– مستمرين معاكم في ملف ذكرى ثورة يناير، والنهارده موعدنا مع حاجة إيجابية شوية عن أهداف ثورة يناير، وعن طريق التغيير اللي فتحته يناير.

– ناس كتير من المؤمنين بالتغيير بتشوف إنه نهاية ثورة يناير كانت شديدة المأساوية، يعني بشكل عام أحلام كتير انتهت أو توقفت، وناس كتير من الوجوه اللي اتصدرت الثورة إما اتحبست أو هاجرت أو اعتزلت العمل العام.

– لكن بالرغم من الردة اللي حصلت على كتير من التغيرات اللي عملتها الثورة، ومنها حلم الدولة المدنية الديمقراطية، لكن في تغيرات إيجابية كتير نقدر نتكلم عنها وإنه الصورة مش كلها سلبية، وإن يناير سابت أثر في مصر حتى لو فيه حالة إنكار لدا من أعداء يناير سواء داخل السلطة أو خارجها.

– هنتكلم في البوست ده عن الحاجات الإيجابية اللي حصلت مقارنة باللي كان موجود قبل الثورة.

******

كانت إيه مطالب الناس في ثورة يناير؟

– سياسيًا كان في حاجات كتير طبعًا الناس طالبت بيها وكان نفسها توصل لحلم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، عشان يبقى عندنا رئيس بيتم انتخابه بشكل عادي وبرلمان بيتم انتخابه وهو عنده صلاحيات حقيقية، ويبقى فيه حرية لتكوين الأحزاب وحرية للرأي والتعبير وغيرها من الحريات السياسية.
– كان من ضمن المطالب والأفكار اللي فرضتها ثورة يناير هو الدفع بالشباب في أماكن القيادة، نظام مبارك كان نموذجي في وجود الوزراء والقادة اللي معديين السبعين سنة، وكان بيتم التعامل مع اللي عندهم خمسين سنة باعتبارهم لسه صغيرين في السن.
– كان في مطالب كبيرة بإلغاء حالة الطوارئ، وكان في حلم كبير إنه يتلغي البطاقة الانتخابية الحمراء، ويبقى الانتخاب حق لكل مواطن عنده بطاقة رقم قومي بدون أي شروط سابقة، وكمان كان في مطالب كتيرة بدعم المرأة في المجتمع والالتفات لقضاياها ومشاكلها بشكل حقيقي بدون التجاهل والانتقائية اللي كانت بتحصل.
– اقتصاديًا ومعيشيًا، بالرغم من إنه الحكومة كانت بتحقق معدلات نمو في آخر 10 سنين قبل الثورة بتوصل لـ 5% و 7%، لكن كان في حالة رفض كبيرة لعمل حد أدنى للأجور، أو حل أزمة طوابير العيش المأساوية.
– كمان كان في إهمال كبير من الدولة للبنية التحتية في الطرق والصرف الصحي وغيرها، وكنا بنشوف الاستثمارات الحكومية قد إيه بتكون قليلة وبطيئة للغاية.
*******

طيب إيه اللي ممكن يكون اتغير؟

– هنا لما بنتكلم عن التغيير وربطه بمطالب الثورة، مبنقولش إن دي الحالة المثالية، لكن في النهاية بشكل بطيء وواعي أو غير واعي فيه ملفات اتحركت في طريق كانت ثورة يناير بتطالب بيه، وفيه ملفات فرضت نفسها، وفيه أهداف لسه محتاجة كتير من الوقت والتغيير كمان عشان تبقى مقبولة، لكن في العموم أثر الثورة شوفناه واضح في ملفات بعينها.
– الثورة قدرت تفرض بعض الأفكار والمفاهيم حتى رغم إنه الثورة عمليًا مبقتش موجودة، زي مثلًا فرض فكرة عدم استبعاد الشباب بشكل كامل من الوظائف القيادية والمشاركة السياسية، فبقت الدولة وكل الحكومات اللي جت بعد الثورة بتحاول تعمل ده بطرق مختلفة، طبعًا في ناس كتير لا تصلح ومش مؤهلة بشكل كافي، ومينفعش طبعًا إنه المعيار الوحيد لوجود شخص في منصب عام إنه يبقى سنه صغير، لكن في الحقيقة بقينا بنشوف كوادر شابة وتكنوقراط مؤهلين موجودين في المكاتب الفنية للوزراء والمحافظين وفي بعض المناصب، وقادرين يظهروا بشكل إيجابي حقيقي في حدود الأدوار اللي متاحة ليهم، والموضوع لسه قدام كتير لكن البذرة كانت من يناير.
– كمان الثورة اللي ظهر فيها حركات بتدعم حقوق المرأة كتير بيقولوا كلام كانت الناس بتتجاهله أو بترفض التفاعل معاه عن التحرش والانتهاك الجسدي والعنف ضد السيدات، بقى دلوقتي التعامل معاه مختلف تمامًا، فبقينا بنشوف الدولة بتعترف بوجود جريمة اسمها التحرش الجنسي في سنة 2014، ومبقتش مرتبطة بجريمة هتك العرض.
– وبقينا نشوف إجراءات أكثر جرأة وتقدمية لمناصرة السيدات وحمايتهم من العنف، وبقت التشريعات بتتطور وتحمي الستات أكتر وتدعم السيدات الأفقر في برامج الحماية الاجتماعية، وبقينا بنشوف اهتمام أكبر بدعم السيدات في المناصب والتواجد في العمل العام، وبقينا بنشوف محافظين ستات ووزيرات ستات في وزارات مهمة مش مجرد وزارات هامشية زي ما كان بيحصل زمان، وأخيرًا بدأت حركة وجود السيدات في منصات القضاء ودخولهم مجلس الدولة وده شيء تاريخي مكانش بيحصل قبل كده وكان بيواجه رفض شديد جدًا.
– في حاجات كتير اتطورت تانية زي إتاحة الانتخاب بالرقم القومي وبقى شيء سهل إنك تروح تنتخب بدون خوف من البلطجية اللي كانوا بيقفلو اللجان، صحيح في النهاية رجعت الدولة للأسف لتزوير الانتخابات بطرق مختلفة، ورجع تمكين الأمن الوطني من إدارة الانتخابات والتدخل فيها ومبقاش تصويت المواطنين هو معيار تشكيل الحكومة والبرلمان، لكن اللي بنقوله إن الدنيا طلعت لقدام، وأملنا إنها هتكمل وهنتجاوز دا يوما ما، ونكمل في طريق التغيير.
– وبرضه بقينا من بعد الثورة في فترة الرئيس السابق مرسي، ومؤخرًا صدر قرار بإلغاء حالة الطوارئ، وده شيء مكانش بيحصل في 30 سنة من عهد مبارك، وكان شيء شبه خيالي إنه الطوارئ دي تتلغي تحت دعوات إنه الأمن هينهار والدولة هتنتشر فيها البلطجة والإرهاب، وده طبعًا ثبت كدبه وتضليله بمجرد إلغاء الحالة.
– رمزية أمر الطوارئ مهمة لكل من حضر يناير وقبلها لأن كان مطلب إلغاء الطوارئ حاجة أساسية دايما في أي احتجاج، ونتمنى إن التشريعات اللي اتعملت للتحايل على الإلغاء دي يتم مراجعتها.
– اقتصاديًا بقى عندنا أخيرًا حد أدنى للأجور مقارنة بأيام مبارك اللي كانت القيمة العادلة للحد الأدنى للأجور 1200 جنيه بينما الناس كانت غالبية الناس مرتباتها من 300 لـ 700 جنيه، دلوقتي الوضع اتغير وبدأ الحد الأدنى في 2014 بـ 700 جنيه ثم 1200 لحد ما بقا دلوقتي 2700 جنيه.
– نفس الكلام في الحد الأقصى للأجور، واللي كان شيء مرفوض تمامًا قبل الثورة، صحيح إنه في جهات كتيرة بيتم استثنائها من الموضوع ده، وصحيح لسه متحطش حدود لتعيين المستشارين في الحكومة، لكنه القانون ده قلل شوية من الفجوة الكبيرة اللي كانت موجودة في المرتبات الحكومية، وبقى في معيار اسمه إنه أكبر رقم ممكن هو 35 ضعف للحد الأدنى.
– في الجانب المعيشي بقى في اعتقاد عند الحكومات إنها لازم تسترضي الناس وتقدملهم إنجازات تحسن في مستويات معيشتهم مش تتجاهل مشاكلهم وتتريق عليها أحيانًا زي ما كان بيحصل من بعض المسؤولين قبل الثورة.
– فبقى في اهتمام بملف العيش والقمح والموضوع اتغير كتييييير جدًا عن زمان في فكرة طوابير العيش المدعم، وبقت الحكومة بتحاول تعمل مشاريع كتير للبنية التحتية وبشكل متوازي، مش مجرد مشروع رصف شوارع وأسفلت كل كام سنة، لأ بقى في توسعة طرق وإنشاء طرق وعمل مدن وتجمعات سكنية كتيرة، وبرغم إنه تركيز الدولة في الملف ده مبالغ فيه وهيعمل مشاكل كتيرة وبيهدر فلوس ممكن يتم ضخها في ملفات تانية، لكن الحقيقة معدلات الإنجاز هنا متقدمة جدًا عن فترة مبارك.
*******
– في النهاية احنا مبنقولش إنه الدنيا وردية، ولا إنه الوضع حاليًا جميل أو الثورة انتصرت، لأنه لسه المشاكل كتير ولسه في معتقلات ولسه في قمع للحريات ولسه في تعذيب في السجون، ولسه في تزوير للانتخابات وقتل للديمقراطية، ولسه في فجوة في تحقيق الثروات، وبقى عندنا تضخم في دور الجيش في قطاعات اقتصادية عديدة، وغيرها من المشاكل مع نظام الحكم الحالي.
– لكن في النهاية لازم منتصورش إنه كل شيء كانت بتنادي بيه الثورة انتهى وخلص، في النهاية الثورة مكانتش مجرد مشروع مثالي وخلص، لكن تراكم أفكار وتجارب واهتمام للناس ببلدهم وبشؤون الحكم حتى لو كان الاهتمام ده مبينتجش عنه غير شوية فضفضة في القهاوي والفيسبوك.
– حتى اللي بيعادوا الثورة مش هيقدروا ينكروا إن أي تقدم طفيف في الملفات دي كان وراه مطالب ثورة يناير، والواقع بيقول هيستمر المصريين في المطالبة بالمزيد من التحسين، لأننا كلنا نستحق الأفضل، وبلدنا تستحق الأفضل.
– قولوا لنا في التعليقات إزاي ثورة يناير وأهدافها أثرت في حياة المصريين لحد دلوقتي.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *