– قبل يومين أعلن ضياء رشوان، نقيب الصحفيين والمرشح علي مقعد النقيب في الانتخابات الحالية، علي صفحته علي الفيسبوك عن “أخبار سارة تخص الصحفيين المحبوسين احتياطيا”.
– بعدها بساعات قليلة قررت نيابة أمن الدولة العليا الإفراج عن ثلاثة من الصحفيين المحبوسين إحتياطيا، وهما مصطفي صقر رئيس تحرير جريدة البورصة، إسلام الكلحي الصحفي في موقع درب، والكاتب الصحفي حسن القباني.
– الافراج عن الثلاثة تبعه أيضا تداول معلومات وأخبار بخروج هشام فؤاد وخالد داوود لكن لم يتم الافراج عنهم حتي كتابة السطور الحالية، ودي تاني مرة تظهر أخبار عن الإفراج عن خالد داوود رئيس حزب الدستور سابقا المسجون منذ سبتمبر 2019 وبعدين ميخرجش.
– بالتأكيد كل من ساهم في خروج أي صحفي أو مسجون مظلوم يستحق الشكر، والخبر يستحق التهنئة، لكن توقيت الإفراج مهم، وده يخلينا نسأل أسئلة مهمة حوالين ملف الصحفيين المحبوسين في مصر؟
*****
ليه اتقبض علي الصحفيين الثلاثة؟
– مصطفي صقر تم القبض عليه في منتصف إبريل 2020، يعني بقالة تقريبا سنة علي ذمة الحبس الاحتياطي. مصطفي هو مؤسس شركة بيزنس نيوز اللي بتطلع جرنال البورصة ودايلي نيوز إيجيبت.
– نيابة أمن الدولة حبسبت مصطفي علي ذمة القضية رقم 1530 لسنة 2019، وقبل كدة في 2016 كانت لجنة حصر أموال الاخوان المسلمين تحفظت في 2016 علي أموال صقر وأرصدة وأصول الشركة رغم أنه الشركة بتاعته وجرنال البورصة هو جرنال إقتصادي ذو طابع يهم رجال الأعمال اللي معظمهم من مؤيدي النظام.
– الرئيس السيسي نفسه كتب مقالين في ديلي نيوز ايجبت المملوكة لشركة مصطفي صقر في 2014 عن رؤيته الاقتصادية، وفي أكتوبر 2015 كتب مقال تاني عن رؤيته الاقتصادية وما تم إنجازه من خطط إصلاح اقتصادي، ودي كانت رسايل موجهة للمستثمرين في بعض المؤتمرات الاقتصادية زي مؤتمر مؤسسة “يورومني” 2015، للأسف المقالات دي اتحذفت بعد القبض علي مصطقفي صقر في 2020.
– في 2020 اتقال أنه تم القبض علي مصطفي بسبب تحليل اقتصادي للجريدة بيتوقع انه يحصل بعض الانخفاض للجنيه أمام الدولار تأثرا بالسحب من الاحتياطي النقدي بعد أزمة كورونا، ولو فعلا ده كان السبب، فأكيد ده مجرد تحليل اقتصادي عادي وموجه لجمهور متخصص كمان.
– إسلام الكلحي الصحفي في موقع درب كان اتقبض عليه في سبتمبر 2020 أثناء تغطية احتجاجات أهال المنيب بعد مقتل الشاب اسلام الأسترالي علي ايد الشرطة، وفي نفس الشهر نيابة أمن الدولة العليا ضمته لقضية 855 لسنة 2020 واللي فيها كثير من الصحفيين والنشطاء السياسسين المتهمين بالتهمة الجاهزة بتاعه نشر أخبار كاذبة كان منهم معتز عبدالوهاب وحازم حسني وزياد أبو الفضل.
– حسن القباني تم القبض عليه مرتين مرة في يناير 2015 بتهمة التخابر، وتم الافراج عنه بتدابير احترازية بعد سنتين من الحبس الاحتياطي في نوفمبر 2017، وتاني تم القبض عليه في سبتمبر 2019 بعد نهاية فترة التدابير الاحترازية اللي قضاها ولم يُعرض على نيابة أمن الدولة العليا إلا في 26 نوفمبر 2019 اللي اتهمته التهم المعتادة بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وارتكاب جريمة من جرائم التمويل، ونشر أخبار وبيانات كاذبة.
– أيضا في الأثناء تم القبض علي زوجته آية علاء في يوليو 2019 بسبب نشاطها في التدوين عنه أثناء فترة سجنة في سجن العقرب.
*****
هل ده له علاقة بانتخابات نقابة الصحفيين؟
– أي متابع ممكن يربط بين الاثنين خاصة أنه الإعلان جه علي لسان ضياء رشوان اللي بيجمع منصب النقيب مع منصبه الحكومي كرئيس الهيئة العامة للاستعلامات .
– لكن ضياء رشوان نفي ده وكتب علي صفحته أنه “السعي للإفراج عن الزملاء المحبوسين احتياطيا، ليس مناسبة انتخابية ولا هو جهد عارض، بل هو واجب دائم أقوم به في كل الأوقات وفي أي موقع كنت.”، وذكر أسماء بعض اللي ساهم في الافراج عنهم قبل كده خارج موسم الانتخابات زي هشام جعفر وعادل صبري وعوني نافع وغيرهم.
– لكن طبعا وحتي بالتسليم بأنه ضياء رشوان بيقوم بجهد من أجل الإفراج عن الصحفيين المحبوسين علي ذمة قضايا رأي، واللي هو دورة يعني بحكم موقعة كنقيب للصحفيين إلا أنه التزامن بين الإفراج عن الثلاث صحفيين وموعد الانتخابات المقرر لها في 19 مارس القادم بالتأكيد مش صدفة.
– الانتخابات بتأتي في ظل ظرف دقيق للجماعة الصحفية في مصروفي ظل استمرار للتدهور المستمر في مؤشرات حرية الصحافة في مصر، بالتالي من المنطقي أن يسعي ضياء رشوان لبعض المكاسب عشان ياخد أصوات ودعم الجمعية العمومية للصحفيين اللي بينهم استياء كبير بسبب الأوضاع.
– بخلاف الثلاثة المفرج عنهم في مصادر بتؤكد أنه في ثلاثة أخرين هيخرجوا وهما خالد دواوود الصحفي ورئيس حزب الدستور السابق، وهشام فؤاد الصحفي، وحسام مؤنس الصحفي وعضو التيار الشعبي,
*****
– طبعا كل الشكر والتقدير لأي حد بيبذل جهد للإفراج عن معتقل مظلوم، لكن اللي حصل يخلينا نسأل عن دور القضاء والنيابة واستخدام آلية الحبس الاحتياطي لترهيب الناس كلها ومنهم الصحفيين.
– في حالة مصطفي صقر والكلحي والقباني وغيرهم مكنش مفروض أنه الناس دي تقضي شهور وسنوات في السجن بدون محاكمة، وغيرهم لسه عشرات الصحفيين.
– مهم كمان نشوف إن المشهد الحالي بيبين لنا أهمية الانتخابات حتي لو في نقابة تحت ضغط شديد من الأجهزة الأمنية اللي حققت أغلب أهدافها فيها بالفعل، وسيطرت على الإعلام والصحف والقنوات، لدرجة استمرار وجود السقالات طول الوقت قدام النقابة لمنع أي مظاهرات أو وقفات على السلم زي زمان.
رغم كدة ملف الصحفيين المسجونين والحريات الصحفية بقى مطروح على أجندة المرشحين كلهم، مش بس النقيب الحالي، ونتمنى ده يستمر من الكل بعد الانتخابات ميبقاش بس مواقف انتخابية.
– الانتخابات وأي عملية ديمقراطية حتي لو جزئية أو فيها مشاكل بتخلي صانع القرار يخاف من العقاب الانتخابي بالتالي بيكون حريص علي تمرير إصلاحات، طبعا في أي دولة طبيعية ده المفروض تكون طبيعة عمل أي نقابة وهي الدفاع عن مصالح أعضاءها وحريتهم في ممارسة مهنتهم.
*****
في النهاية بنفتكر قائمة الصحفيين المسجونين في مصر 24 صحفي محبوس بحسب إحصاءات اللجنة الدولية لحماية الصحفيين في 2020، منهم علي سبيل المثال لا الحصر :
1. إسماعيل الإسكندراني (مقبوض عليه منذ 29 نوفمبر 2015، وصادر ضده حكم بالسجن 10 سنوات).
2. معتز ودنان (مقبوض عليه منذ 16 فبراير 2018)
3. مصطفى الأعصر (مقبوض عليه منذ 4 فبراير 2018)
4. عبد الرحمن عوض عبد السلام (مقبوض عليه منذ 2 يناير 2019)
5. محمد حسن مصطفى (مقبوض عليه منذ 16 سبتمبر 2019)
6. محمد رضوان محمد، الشهير بأكسجين (مقبوض عليه منذ 21 سبتمبر 2019)
7. مصطفى الخطيب (مقبوض عليه منذ 13 أكتوبر 2019)
8. سولافة مجدي (مقبوض عليها منذ 26 نوفمبر 2019)
9. حسام الصيّاد (مقبوض عليه منذ 26 نوفمبر 2019)
10. أحمد شاكر (مقبوض عليه منذ 28 نوفمبر 2019)
11. أحمد محمد أحمد علّام (مقبوض عليه منذ 25 أبريل 2020)
12. عامر عبد المنعم أحمد (مقبوض عليه منذ 18 ديسمبر 2020)
13. حمدي الزعيم (مقبوض عليه منذ 4 يناير 2021)
14. حمدي عاطف هشام عبد الفتاح (مقبوض عليه منذ 4 يناير 2021)
15. أحمد محمد خليفة (مقبوض عليه منذ 6 يناير 2021)
16. جمال الجمل (مقبوض عليه منذ 22 فبراير 2021)
نتمني أنه يخرج كل الصحفيين والسياسيين المحبوسين بتهم واسعة وفضفاضة وأنه النظام الحاكم يدرك أن الخلاف في الرأي عادي ومنطقي في أي بلد عادي والحل له مش سجن الناس.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *