صفحة الموقف المصري بتعزي كل المصريين في وفاة الفنان جميل راتب، اللي اتوفى عن عمر 92 سنة.

ناس كتير بتحب أسلوب جميل راتب في التمثيل، لكن مش كتير اللي عارف معلومات عن محطات حياته ومواقفه من الحياة العامة، وحابين في البوست ده نتكلم عن بعضها.

*****

– جميل اتولد لأبوين مصريين سنة 1926، واتخرج من مدرسة الحقوق الفرنسية وبالتالي هوا من البداية شخص متعلم ومثقف.

– سافر عشان يكمل دراسته الجامعية في فرنسا، بعد ما خد منحة دراسة في مدرسة السلك السياسي، لكن لما راح هناك قرر يتجه لدراسة الفن من غير ما عيلته تعرف.

– بسبب انشغاله عن الدراسة واهتمامه بالتمثيل اتوقفت المنحة بتاعته، وكان تقدر وقتها ب300 جنيه، عشان كدا أسرته قطعت علاقتها بيه.

– وقتها قرر يشتغل في مهن مختلفة عشان يكمل الدراسة اللي حبها، فاشتغل كذا مهنة: مترجم وكومبارس ومساعد مخرج، وكمان شيال في سوق الخضار وجرسون في قهوة.

– اشتغل مساعد مخرج في فيلم زيارة السيدة العجوز لأنطوني كوين، ولما رجع مصر مثل القصة على المسرح، بإخراج محمد صبحي.
– حصل على جائزة الممثل الأول، وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر,

– أول ظهور سينمائي ليه كان في فيلم أنا الشرق سنة 1946، وكان بيمثل مع توفيق الدقن وحسين رياض وجورج أبيض، والفرنسية كلود جودار.
– بعد الفيلم ده رجع فرنسا تاني وبدأ يدرس الفن المسرحي بناء على نصيحة الكاتب الفرنسي أندريه جيد.

– سنة 1952 أدى دور في مسرحية الوريث مع فرقة فرنسية اسمها فرانسيز، لما جت مصر. الصحف الفرنسية نشرت عن دوره في المسرحية دي، لدرجة إن جريدة منهم قالت: “عندما يؤدي دوره على الخشبة في مسرحية الوريث فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوي وعينيه الحادتين”.

– سنة 1962 شارك بدور صغير في فيلم لورانس العرب. وشارك خلال مسيرته في 7 أفلام فرنسية، و3 أفلام تونسية من إنتاج فرنسي مصري مشترك.

– من أدواره المشهورة جداً كانت دوره المبدع “سليم البهظ” في فيلم الكيف، وأبو الفضل جادالله في مسلسل يوميات ونيس، ورشدي الخيال في فيلم طيور الظلام، ودكتور مفيد أبو الغار في مسلسل الراية البيضا، وظهوره المميز في فيلم تيمور وشفيقة.

– من أفضل الحاجات في شخصية جميل راتب انه متواضع جداً، يعني قبل كده قال انه أدى أدوار كانت ضعيفة، وعمل كدا عشان كان محتاج يشتغل، لكنه مش ندمان على أي دور مثله.

– حتى لما كان نفسه يعمل دور جمال عبدالناصر، قال عن نفسه إن الدور مش مناسب ليه، ومش هيكون مقنع وهو بيأديه، على عكس شخصيات تانية أداها بسهولة، وعجبت الناس جدا وكانت من أقوى أدواره، زي شخصية الدكتور مفيد أبو الغار المثقف اليساري في مسلسل الراية البيضاء.
– من الحكايات اللي تقول قد ايه كان شخص متواضع وأخلاقه راقية، كان في حوار مع مذيعة في التلفزيون المصري وقالتله لو حبيت توجه الشكر لحد توجه الشكر لمين فقالها 3 أشخاص، الأول سواق اتوبيس في الزمالك لما شافني وقف الاتوبيس عشان يسلم عليا ورجعله، والتاني كان في المطار ولقى عاملة نظافة بتقدمله هدية ازازة كوكاكولا كتعبير عن حبها واعجابها بيه، والتالت كان سواق تاكسي ركب معاه وبيحكيله عن أولاده فلما سأل استاذ جميل عن اولاده قاله “انا مبخلفش” قاله ولايهمك كلنا ولادك. – الفيديو بالمصادر أول تعليق.

******

وبالاضافة لتاريخه الفني والانساني كان ليه مواقف محترمة كتير في الحياه العامة والأحداث التاريخية بمصر:

– بيرفض الرقابة على الأفلام بشكل مطلق، عشان شايف ان الفن والتعبير لازم يتمتع بالحرية، ولازم يكون الباب مفتوح أدام كل الأفكار والقضايا، لكنه فقط مع تصنيف الأفلام حسب الفئة العمرية، عشان رسائل بعض الأعمال ممكن ما تبقاش مناسبة او أكبر من استيعاب الأطفال قبل سن معين.
– خلال فترة استقراره في مصر، انضم لحزب التجمع كتعبير عن انحيازاته اليسارية للعمال والفقراء اللي اشتغل في وسطهم شيال في سوق الخضار، وده كان في عز مواجهات الحزب مع السادات، وده كان سبب ان المنتجين بيرفضوا ويخافوا يتعاملوا معاه، لحد ما الرئيس السادات سلمه جايزة الدولة كتاني أحسن ممثل في فيلم الصعود إلى الهاوية عن دور أدمون، وبعدها بدأت عروض تنهال عليه.

– المحامي زياد العليمي حكى إن جميل راتب قدم بلاغ للنائب العام سنة 2003 هو ومجموعة شخصيات عامة، للتحقيق في وقائع تعذيب المتهمين بالتظاهر ضد الحرب على العراق.

– شارك في ثورة يناير، وكان بيطالب الثوار بعدم مغادرة الميدان بعد خلع مبارك، وقال “إوعوا تسيبوا الميدان، إنتم شيلتوا حرامي ولسة باقي العصابة”

– رغم انه كان معارض للإخوان وشارك في مظاهرات 30 يونيو وظهر وقتها يطالب برحيل مرسي فوراً، لكنه وصف اللي حصل في فض اعتصام رابعة العدوية بانه شيء فظيع، وأيد موقف الدكتور محمد البرادعي لما استقال من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية بسبب اعتراضه على العنف ضد المتظاهرين.
قال إنه مؤيد لحق أي مصري بالتظاهر بشكل سلمي بشرط عدم استخدام العنف.

****

– في أخر أيامه، المرض كان أنهكه بشكل كبير، لدرجة انه بيقا يتحرك على كرسي بسبب هشاشة العظام وإصابه فقرات ضهره، وفقد صوته، وسافر باريس لعدة أيام عشان يتعالج، لكن الأطباء قالوله ان ده بشكل رئيسي بسبب التقدم في العمر، فقرر يرجع بلده وقال انا راجع اموت واتدفن في بلدي، وأوصى انه ميتعملش ليه عزاء.
– جميل راتب جميل راتب مكانش عنده أولاد، لكنه قال انه بيعوض ده لما حد من جمهوره يعامله كوالده .. جميل ماأخدتش التكريم اللي يليق بتاريخه الفني الكبير، لدرجة انه من كام شهر بس كان مستاء جدا من انه تم حذف كل لقطاته وكلمته في إعلان الفنان الراحل أحمد زكي لمستشفى 500 500 واكتفوا ب 3 ثواني بيظهر فيها، وكمان محضرش جنازته اللي طلعت من جامع الأزهر غير 5 فنانين بس .. لكن يكفيه الحب اللي في قلوبنا كلنا.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *