– من أسبوع تم الحكم بالإدانة على الظابط الأمريكي السابق “ديريك شوفين” بتهمة قتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية “جورج فلويد”، وهيتسجن ربما لآخر يوم في عمره.
– بعد الحكم ده حصل احتفالات كبيرة قدام مقر المحكمة، والرئيس الأمريكي بايدن اتصل بأسرة فلويد هناهم، ووصف الحكم بأنه “يمكن أن يكون خطوة كبيرة إلى الأمام في المسيرة نحو العدالة في أمريكا”
– إيه معنى الحكم ده؟ وليه ممكن نهتم بيه؟
*****
إيه اللي حصل ؟
– اتكلمنا سابقا عن جريمة قتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” اللي قتله ظابط شرطة قدام الكاميرات بالضغط برجله على رقبته لمدة 9 دقايق، والعالم كله شهد وقفات تضامنية، واندلعت بسببه مظاهرات كبيرة في أمريكا نظمتها حملة black lives matters “حياة السود مهمة”.
– أصدرت هيئة المحلفين في مدينة مينيابوليس حكمها بإدانة “ديريك شوفين” بجميع التهم الموجهة بعد 3 أسابيع من جلسات المحاكمة.
– هيئة المحلفين اللي مكونة من سبع نساء وخمسة رجال، توصلت لقرارها بالإجماع بإن الشرطي مذنب بتهم قتل من الدرجة الثانية وقتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد.
– الحد الأقصى للعقوبة في كل تهمة من دول بالترتيب هوا السجن 40 سنة، والسجن 10 سنوات، والسجن 10 سنوات أو غرامة كبيرة.
– نظام القضاء الأمريكي في الولاية دي إن المحلفين (اللي هما مواطنين بيتم اختيارهم بشروط معينة) بيصوتوا على الإدانة أو البراءة بالتهم، وبعدها القاضي بيحدد العقوبة بالظبط، وده اللي لسه هيحصل بالأيام القادمة.
– وبالمناسبة المدعي العام اللي وجه التهم دي للظابط بعد التحقيقات وأحال القضية للمحاكمة هوا كيث أليسون، اللي هوا نفسه من أصل أفريقي وكان مشهور جدا بكونه أول نائب مسلم في الكونجرس، وأقسم على القرآن الكريم.
– بعد المحاكمة الرئيس الأمريكي بايدن أكد على ترحيبه بالحكم ووصف في كلمة تلفزيونية، العنصرية بأنها “لطخة على روح أمتنا”، داعيا إلى “مواجهة العنصرية الممنهجة والتفاوتات العرقية الموجودة داخل الشرطة ونظامنا القضائي الجنائي”، واعتبر الوقت هو المناسب “كي يتوحد كأمريكيين”.
– وعن أسرة فلويد قال الرئيس بايدن “لا يمكن أن يعيد شيء لهم أخاهم وأباهم… لكن هذه يمكن أن تكون خطوة هائلة في مسيرة العدالة في أمريكا”.
– كما اتصلت كامالا هاريس أول نائبة رئيس من أصول آسيوية وأفريقية في تاريخ الولايات المتحدة بعائلة فلويد أيضا وقالت “هذا يوم للعدالة في أمريكا”.
*****
– أمريكا رغم إنها بلد كبير ومتقدم اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وعلمياً وكل حاجة أكتر مننا مئات المرات، إلا إنها فيها مشاكل وأزمات كتيرة، وأهمها أزمة زي العنصرية تجاه المواطنين من أصول أفريقية والمهاجرين، لكن زي ما قلنا الفرق إنه الديمقراطية بتفتح الفرصة دايما لتسليط الضوء على الأخطاء والمشاكل، وبتتيح للمواطنين ينظموا نفسهم في حركات سياسية واجتماعية، هيا اللي بتدي فرصة لتصحيح الأوضاع ومراجعتها بستمرار، وده اللي خلا كيث أليسون المسلم ذو الأصل الأفريقي يتم انتخابه للكونجرس وبعدها يتولى منصب المدعي العام، وغيره نماذج كتير جدا.
– مقتل مواطن واحد، تم تصوير واقعة قتله من مواطن آخر في فديو بكاميرا موبايل، قدر يخلق انتفاضة كبيرة بين المواطنين الأمريكيين بكافئة أعراقهم وأجناسهم، والحكومة مقامتش بإنكار المشكلة ولا الظابط اللي ارتكب الجريمة راح خطف الموبايل من الشخص اللي بيصور أو اعتقله وخلاص !
– دايماً الأمم اللي حريصة على تقدمها وعلى إن حياة المواطنين فيها تكون أفضل، بتحترم حقوق المواطنين في التعبير والرأي، وفي إنهم يكونو متساويين قدام القانون، وعلى الرغم من الممارسات العنصرية اللي بتقوم بيها الشرطة الأمريكية ضد أصحاب البشرة السمراء من زمان، لكن ده لاينفي على الإطلاق إنه في نفس الوقت أمريكا هي من أكتر الدول في العالم اللي بتدي فرص متساوية في النجاح والتقدم والحق في التعليم والتوظيف، سواء للسكان الأصليين أو المهاجرين والمغتربين فيها.
– حادثة جورج فلويد مكانتش الحادثة الأولى لارتكاب أحد أفراد الشرطة جريمة من نفس النوع، وعشان كدة حركة “حياة السود مهمة” كانت شغالة من قبلها، لكن الشكل البشع للجريمة دي تحديدا قدام الناس كلها، ونقل الإعلام ليها، كانت مؤثرة كفاية إنه يتعمل تعديل في قوانين تعامل الشرطة مع المواطنين، وتشيل أجزاء من الحصانة بتاعت ظباط الشرطة، ويتقدم فيها ظباط للمحاكمة ويدانو بسبب جريمة بالشكل ده.
*****
– بنشوف العكس تماماً عندنا في مصر، الشكاوى مستمرة ودايمة ولا تتوقف من حالات التعذيب وسوء المعاملة، وعلى الرغم من كده فإما إنه الدولة بأجهزتها ومؤسساتها بتتواطأ لأنها بتشوف إنه ده الطبيعي، ومبتتحركش لمحاسبة حد إلا نادراً جداً لو قضية خدت انتشار واتصورت مثلاً.
– مبقاش عندنا إعلام يقدر يرصد أو يكتب عن تجاوزات ضد القانون في حق المواطنين، لأن وسائل الإعلام كلها تم تأميمها وشرائها بواسطة الأجهزة الأمنية، واللي بيحاول يعمل تغطية لقضية تعذيب أو قتل خارج القانون زي مثلاً قضية إسلام الاسترالي ضحية المنيب اللي اتقتل على إيد أمين شرطة، أو عويس الراوي اللي اتقتل في قرية العوامية بالأقصر، بيتم اعتقال الصحفيين دول زي ما حصل مع الصحفيين إسلام الكلحي وبسمة مصطفى، ونماذج تانية كتيرة.
– ووصل بينا إننا بنشوف مسلسلات رمضانية مستمرة في السنوات الأخيرة بتمجد في ظباط الشرطة وأفرادها باعتبارهم ملايكة مش بتغلط أبدا، واللي يتفرج يحس إن أقسام الشرطة والسجون دي مراكز ترفيه مخصصة لدلع المواطنين.
*****
– سواء كنت مؤيد أو معارض، ليك في السياسة أو بعيد عنها، لكن سيادة القانون وإصلاح الشرطة ده أمر في غاية الأهمية لينا كلنا، وإذا كانت أمريكا اعترفت بأخطاء ومشاكل في نظامها القانوني وبتعمل إصلاحات كبيرة فيه على الرغم من إنها دولة قانون حقيقية وفيها حماية للمواطنين بجد، فمن باب أولى بلد زينا وضع حقوق الإنسان فيها كلنا عارفين هوا قد إيه سيء، لازم يحصل مراجعة لسياساتها ويتوقف التجاهل وترسيخ فكرة وجود أفراد المؤسسات الأمنية كأشخاص فوق الحساب.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *