أول امبارح الرئيس السيسي ألقى خطاب في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، الندوة اللي اتعين فيها اللواء كامل الوزير بمنصب وزير النقل.
كلام كتير قاله الرئيس في الخطاب ده يستحق نقف عنده ونحلله ونناقشه، وبنشوف إنه بيعبر عن طريقة تفكير الرئيس والمجموعة المحيطة بيه، وطريقة الحكم في مصر دلوقتي.
*****

“هوا أنا وعدتكم وأخلفتكم؟”
– أيوة، أهم وعد وعدته وأخلفته كذباً للأسف يا رئيس مصر هوا وعدك في كذا حوار إنه لن يتم تعديل الدستور، ولن يتم التلاعب بفترات الرئاسة!

– الجملة دي اتقالت في سياق إنه موعدش بحاجة في الوضع الاقتصادي الصعب ده فمفروض الشعب يستحمل، لكن الكلام ده مناقض لوعود محددة قالها قبل كده بخصوص الوضع الاقتصادي تحديدا، كرر قبل كده ادوني 6 شهور وادوني سنتين وهتشوفوا مصر تانية، ده غير سيناء اللي كلف بانهاء الارهاب فيها في 6 شهور بعدين اتمدت لسنة، وغيرها كتير من الوعود الشبيهة بمدى زمني، واللي حصل أنه المصريين استنوا والوقت ينتهي والوعد ميتحققش.
*****

– الرئيس حلف 3 أيمان “والله والله والله كل المدن الجديدة دي ما معمولة من موازنة الدولة” وكمل أنه بيجيب الفلوس دي بأنه بيحول الأراضي اللي ملهاش قيمة لأراضي ذات قيمة مرتفعة وبيبع الأراضي دي وياخد الفلوس بيعمل بيها البنية الأساسية.

– والحقيقة الموضوع ده من أكتر الحاجات غير المنطقية اللي بيتم ترويجه حالياً، زي ما قلنا سابقا موضوع ان الفلوس دي برة الموازنة فملكوش دعوة بيها هو كلام خادع، لأن شركة العاصمة الإدارية هي مملوكة 51 % للقوات المسلحة و49 % لهيئة المجتمعات العمرانية، أكيد ده مش مال خاص بل عام، وبيديره موظفين حكوميين، ومفروض بيخضعوا لرقابة من البرلمان والأجهزة الرقابية.. المفروض يعني.
– فلما نسمع أرقام إن تكلفة إنشاء المرحلة الأولى حوالي 300 مليار جنيه منهم 140 مليار جنيه مرافق بس، طبيعي نتسائل عن الحسابات وازاي ده فعلا لا يؤثر على الموازنة، أو على “تكلفة الفرصة البديلة” لو كان اتعمل بيها حاجات تاني.
– فكرة أنه موازنة هيئة المجتمعات العمرانية او غيرها مش مرصودة بشكل كامل جوة الموازنة العامة للدولة، فده مش معناه إنه مش مال عام ولازم يخضع للمراقبة. يعني في النهاية دي بتعبير الرئيس أراضي الدولة، يبقى فلوس البيع دي مال الشعب ولا لا؟ هل احنا نعرف بكام؟ وهل تم استخدامها بالشكل الأمثل؟ فين التقارير الفنية للاستثمارات الجديدة اللي بتعملها الحكومة؟ ايه حقيقة وتفاصيل القرض الصيني وغيره من القروض؟ كل دي أسئلة لو الرئيس مهتم فعلا بالشفافية وبيقول للمصريين على الكبيرة والصغيرة لازم يقولها أو كنا نشوف برلمان جاد يسألها، والوزراء يحترموا البرلمان اللي المفروض بيمثل إرادة الناس.
*****

– “بيقولو لي أنه هيحصل مشكلة بالحسابات وبالعلم في 2060، قلت لهم قسما بالله لابد من التصدي .. لا احنا نتصدي ليها من دلوقتي ونعلمها صندوق وميبقاش في مشكلة .”

– طيب ليه مقلتش لينا، إحنا المصريين اللي هنتأثر، إيه المشكلة اللي هتظهر كمان 40 سنة دي؟ وايه الصندوق اللي هنعمله من دلوقتي مادام أكيد كلفته من جيوبنا برضه؟
مصر فيها أساسا مشكلة في التخطيط قصير المدى، الرئيس نفسه قال قبل كدة “أنه لو مشينا بدراسات الجدوى مكناش حققنا 25 % من الإنجازات .” فجأة كدا وبدون مقدمات بقينا قادرين نتوقع الأزمات كمان 40 سنة؟ ده أدعى إننا نعرف.
– ولو احنا توقعاتنا الطويلة بالقوة دي ليه مكنتش ياسيادة الرئيس قادر تعرف سبب الأزمة الدولارية اللي حصلت؟ واللي من أسبابها السرعة غير المبررة بانجاز تفريعة قناة السويس الجديدة؟ مع إنها كانت واضحة واتنصح بيها؟ طيب إذا كنت عارف مشكلة هتحصل بعد 40 سنة وعارف حلها، فليه مش بتحل الأزمة الاقتصادية الحاليةأو بتقدم مدى زمني واضح ليها؟ مش حياة الناس دلوقتي أولوية زيها بالظبط زي حياة الأجيال الجاية؟
*****

– الرئيس قال انه اتاخر في اختيار وزير النقل الجديد عشان البرلمان في أجازة، والحقيقة إنه السبب ده مينفعش نقبله لأن قبلها تم اختيار وزير جديد للإسكان بدون العرض على البرلمان، وهتلاقوا في المصادر تصريح لوكيل البرلمان أحمد الشريف وهو بيأكد إنه قرار التعيين ده متعرضش على البرلمان، ده غير ان كلنا عارفين وضع البرلمان ده، وبالتالي صعب جدا نصدق المبرر اللي قاله الرئيس.
*****

– كمان بنفس الطريقة القديمة اللي اتعودنا عليها من الرئيس السيسي وهي طريقة اختصار توقيت تنفيذ المشاريع للنص، وانه في 30 يونيو 2020 هيكون عندنا مرفق كامل جديد للسكة الحديد. بس إزاي؟ فين دراسة الجدوى؟ التكلفة المالية؟ مين هيعمل ده؟ خطواته إيه؟ طيب ده هيتعرض امتى على الرأي العام وعلى البرلمان عشان العقول المصرية صاحبة الخبرة في المجال ده تقدر تشارك ولا لأ؟ مفيش أي كلام اتقال في النقطة ده باعتبار إنها أسئلة مش المفروض نسألها رغم إنها فلوسنا وخدمة لينا إحنا كمواطنين لازم نقيم جودتها ونعرف بتتدار إزاي !
*****

حروب الشائعات والجيل الرابع والخامس

– محور كلام الرئيس كله كان علي فكرة أنه بيخاف على مصر من الداخل مش من الخارج، من حروب الشائعات وحروب الجيل الرابع والخامس وهو نفس الكلام اللي بيكرره الرئيس والإعلام.
– الرئيس في الندوة التثقيفية رقى اللواء كامل الوزير، وعينه وزير النقل، وقال أنه في شائعات طلعت أننا هنعين واحد ميت، يقصد البوست بتاع تويتر اللي في شخص عملة عشان يختبر مدى مصداقية الإعلام المصري.
– الحقيقي الشائعة دي روج ليها ناس كتير معظمهم من صحف وبرامج توك شو بتاخد تعليماتها من الأجهزة الأمنية، ودا يخلي الموضوع مثار للضحك فعلا لأنه لو الرئيس والأجهزة عايزين اعلام يقوم بدوره فعلا يبقي لازم الاعلام دا يكون حر وغير موجه عشان يعرف يعمل شغله، ولو عندنا إعلام حر فعلاً كان هيقدر يسأل ويناقش ويكشف الحقيقة، لكن وسائل الاعلام المصرية كلها بقت بتمشي حسب التعليمات الأمنية وحتى لما بتحصل حادثة زي حادثة القطر فوسائل الاعلام الأجنبية هي اللي بتنشر بسرعة لكن القنوات والصحافة المصرية مبقتش تقدر تكتب سطر قبل البيان الرسمي اللي ممكن يتأخر لساعات.
– الرئيس أتكلم أيضا عن موضوع اتهام الجيش بقتل المتظاهرين في محمد محمود وماسبيرو وقال انه دي حرب شائعات لهدم الدولة المصرية، والرد دا جاي بعد إعادة انتشار تسريبات ويكيليكس مرة تانية واللي أعلن عنها اول مرة في 2018 حوالين علاقة الجيش بأحداث محمد محمود وماسيبرو.
– وبعيدا عن التسريبات في كتير من الفيديوهات كانت واضحة وبتنقل مين فعلاً كان بيقتل المتظاهرين، وإنه في متظاهرين اتقتلو بايد قوات الأمن فعلاً، مهما حلف الرئيس إنه كان حريص وقتها إنه مفيش مصري يتقتل لكن الحقيقة إنه ده محصلش والفديوهات مالية اليوتيوب لو تحبوا ترجعولها.
– الرئيس لمح كمان انه دا زي اللي حصل في يناير لما قالوا على الداخلية أنها قتلت المتظاهرين ! فالحقيقة كمان إنه مش بس الفديوهات اللي بتقول إن كلام الرئيس غلط، لأ كمان في تقارير لجان تقصي حقائق شاركت فيها النيابة العامة ومستشارين من القضاء ومثبت فيها الرصاص اللي الناس اتقتلت بيه في ثورة يناير وما بعدها، وهتلاقوا في المصادر لينك لأحد التقارير ده.
*****

– في مقطع مهم الرئيس قال فيه عن نفسه مشكلتي إني صادق جدا وشريف جدا وأمين جدا
– خلينا نقول هنا إنه شرف الرئيس ونزاهته مش في إنه بيسرق فلوس وخلاص، وده للعلم منقدرش نحكم عليه بشكل عام لأن الرئيس سلطته حاليا يختار ويقيل رؤساء الأجهزة الرقابية، وكمان الرئيس مقدمش إقرار ذمة مالية في انتخابات 2018 ومعندناش أي تقاريررقابية منشورة عن ده رغم نصوص الدستور.
– لكن ولو افترضنا فعلاً ده، هل شرف الرئيس هو بس الذمة المالية؟ طيب هل من الشرف إنه إرادة الناس تتزيف وتتعمل انتخابات برلمان قوائمها بيتم دعمها وإعدادها في مقرات الأجهزة الأمنية؟ هل من الشرف إنه المواطنين والشباب يتحبسوا عشان بيقولو رأيهم ولو حتى على الفيسبوك؟ هل من الشرف إنه يتم إعتقال وتخويف أي شخص فكر في الترشح قدام الرئيس في الانتخابات؟ ده كلها تصرفات بعيدة تماماً عن قيم الشرف.
– كمان الرئيس قال إنه هيحاسبنا قدام ربنا زي ماحنا بنحاسبه دلوقتي، والحقيقة وبغض النظر عن الجوانب الدينية، فالحقيقة هو جزء من مسؤولية أي رئيس إن الناس تحاسبه، والحقيقة كمان إنه الناس في مصر عاجزة فعلاً إنها تحاسب الرئيس على الموارد اللي بيتم إهدارها وعلى الحريات اللي بيتم قمعها بالسجن وقفل الاعلام والمجتمع المدني، وعلى هروب الكوادر وإحجام الناس عن المشاركة السياسية، ده كلها أفعال تستوجب المحاسبة فعلاً والمسؤول عنها الرئيس لوحده، ولو في محاسبة بتحصل فعلاً فأكيد هيبقى في ضمانة لعدم تكرار الأفعال ده بعدين لكن المشكلة إنه ده مبيحصلش.
*****

– أخيراً الطريقة اللي بنتحكم بيها ده هي نفس الطريقة اللي اتحكمنا بيها من يوليو 1952 والمشكلة واضحة جداً هي إنفراد رأس السلطة بالحكم وإبعاد المواطنين عن المشاركة في القرار، وطول ما الطريقة ده موجودة فمن الصعب جداً يحصل أي تقدم حقيقي مستقر، إحنا مش عاوزين غير تغيير سلمي يضمن حقنا في المشاركة والسؤال والمعرفة والحساب وللسبب ده فاحنا بنجدد دعوتنا لكل مواطن مصري، ارفض التعديلات الدستورية الحالية لأن مصر تستحق تتحكم بشكل أفضل من ده.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *