– أكيد مر عليك في الشارع مشهد مؤسف لحد من المشردين سواء كبار السن أو الأطفال، وأكيد شفت على الفيس بوك من وقت للتاني صور متعلقة بالموضوع سواء حد بيسأل يعمل إيه، أو شباب محترم بيبادر ياخدوا حد من المشردين يعالجوه ويساعدوه.

– في الفترة الأخيرة وزارة التضامن الاجتماعي أطلقت مبادرة مهمة جداً لعلاج المشكلة دي، وده تتويج لجهود مستمرة بالسنوات الأخيرة، وساهم فيها شباب إيجابي بيبلغ عن الحالات وبيساعد المختصين الحكوميين. وده اللي بنتمنى انه ينتشر أكتر، وبندعو كل مصري يشارك بالإبلاغ عن الحالات وبإنه يساعد باللي يقدر عليه مع الفرق المختصة بالوزارة.
*****

إيه حكاية الحملة الجديدة؟

– بعد انتشار قصة وفاة 2 من كبار السن في محافظة المنيا ومحافظة الغربية أعلنت وزارة التضامن عن حملة لإنقاذ الأشخاص المشردين في الشوارع، هدفها توفير أماكن آمنة لإيوائهم، وتقديم بطاطين ووجبات ساخنة ليهم.

– الحملة دي اعتمدت على مشروعين مهمين كانوا موجودين بالفعل في وزارة التضامن قبلها، وهما مشروع “أطفال بلا مأوى” و”فريق التدخل السريع”، وكل مشروع منهم ليه فرق عمل بالمحافظات.

– مشروع أطفال بلا مأوى بدأ سنة 2014 وكان مكون من أخصائيين نفسيين واجتماعيين، وبدأو يجمعوا الأطفال والمسنين المشردين من الشوارع، و ياخدوا إجراءات تجاه أي تجاوزات ضد الأطفال أو المسنين في دور الرعاية، ومع الوقت بدأ المشروع يتوسع من نطاق القاهرة لكل المحافظات.

– لحد شهر نوفمبر اللي فات، فيه 1070 شكوى وصلت للفريق خلال الأربع سنين اللي اشتغلوا فيهم، الفريق اتعامل مع 950 حالة، منهم 407 حالة مشردين وكان بيبقى في صعوبة في إقناع الأطفال بترك الشارع ونسبة النجاح مكانتش بتتخطى 40%.

– بحسب المسؤولين عن برنامج أطفال بلا مأوى فصندوق تحيا مصر هو شريك أساسي في المشروع ونجاحه، وقدم الصندوق دعم مالي يتخطى ال 100 مليون جنيه، وتصميم عربيات بشكل “جذاب” للأطفال مجهزة من الداخل بسراير وألعاب، اتصنعت في الهيئة العربية للتصنيع.
– فيه مشاكل كتير في مؤسسات رعاية الأحداث بتخليها طاردة للأطفال، وحسب مدير البرنامج حسني يوسف، الهدف من البرنامج هو تغيير سلوكيات ومفاهيم الأطفال دول عن الحياة، كما بيحاول دمجهم في المجتمع وتعليمهم حرف يقدروا يشتغلوا فيها لما يكملوا 18 سنة.

– أما فرق التدخل السريع فدورها مقتصر على نقل المشردين من الشوارع لدور الرعاية، وده بيتم بالإقناع وفهم سبب المعيشة في الشارع، وبمجرد انتقالهم لأحد دور الرعاية بيتم توفير ملابس ورعاية صحية وشخصية.

– التعامل مع الحالات دي مش سهل زي ما البعض ممكن يتصور، لأن بعضهم بيعاني من مشاكل نفسية نتيجة المعيشة في الشوارع، وأكيد كتير مننا شاف بنفسه ناس كتير منهم – ربنا يعينهم-، وفي نماذج لحكايات ناس منهم كتير موجودة في المصادر للي حابب يشوف أكتر المعاناة بتاعتهم، وللأسف يعني هو شيء مخجل لما تعرف إنه بشر زي حضرتك بينامو على الأرصفة أو المقابر أو مقالب الزبالة وبيعانو من مشاكل نفسية فكمان الموضوع يبقى أسوأ وتلاقي ستات منهم بيتعرضو لاعتداءات جنسية.

فيه ناس بيكونوا مؤهلين للعمل، وبيتم توفير فرص عمل ليهم داخل الدار، زي مثلا مساعدة باقي النزلاء في الأكل واللبس ومتطلبات الحياة.
*****

– صحيح انه سياسة المبادرات مبتقدمش حلول جذرية للأسباب اللي تشمل الفقر والبطالة، والدولة طول الوقت بتحتاج سياسات عامة وتصميم للموازنة والموارد يخدم على الأهداف واللي من ضمنها العدل الاجتماعي، لكن المبادرة الجديدة لإنقاذ الناس من البرد والمشاريع القديمة لوزارة التضامن تستحق التحية والدعم.

– حتى لو منجحتش الحملة في إيواء كامل العدد الضخم في مصر، لكن المحاولة في حد ذاتها، واستمرارها، والتطوير المستمر فيها، شيء إيجابي جداً ويفتح الطريق قدام مبادرات تانية كتير ممكن تيجي في الإطار ده، خصوصاً انه في مؤسسات مجتمع مدني كتير بتشتغل على المشردين والأطفال بلا مأوى والسيدات المعنفات، وكلها مجهودات محتاجة دعم كبير عشان تقوم بدورها.

– بسبب الأزمات اللي زي دي طبيعي تعترض على أي إنفاق في غير محله من المال العام، لأن زي ماحنا شايفين في أمور كتير جداً في المجتمع محتاجة كل جنيه عشان نقدر ننقذ ناس حياتها كلها ممكن تتغير.

– سعداء جداً انه ضجة السوشيال ميديا على الناس اللي ماتت من البرد حركت الحكومة أكتر في الموضوع ده، السوشيال ميديا اللي طول الوقت بتتصنف خطر وأداة من أدوات الهدم زي ما الخبراء الأمنيين بيحبوا يقولوا، لكن هي أهم وسيلة تواصل في المجتمع ونقل لمشاكله، خصوصاً مع غياب الإعلام الحقيقي.

– شيء إيجابي برضه إنه إنقاذ الناس جه بضمهم لدور رعاية بشكل إنساني وراقي ومنظم وبيحفظ كرامتهم وآدميتهم، والحمد لله انه متمش الاستجابة لاقتراحات غريبة وعنصرية زي تجنيد الأطفال بالإجبار أو فصلهم في معسكرات اللي اقترحها البعض!
– صفحة الموقف المصري بتدعم المبادرة ده وبتحيي المسؤولين عليها وهنفضل ندعم كل شيء إيجابي بيحصل في البلد، وبنطالب متابعينا بتقديم أي جهد لمساعدة الحملة في الإبلاغ عن مشردين من خلال الرقم ده 16439 ورقم 01095368111.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *