– من أيام أصدرت مؤسسة فريدرش إيبرت مصر بالشراكة مع وزارة البيئة ورقة بحثية عن التلوث في مصر، الورقة كان عنوانها ورقة سياسات: المناطق المنخفضة الانبعاثات.

– الورقة مهمة جدا في تسليط الضوء على سياسة غائبة في مصر وهي سياسة المناطق منخفضة الانبعاثات واللي هي المناطق اللي بيكون فيها معدلات تلوث أقل من محيطها بسبب عدد من السياسات الاقتصادية والبيئية اللي الحكومة في مصر للأسف لا تتبناها في الوقت الحالي.

– ايه أهم الحاجات اللي في الورقة البحثية دي؟ وايه اللي ممكن يتعمل لتقليل الأثر الاقتصادي والبيئي للتلوث في مصر وبالأخص المدن المزدحمة زي القاهرة؟

ايه أهم الحاجات في الورقة؟

– المناطق منخفضة الانبعاثات دي هي نطاقات جغرافية بيتم فيها تقييد حركة المركبات (العربيات) المسببة للتلوث فيها بحيث تكون انبعاثات الكربون وغازات الاحتراق بتاعة الوقود فيها أقل وبالتالي تكون درجات الحرارة فيها أقل.
– وقود الديزل اللي هو السولار واللي بيستخدم على نطاق واسع جدا في النقل الجماعي ونقل البضائع في مصر هو مسبب كبير للتلوث.
– الأرقام اللي صدرت عن تقرير للمفوضية الأوروبية في 2016 بتقول أنه العربيات هي سبب 25% من انبعاثات الغازات الدفينة في مصر، وأنه العربيات اللي بتشتغل بالسولار جزء كبير من التلوث ده.
– السولار في مصر بجانب أنه ملوث شديد الخطورة، لكنه حتى جودته سيئة وعشان كده في نسبة كبريت تزيد عن 100 مرة المعدل المقبول عالميا لنسب الكبريت في السولار.
– السولار وغيره من الملوثات بيساهموا في وجود مناطق شديدة التلوث في مصر بسبب حركة المركبات زي ميدان رمسيس مثلا واللي فيه نسبة عالية من الكربون الأسود، أحد أكثر المواد الضارة والمساهمة في الاحتباس الحراري.
– احتراق السولار بينتج أكسيد الكبريت واللي هو ملوث شديد الخطورة على الصحة العامة في مصر، وفي المجمل بحسب الورقة التدهور البيئي بيساهم في خسارة الناتج المحلي المصري لـ1.4 % سنويا يعني ما يقارب 5 مليار دولار سنويا.
– من الحاجات المهمة اللي أشارت ليها الورقة أيضا هو أنه المناطق شديدة الانبعاثات دي موجودة بسبب أنماط عمرانية لا يوجد بها مساحات خضراء كافية، ودا اللي كنا اتكلمنا عنه كتير قبل كده.
– بالتالي ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصول الصيف اللي بنشوفها دلوقتي بسبب الاحتباس الحراري فمن المرجح أنه مصر تشهد موجات حر أكثر ومناطق وجزر جغرافية كده فيها حرارة أكثر بسبب التلوث الناتج عن المخلفات الكيميائية من احتراق الوقود وخاصة السولار.
– بنشوف ده كمصريين في مناطق معينة زي رمسيس وغيرها من المناطق اللي بيبقي فيها كثافات مرورية أكبر للمركبات اللي شغالة بالسولار.
– ارتفاع درجة الحرارة في المناطق دي مقارنة بالمناطق الأخرى بيكون ناتج عن امتصاص الطرق والمباني وسائر البنية التحتية الحرارة وإعادة إطلاقها مرة أخرى في الهواء وبالتالي رفع درجة الحرارة.
– وبالتالي الفكرة في تصميم مناطق منخفضة الانبعاثات هو أنها بتعمل مناطق جوه المدينة بيكون ممنوع على العربيات دخولها أو بتحصرها على عربيات معينة بناء على عوامل كثيرة منها ظروف جودة الهواء في الوقت المحدد ده واحتياجات حركة المرور.
– حاليا فكرة المناطق منخفضة الانبعاثات دي موجودة في أكثر من 260 منطقة في أوروبا، وفي الصين وتحديدا في بكين لأنها مدينة فيها تلوث كبير.

ايه اللي ممكن يتعمل لتقليل تلوث السولار في مصر؟

– الورقة بتقترح فرض قيود زي ما قولنا لتصميم مناطق منخفضة الانبعاثات داخل القاهرة عن طريق منع عربيات زي النقل التقيل والمركبات الأخرى اللي بتشتغل بالسولار من العبور فيها.
– منع السيارات باستثناء النقل العام وسيارات سكان المنطقة في أوقات معيّنة، دا هيتم باستخدام إشارات إلكترونية وكاميرات تصوير.
– أيضا الورقة بتقترح حاجة اسمها رسوم الازدحام في مناطق معينة وخاصة اللي فيها نسبة تلوث عالي في القاهرة الرسوم دي بتقدر حسب وقت الدخول للمنطقة ونوع المركبة والمسافة المقطوعة، وده شيء عملته أوسلو في 2017.
– أيضا في أدوات تانية بتقترحها الورقة زي استخدام نظام للركنات بجانب محطات المترو أو محطات النقل العام على بداية المناطق دي، بالتالي بتضع ساحات ركن بجانب محطات، عادةً على حدود المدينة أو وسطها.
– كل الحاجات دي ممكن تساهم في بناء مناطق منخفضة الانبعاثات، لكن كمان إحنا محتاجين مشاريع طموحة لتغيير شكل النقل الجماعي في القاهرة من الاعتماد على السولار للاعتماد على الغاز الطبيعي أو السيارات الكهربية كحل غير ملوث للبيئة.
– وبالفعل الحكومة بدأت تعمل مبادرات وخطط لإصلاح قطاع النقل وخاصة النقل العام بالاعتماد على تحويل الأتوبيسات أنها تشتغل بالغاز بدل السولار، وبالفعل في خطوات بدأت زي الأتوبيس الأخضر اللي بيشتغل بالغاز لكن لسه أعداده قليلة جدا.
– كمان سياسة تقليل الانبعاثات لازم تكون سياسة شاملة لا تقتصر فقط على لم الفلوس أو منع العربيات اللي بتشتغل بالسولار من دخول مناطق بعينها، لكن لازم تعمل بالتوازي مساحات عامة خضراء تمتص الكربون الناتج عن المركبات، وكمان تصميمات عمرانية تبني مدن تشجع على المشي واستخدام الدراجات بدل العربيات.
– بالتالي الحفاظ على الأشجار والمساحات الخضراء لازم يكون في قلب سياسات التخطيط الاقتصادي الحالية لأنه غيابها يعني تأثيرات سلبية على الناتج المحلي في مصر على المدى الطويل.
****
– التلوث مشكلة حقيقية بتواجه مصر، وبالتالي لازم تكون على رأس أولويات الحكومة في كل القطاعات بداية من القطاع الصناعي اللي فيه صناعات كثيرة ملوثة للبيئة ومفيش أي رقابة فعلية من الحكومة عليها، وانتهاء بالتخطيط العمراني اللي لازم يراعي مستويات التلوث في المدن في تصميمها وفي خطط تطويرها.
– نتمنى الحكومة تاخد بالها من الملف في الفترة القادمة وتدرك أنه التطوير العمراني اللي بيحصل في الفترة الأخيرة، مش لازم يتضمن إزالة كثير من المساحات الخضراء، لأن دا سيء على المدى البعيد للناس والاقتصاد في مصر.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *