مبروك للمهندس شريف المراكبي، المصري اللي ممكن يكون واحد من اللي بيغيروا شكل العالم كله دلوقتي.
في أبريل الماضي تم تعيين شريف المراكبي مدير برنامج السيارات ذاتية القيادة في شركة أوبر .. من أسبوع أوبر اعلنت أن أول سيارة ذاتية القيادة هتكون على الطريق في مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية خلال أسابيع .
مجلة أوتوموتيف، أشهر مجلة سيارات عالمية، نشرت تقرير عن السيرة الذاتية للمهندس المصري، اللي قالوا إنه لو نجح في خطته للدفع بأول ١٠٠ عربية ذاتية القيادة من طراز فولفو إكس سي ٩٠، هيكون وصل بشركته أوبر لقمة سباق المجال ده بالعالم.
حالياً بيحصل سباق بين كيانات ضخمة بمليارات بلا حصر، أوبر وتسلا وجوجل وفورد وبي إم دبليو، كلهم بيتسابقو للوصول لأحسن وأأمن تقنية لجعل العربيات تسوق نفسها بنفسها، وده هيخلي العالم مكان أكثر أمناً بيموت فيه ناس أقل بكتير بالحوادث، والمرور هيكون تنظيمه عالمياً أفضل، وده إيجابي لتوفير استهلاك الوقود عالمياً، وبالتالي تقليل التلوث وأزمة الاحتباس الحراري عالمياً، لكن أهم سلبياته برضه خسارة ملايين السائقين لوظائفهم، وده بدوره محل نقاش عالمي طويل حالياً.

*****

شريف المراكبي من مواليد القاهرة عام ١٩٦٦، بعد الكلية سافر إلى أمريكا وحصل على الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة ماريلاند، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ميشيجان.
اشتغل في شركة فورد الأمريكية للسيارات لمدة ٢٥ سنة، لحد ما وصل لمنصب مدير الهندسة والالكترونيات العامة في الشركة، وكان من اسهاماته المشاركة في تطوير “السيارات الهجينة”، يعني العربيات اللي بتشتغل بالوقود وبرضه ممكن تشتغل بالكهرباء، وكمان بالطاقة الشمسية.
العربية فورد فيوجن حالياً من أكثر السيارات الهجينة اننتشاراً بالعالم.

*****

في كلامه مع مجلة أوتوموتيف المهندس شريف المراكبي بيأكد على إن كل اللي عمله وهيعمله الفضل الأكبر فيه للعمل الجماعي مش لشخصه.
بيقول: “بالتأكيد هذا ليس عرض رجل واحد، بل هناك فريق كبير جدًا هنا .. لكنني أتحمل مسؤولية التكامل التام لجميع التكنولوجيات في سيارات فولفو، وكل التكامل البرمجي، الميكانيكي والكهربي داخل السيارات.”
“لا أريد الزعم بأنني مسؤول عن الأمر بالكامل، بل هناك فريق فني قوي للغاية كان موجودًا هنا قبل فترة طويلة من مجيئي”.
حالياً يدير المراكبي فريق من ٤٠٠ خبير، يشملوا مهندسين سيارات وخبراء روبوتات، ومبرمجين.
ماري رايت المديرة السابقة لتكنولوجيا النقل المستدامة وبرنامج السيارات الهجينة في فورد وصفت شريف المراكبي بأنه “قائد قوي رغم تواضعه”، وقالت للمجلة إنه تعتقد إنه الرجل المناسب لهذا العمل المعقد لأنه “يعمل بشكل جيد جدًا عبر التخصصات المختلفة ودائماً ما يعطي الأولوية للفريق”

*****

دروس كتير ممكن نتعلمها من قصة شريف المراكبي:
-من جديد نموذج تاني يؤكد إن مفيش شعب بطبيعته غبي أو ذكي، أو ناجح أو فاشل، المهم الإدارة والنظام والكفاءة والعدالة، اللي يتظهر المواهب وترفع القدرات، وبتخلي الدول أو الشركات الكبرى تستفيد من امكانيات كل انسان، ويتكامل مع امكانيات غيره، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو الانتماءات الدينية والسياسية والعرقية.
– التعليم.. لولا ان شريف سافر بره واتعلم في الجامعات المحترمة، ثم بعدها لقى الفرص لتطبيق علمه في الشركات دي، مكانش اتحققله النجاح ده.
التعليم مش بس مهم للأفراد، التعليم مفيد للدولة ومش بس اجتماعياً وثقافياً، بل كاستثمار اقتصادي بحت، المليارات الهائلة في صناعة التقنية دي مصدرها العقول والتعليم مش الموارد الطبيعية أو مشاريع الطوب والأسمنت. التعليم أولوية في أي مشروع سياسي أو اقتصادي حقيقي..
– الادارة ((علم)) مش فهلوة. ناس كتير في حكوماتنا والشركات عندنا، فاكرين الإدارة بالصوت العالي والفهلوة والقرارات المفاجئة والتخطيط الفردي العشوائي .. وناس كتير جداً فاكرين إنه كفاية الواحد يبقى ناجح بمجال علمي أو سياسي عشان ينجح في الإدارة .. الإدارة علم لا يقل أهمية عن الهندسة، ولولا ان شريف المراكبي درس إدارة أعمال في جامعة متشيجان جنب دراسته الهندسية، مكانش هيبقى عنده القدرة انه يدير ٤٠٠ خبير، يمكن بينهم اللي أفضل منه علمياً في جزء معين من شغله.
اتعلموا اللي انتم عاوزينه يا شباب ويا بنات، ميهمكمش الاستهانة بعلوم الإدارة أو أي علوم خارج ما يسموه عندنا “كليات القمة”، مش مهم المجال المهم التميز فيه، ومسايرة العصر ومتطلبات السوق .. اتعلموا وتفاعلوا مع المنصات الدولية في التعليم عن بعد لغاية ما نقدر نغير التعليم في بلادنا.
– العمل الجماعي هوا المفتاح لتحقيق الإنجازات.. في تصريحات المهندس شريف وكلام موظفين سابقين بشركات اشتغل فيها، دايما يشيروا لتقديمه فكرة العمل الجماعي وتواضعه رغم انه قائد متميز، دا مش بس درس للناس اللي شغاله في شركات دولية أو مشاريع .. دي نصيحة لكل سياسي وكل مواطن عنده الرغبة انه يساهم في تغيير بلاده .. حب الظهور الشخصي وتمحور المشاريع السياسية والإنسانية حوالين أفراد كلها أمراض في مصر وفي دول عربية مهم نتخلص منها ..

في صفحة الموقف المصري، من أول دقيقة بدأنا فيها الصفحة، كنا دايما بنركز على تقديم العمل الجماعي على التميز الفردي، البحث والخبرة على الصوت العالي، المجهولية علي حب الظهور، المبادرة على الروتين والرسميات.. شجعنا كتير من الأفكار اللي جاتلنا علشان نطلعها زي ما بتقرؤوها هنا وغيرها في الطريق.. وان شاء الله هنكمل بنفس القيم دي لغاية ما نغير بلدنا كلنا للأفضل..
*****

.كان ممكن شريف المراكبي نفسه لو كمل في مصر يبقى فاتح مركز صيانة عربيات وخلاص، وحتى دلوقتي بعد كل اللي وصله لو الحكومة طلبت منه يرجع مصر، مش هيكون بايديه عصاية سحرية.
العالم بيتجاوز فكرة العبقرية الفردية سواء في العلم أو في السياسة، ليكون محله العمل الجماعي والإدارة التشاركية، والبناء المتراكم، وآليات تقييم الأهداف والنتائج .. دي القيم اللي نتمنى تكون في بلادنا بايدينا ان شاء الله.
ونتمنى وقتها نقدر نخليها جاذبة لعودة المصريين المميزين بالخارج عشان يحسوا إنهم يقدروا يعملوا فارق في بلدهم فعلاً، مش نستدعيهم للاحتفال واللقطة وخلاص.
ألف مبروك تاني لشريف المراكبي..




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *