– في إطار حملتنا #حقها عن وضع المرأة في مصر، النهاردة هنعيد التذكير بواحدة من أخطر المشاكل، وهي جريمة ختان الإناث زي ما بيسموه في مصر بينما الاسم العلمي ليه هوا “تشويه الأعضاء التناسلية”.
– ورغم إنه فعل مجرم قانونًا لكنه لا يزال واسع الانتشار نتيجة عادات متوارثة ومحاولة إلصاقها بثقافة دينية، وللأسف ده خلانا في وضع سيء جداً.
******
إيه هو ختان وإيه جذوره في مصر؟
– ختان الإناث هو ازالة أجزاء من الاعضاء التناسلية للطفلة ممكن تشمل كل أو جزء من البظر والشفرات، ما يسبب أضرار كبيرة جسدية ونفسية.
– وللأسف العادة دي مرتبطة بسياق ثقافي سيء بيبرر الأمر بكلام عن “حماية الشرف” أو الحفاظ على البنات والسيدات من الانحراف.
– أكبر دليل إنها مجرد عادة قديمة إنها موجودة في مصر من قبل دخول الإسلام، وانها موجودة في دول أفريقية غير اسلامية، واتنقلت لعدد محدود جدا من الدول العربية الأفريقية زي السودان والصومال وموريتانيا، لكن باقي الدول الإسلامية في العالم كلها مفيش فيها الظاهرة دي بما فيها دول الجزيرة العربية زي السعودية ودول الخليج.
– وبالتأكيد الدول العربية والإسلامية في المغرب العربي أو الخليج أو الشام أو آسيا مش كلهم ميعرفوش حاجة من “شعائر الإسلام” أو نقول أنهم “فاسدين أخلاقيًا”.
***
إيه الأضرار الطبية للختان؟
١- مشاكل جسدية مباشرة في العلاقة الجنسية بعد الزواج بتحرم المرأة من القدرة على المتعة الجنسية، والأطباء بيقولو ان بظر المرأة يقابل تشريحيا العضو الذكري للرجل، يعني ده عضو في الجسم زي أي عضو مش مجرد “حتة جلد” زي ما البعض بيردد بجهل، وأزواج كتير بيشتكوا من أزمات مختلفة ده سببها.
٢- مضاعفات العملية الخطيرة، زي النزيف الحاد لان المنطقة غنية بالأعية الدموية ما قد يؤدي للوفاة، وأيضا لإن المنطقة غنية بالأعصاب قد يسبب صدمة عصبية تؤدي للوفاة برضه.
٣- التئام الجرح بيعمل “ندوب” (يعني مكان الأنسجة الطبيعية بتتكون ألياف أكتر صلابة) فد تسبب تضيق فتحة البول واحتباسه المستمر، أو تضيق فتحة المهبل وآلام شديدة بالدورة الشهرية.
٤- مشاكل نفسية في العلاقة الزوجية، بعض البنات بتجيلهم صدمة نفسية تتعقد من أي اقتراب من المكان ده في جسمها، أو بالعكس قد يصيبها هوس بالمكان ده في جسمها.
– بالإضافة لتأثيرات نفسية عديدة زي الصدمة والاكتئاب والقلق وانخفاض تقدير الذات، ودي كلها تأثيرات نفسية سلبية وبتاخد فترات طويلة للعلاج والتكيف معاها.
٥- أبحاث حديثة وجدت علاقة وثيقة بين الختان ورفع نسبة احتمال العقم.
– في ٢٠٠٥ باحثين من معهد كارولولينسا في السويد اشتغلوا على دراسة في السودان وجدت إن نسبة العقم بتزيد ٥ إلى ٦ مرات عند المختونات عن غير المختونات، بسبب تعرضهن للعدوى البكتيرية اللي بتوصل للجهاز التناسلي، أو الالتهابات والندوب.
– نفس النتايج بيأكدها أطباء مصريين، مثلا الدكتور حسين فايد، أستاذ امراض تأخر الانجاب بطب الأزهر، قال في مؤتمر علمي بمصر ٢٠١٤ ان ختان الإناث من الأسباب الرئيسية لحالات العقم في مصر.
٦- مضاعفات أثناء الولادة، لإن المكان اللي تعرض للجراحة والندوب قد يؤدي لتضيق المهبل وعسر الولادة وخطورة على الطفل، أو يؤدي لنزيف الأم وخطورة عليها تصل للوفاة.
وممكن كمان تقروا على هاشتاج #حكايات_الختان تجارب مؤلمة لبنات اتعرضوله وبيحكو عن المآسي اللي عانوا منها.
****
إيه الوضع الحالي للظاهرة في مصر؟
– وعلى الرغم من تجريمه في مصر من 2008 وتغليظ العقوبات بشكل مستمر لحد ما وصلت مؤخرًا لتشديد عقوبة الختان بالسجن لحد 10 سنين للي يقوم بالجريمة دي، وتشديد العقوبة إذا أدت لوفاة الفتاة أو البنت لحد 20 سنة سجن.
– على الرغم من التشديد ده وبعض التراجع اللي بدأ يحصل عن الجريمة دي إلا إن الستات والفتيات في مصر لسه بيعانوا من الجريمة دي بشكل واسع الانتشار.
– بحسب منظمة اليونسكو وإحصاءات من سنة 2004 لسنة 2015 فنسبة انتشار الختان في مصر من سنة 15 لـ 50 سنة، هي 87% ودي طبعًا نسبة كبيرة جداً رغم التراجع في السنوات الأخيرة من 97 % – 87 %.
– عشان يبان قد إيه الوضع شديد السوء خلينا نشوف أكتر الدول المنتشرة فيها نسب الختان في الشكل الموجود بالصور. وهنلاقي الدول اللي تخطت نسبة الختان فيها 75% من السيدات، هما السودان وإثيوبيا ومالي وإريتريا والصومال ومصر.
– وعشان يبان أكتر تفاصيل عمليات الختان في مصر ممكن نشوف تقرير المسح السكاني الصحي سنة 2014، واللي بيقول إنه نسبة انتشار الختان بين الأمهات المتعلمات هي 51 %، بينما نسبة انتشارها بين الأمهات الأميات 79%.
– نفس التقرير بيقول إنه الختان بيرتبط أكتر بالفقر وانتشاره بين الأسر ذات الدخل المنخفض حوالي 83%، وإنه نسبة انتشار الختان بين السيدات في الريف 95 % بينما النسبة دي في الحضر والمدن بتبلغ 86%.
– والأرقام دي تدينا مؤشرات واضحة عن جذور المشكلة، إنه الانتشار كبير في مصر كلها طبعاً، لكن زيادة الفقر والدخل المنخفض والأمية بيساهموا في رفع معدلاته.
******
هل فعلاً المبررات الدينية اللي بتتقال لختان الإناث صحيحة؟
– حسب الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية ختان الإناث مش ممارسة إسلامية، ومفيش أمر أو أي إشارة في القرآن الكريم لختان الإناث، ومفيش دليل واحد من السنة النبوية الصحيحة على وجوب ختان الإناث، وتعاليم الإسلام زي ما موقف الأزهر بيقول بتؤكد حرمة الجسد وحق الإنسان (الرجل والمرأة) في أن ينعم بصحة جسدية ونفسية سليمة.
– تعاليم الإسلام بتؤكد حق المرأة في علاقة زوجية ناجحة ومُشبِعة، وبترفض الموروثات والمعتقدات الإجتماعية اللي بتدفع المجتمع لإجراء الجريمة دي، وخاصة بعد ما العلم أكد مرارا إن الممارسة دي ضارة للغاية، يعني مفيش إجماع على حكم شرعي فيه، ولا دليل علمي على أي فائدة له، بل بالعكس أضراره جسيمة، لذلك هو جريمة وفقط.
صحيح إن التجريم والتحريم شيء حديث نسبيا ومرتبط بتقدم المعرفة العلمية والاجتماعية، لكن فتاوى التأكيد على عدم وجود أمر ديني بيه قديمة، ودار الإفتاء المصرية ليها فتوى شهيرة مستقرة من الخمسينات بخصوص نفس الموضوع، بإنه الختان هي عادة عرفتها بعض القبائل العربية لظروف معينة تغيرت الآن.
– الأزهر اعتبر ان بعض المذاهب وضعته في إطار المباح فقط، لكن إسلاميا ممكن منع المباح إذا ترتب عليه ضرر، بناء على قاعدة: “لا ضرر ولا ضرار”، لذلك يجوز منع ختان الإناث استناداً لقاعدة “تقييد المباح إذا ترتب عليه ضرر أو مفسدة”.
******
– وطبعًا ده كله ميخليناش ننسى كتير من الوفيات اللي اتعرض ليها فتيات وبنات صغيرين في السن بسبب عمليات الختان، وكتير من الأطباء اللي بيرتكبوا الجريمة دي بيقولوها تحت مبرر إزالة كيس دهني أو عملية تجميل في المنطقة دي.
– أي طبيب بيحترم نفسه، وبيحترم مهنته لا يمكن يشترك في جريمة زي دي، بتدمر حياة إنسانة، ناهيك عن إنه دا جريمة قانونية مكتملة الأركان.
******
– بكل أسف ظاهرة وجريمة الختان واحدة من أكتر القضايا اللي بتتظلم فيها الستات في مصر من صغرها، وبتمثل واحدة من أهم معالم تعامل المجتمع مع النساء، ودا بيتفرض بشكل مباشر عن طريق التحريض والتشجيع والقيام بالفعل، أو السياق الثقافي اللي بيوصم الأهالي اللي بيرفضوا عمليات الختان أو اتهام البنات بالانحراف الأخلاقي.
– وضروري هنا نقول إن جريمة الختان مبتمنعش الرغبة الجنسية، لكن بتأثر بشكل مباشر على درجة الاستمتاع، وبالتالي بيتحرم النساء من الاستمتاع الجنسي، وتبعات دا النفسية بتبقى شديدة على الست وعلى جوزها كمان.
– في شيء إيجابي إلى حد كبير بدأ يظهر في السنين الأخيرة، وهي عمليات ” الترميم” اللي بتحصل للأعضاء الجنسية للسيدات، ودي بتحاول تعالج وتحد من آثار جريمة الختان، بعلاج نفسي وعلاج غير جراحي وأحياناً علاج جراحي، بالتالي لازم يكون فيه برامج متخصصة ترعاها الدولة لجبر الضرر لمن تم تختينهن سواء عن طريق تقديم الدعم النفسي اللازم أو عمليات الترميم، وشفنا مؤخرا مبادرات مميزة في الملف ده.
******
– ساعدوا أهاليكم ومعارفكم على نهاية المآساة اللي بتدمر حياة بناتنا دي، وعوا الناس بالمخاطر النفسية والطبية للجريمة دي واللي بتروح ضحيتها سعادة البنت وانبساطها واللي هي حقوق طبيعية وبديهية ليها كإنسانة.
– الأخلاق الكويسة والأخلاق السيئة ملهمش علاقة بالأعضاء التناسلية، لكن ليها علاقة بالوعي والإدراك وحسن التربية، ودي أمور بيتساوى فيها الراجل والست تماماً.
– ومستمرين معاكم في كلامنا عن الجرائم والانتهاكات اللي بتتعرض ليها الستات في مصر.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *