية أعدمت 14 ألف كلب.
– لحد 2011 كان بيتم التخلص من الكلاب بالخرطوش ولاحقا اتمنع الموضوع ده لانه ممكن يصيب المواطنين وبيمثل خطورة، ده غير أكتر من مرة تتاخد صور لجثث كلاب في الشوارع وتتنشر بصحف غربية وتكون شيء سلبي ضد السياحة.
– اما التسميم فبيتم عن طريق حقن “ستركنين” وبيتم حقنها داخل فراخ ميتة أو لحمة، وده برضه بيمثل مشاكل، لأن الكلاب بتموت في الشوارع بأماكن عشوائية وفي الأغلب جثثها بتتساب لفترة، وبتتسبب في ريحة ومنظر مقززين واحتمالية للأمراض .. فضلا عن كون قتل الحيوانات أًصلاً أسلوب غير رحيم!

– أما الأهالي بيعانو من الزيادة الواضحة في اعداد الكلاب وخطورتها على الأطفال والجرايد مليانة استغاثات في مناطق وأحياء ومحافظات مختلفة من الكلاب، وده للأسف بيخلي البعض يتصرف بشكل غير إنساني أو متحضر زي ما بعض الشباب عملو في مدينة 6 أكتوبر بتجميعهم للكلاب وتسميمها وحرقها.
*****

القانون بيقول إيه؟

– القانون رقم 53 لسنة 1966 (اللي مازال ساري لحد دلوقت) بيبيح إعدام الكلاب الضالة عن طريق الخرطوش والسم، ورغم إن القانون ده ظاهريًا متوافق مع القانون الصحي لحيوانات اليابسة اللي مصر موقعة عليه بصفتها عضو في الجمعية العالمية للصحة الحيوانية، لكنه بيخالفه من حيث المضمون.

– القانون الصحي لحيوانات اليابسة بينص على إن قتل الحيوان لازم يكون ضرورة قصوى لا غنى عنها، وفي أضيق الحدود، ويتم في أماكن مغلقة وبطريقة رحيمة وفورية، لكن اللي بيحصل في مصر عكس كده؛ بيتم إعدام آلاف الكلاب – بغض النظر عن خطورتها من عدمه – في الشوارع بطرق غير رحيمة، بالاضافة لأضرار ومخاطر ده على البشر زي ما وضحنا.
*****

هل في حلول بديلة للمشكلة ده؟ العالم بيعمل ايه؟؟

– كل دول العالم فيها حيوانات ضالة، وأغلبها فيها آليات رحيمة للتعامل معاها، في البرازيل مثلاً بيتم تجميع الكلاب في منطقة ما بدعم حكومي وبيتم بيعها للراغبين في التربية، وفي تركيا الكلاب الضالة بتتجمع في غابة وبيتم رعايتها وتصديرها لجمعيات الرفق بالحيوان.
وبالتالي ممكن تسهيل الاجراءات للراغبين في تقديم حلول مشابهة زي أماكن صحية لتجميع الكلاب وطرحها للراغبين في اقتنائها، وعندنا بالفعل تجربة الجمعية المصرية للرفق بالحيوان “إسما” اللي عندها مزرعة في سقارة جمعت 520 كلب.
– القانون الصحي لحيوانات اليابسة بيقدم حل لتقليل عدد الكلاب الضالة بصورة رحيمة عن طريق تعقيمها (اخصائها)، كمان بيتم في نفس السياق تطعيم الكلاب لمنع نشرها للمكروبات والفيروسات ومنها السعار.
والحل ده تم استخدامه في محافظة البحر الأحمر عن طريق مبادرة مع مركز إيواء الكلاب بلومون والجمعية السويسرية للرفق بالحيوان، وتم إخصاء 400 كلب ضال.
– البعض بيقول دي كلفة كبيرة ووجع دماغ ما نقتلها وخلاص ونركز مع البشر، لكن حتى بالمنطق ده مهم نعرف ان كلفة القتل بالستركنين غالية جدا برضه وبيوصل تمن العلبة منه ل 20 ألف جنيه! وكمان عمليات التعقيم والتطعيم ممكن تتم بشراكات بين الحكومة وجهات محلية ودولية، زي ما حصل في محافظة البحر الأحمر عن طريق مبادرة مع مركز إيواء الكلاب بلومون والجمعية السويسرية للرفق بالحيوان، وتم تعقيم 400 كلب ضال.
يعني المطلوب بشكل رئيسي هوا المجهود والتنظيم أكتر من الكلفة المالية.
– لو كان عندنا إدارات محلية منتخبة كان أهل كل منطقة هيقدروا يختاروا الحلول الأنسب ليهم ووسائل تمويلها، لكن احنا من 2008 محصلش عندنا انتخابات محليات، ولا كانت المجالس ليها صلاحيات وميزانيات واستقلال أصلا.
– اللي بيميز سلوك الدولة هو طريقة التعامل مع الظواهر والمشاكل اللي بتواجه مواطنيها، ومسؤولية الدولة حماية المواطنين وبسلوك حضاري مش همجي.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *