– من أيام وزارة النقل أصدرت بيان اتكلمت فيه عن مشكلة حدف الطوب على القطارات، لكن الحل اللي طرحه البيان كان غريب، وهوا إنه بعدم وقوف القطارات في المحطات اللي يحصل في محيطها حوادث من النوع ده.!

***

– فعلا إلقاء الحجارة على القطارات مشكلة حقيقة، وبيتعرض سائقي القطارات والركاب لاصابات، والقطارات بتتوقف لاسعافهم. مثلا مصطفى شكري رئيس رابطة قائدي قطارات السكة الحديد، حكى لموقع مصراوي عن واقعة تعرض ليها هو ومساعده. وقتها المساعد أصيب بقطع في الحاجب، واتعطل سير السكة الحديد لساعات لحد ما تم نقله للمستشفى، واستبداله بمساعد جديد. بيقول كمان إن أحد مساعدي قائد القطار في مرة اتعرض لطوبة في راسه، وحصل له نزيف بالمخ.
– ومن حوالي سنة، في شخص مجهول رمي طوب على قطار مطروح، وأصيب أحد الركاب، ومرة ركاب قطار مميز رموا طوب على قطار مكيف، عشان القطر وقف 10 دقايق في سكة فرعية عشان يعدى القطار المكيف السريع، ده غير عشرات الحوادث اللي مش بتوصل للإعلام، وواضح إن السلوك بقا متكرر لدرجة إن أطفال عمرهم 13 سنة بيعملوا ده، زي الطفل اللي اتمسك بيرمي حجارة على قطر الفيوم.

****

– بشكل عام شيء كويس إننا نشوف الوزارة بتهتم على أعلى مستوى بمشكلة زي دي، وفعلا زي ما البيان قال الهيئة ملك كل المصريين، لكن الحل بالأسلوب العسكري اللي بيقول إن الحسنة بتخص والسيئة بتعم، مينفعش تطبيقه على المواطنين اللي من حقهم يحصلو على الخدمة، وحقهم كمان الحكومة تحميهم.

– مش منطقي إن السلطة تروح تعاقب المتضررين أصلا، يعني انت ممكن تكون راكب اضرب عليك طوب، وكمان ضرر تاني القطر موقفش على المحطة اللي هتنزل فيها!

****
إيه الحلول الممكنة؟
بيتقال ان مئات القطارات بتسافر مئات الكيلومترات صعب تأمينها كلها، مش هنوقف عسكري كل 100 متر، لكن واقعيا ده مش مظبوط والحلول مش مستحيلة.
أولا: حلول قصيرة المدى:
– بطريقة علمية عبر غرفة عمليات مخصصة بوزارة النقل أو الداخلية نقدر نحدد إيه النقاط أو القرى اللي بتتكرر فيها ظاهرة رمي الطول على القطارات، ونقدر نوفر تواجد مستمر من الداخلية هناك لحمايتها والقبض على المعتدين، ولما ده ينتشر هتتكون ثقافة عامة بتخاف من الفعل ده.
– ممكن أيضا تركيب كاميرات في القطارات تقدر تصور الجناة في أي اعتداء، زي ما شفنا فكرة تركيب كاميرات دقيقة لمراقبة جمهور كأس الامم الأفريقية!
– لو كان دول مش أطفال لكن عصابات سطو مسلح على القطارات مثلا، هل الداخلية هتقول برضه أصلنا مش قادرين نحمي كل المسافة؟ لو كانت القرى دي بيطلع فيها مظاهرات معارضة هل مكانش هيتم ارسال قوات أمنية فورا ليها؟ فحجة إن الداخلية معندهاش قوات تحمي المواطنين غير منطقية على الاطلاق.
ثانيا: حلول متوسطة وطويلة المدى:
عنانا بالتأكيد دور مجتمعي ومسؤلية على الأسر تمنع أطفالها تعمل كدة، وده محتاج حملات توعية واسعة.
– هل حد في الوزارة فكر يشوف الأطفال أو الأشخاص اللي بيعملوا كدا إيه دوافعهم؟
وارد عندهم سبب للاستياء من القطارات اللي بتعدي قربهم وممكن حله، ووارد بيتصرفوا بالشكل ده عشان معندهمش أماكن مخصصة للعب وتعلم الرياضات المختلفة وهيكون انشاء ملاعب وانشطة تحتويهم حل، ووارد احساسهم بغياب الخدمات وتهميش القرى والمراكز بتاعتهم.
– ممكن ناس كتير من المتخصصين يطرحوا حلول واقتراحات اخرى، لكن بشكل عام الدور السياسي والتنفيذي للحكومة والمسؤولين فيها، بيفرض عليهم إنهم دايماً يدورو على حلول مناسبة وعملية لأي مشاكل في المجتمع، مش يكون التعامل بالعقاب الجماعي، أو تسيب المشاكل دي للمواطنين وتقولهم اتصرفو، كإننا في “شبه دولة”!

******




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *