– النهارده، الساعة 9 بليل، هيتلعب ماتش نهائي بطولة أمم أفريقيا بين منتخب الجزائر والسنغال. وده ختام للبطولة اللي منظماها مصر، وبتتلعب عندنا من الشهر اللي فات.
– بشكل عام، لازم نشيد بالروح التضامنية الجميلة وقت البطولة، اللي كانت بين جماهير المنتخبات العربية، مصر والجزائر والمغرب وتونس، وموريتانيا اللي في إعلاميين وناس كتير اكتشفنا إنهم مكنوش يعرفوا إنها دولة عربية أصلاً. والحقيقة في مشاهد كتير للمدرجات في ماتشات المنتخبات كلها تفرح لشباب مصري وعربي بيحتفل بأعلام بلاده مع أشقاؤه بشعور طبيعي وتلقائي دون شعارات أو ادعاءات.
– شفنا فديوهات كتير لجماهير مغربية وتونسية وجزائرية في مصر وهي سعيدة جداً باستضافة المصريين للبطولة ولترحيبهم بالجميع ومساعدتهم، وبالتأكيد فيديو زي اللي عمله الصحفي المغربي علاء الصنوبري اللي كان بيمثل فيه أن فلوسه ضاعت وبيلاقي ردود فعل في قمة الأخوة والجدعنة من المصريين حسستنا كلنا بمشاعر جميلة.
– كمان كانت حركة متكررة، وملاحظة مهم الوقوف معاها، إن في جميع ماتشات المنتخبات العربية الجماهير كانت بتولع كشافات الموبايلات في الدقيقة 20 والدقيقة 74 تضامناً مع شهداء التراس الأهلي والزمالك اللي اتقتلوا بسبب مواقفهم السياسية في ماتشات كورة. محدش وجه التوانسة والمغاربة والجزائريين على ده لكنه كان شعور جميل منهم.
– وبالتأكيد برضه مفيش أي شيء في “الرياضة” صح يوجهك إنك تشجع منتخب أو فريق محدد غير فريقك، ولا يعني إنك كمصري هتشجع السنغال إنك مش عربي أو إنك كاره للجزائر، لو بتشجع السنغال أو متعاطف معاهم لأنهم بيلعبو أحسن أو عندهم لاعيبة بتحبهم أكتر، والعكس صحيح برضه مع الجزائر. وبيبقى شيء سيء إنه الناس تخلط ما بين الميول الكروية والاختيارات السياسية والإنسانية.
– لكن رجوعاً للمشاعر بين البلاد والشعوب، فهنلاقي إن سياسياً الجزائر تحديدا شعب محب لمصر، ومواقفهم مع مصر تاريخيا شيء مشرف ورائع، محدش في الجزائر بينسى للرئيس عبد الناصر دعمه وتسليحه لثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي. ومفيش حد في مصر بينسى مواقف الرئيس الجزائري الراحل بومدين في إرسال قواته المسلحة لمصر والدعم المالي والعسكري اللي قدمته الجزائر من بعد النكسة لحد انتصار 1973.
– التعصب الكروي المؤسف واللي أبطاله إعلاميين محرضين في مصر وفي الجزائر، واللي بسببهم شفنا أحداث مؤسفة جداً في الماضي، نتمنى يارب إنها متتكررش تاني مع الجزائر أو أي بلد تاني لإنها كانت مؤلمة فعلاً وضحيتها كانت الشعوب.
– ولما الأجواء بقت هادية والتحريض الإعلامي اختفى والشعوب هنا وهناك عملوا ثورات، بغض النظر عن نتايجها، كان الطبيعي إن الجزائريين يتقابلوا في مصر بالترحاب والحب والدعم، وبالتأكيد لأن فريق الجزائر قدم مستويات كروية ممتازة وإحنا بنحب اللعب الحلو والرجولي، فكان التعاطف مع الجزائر أكبر في البطولة، وحضر ماتشات الجزائر جمهور مصري كبير.
– أياً كان مواقفنا في الكورة أو ميلنا لتشجيع الجزائر، اللي نعتقد إنها أغلبية في مصر، أو السنغال، فالأكيد إحنا كلنا كسبانين علاقات محبة واحترام مفيهوش تسييس ما بين المصريين والجزائريين والتوانسة والمغاربة. وبالتأكيد محبة كمان للشعوب الأفريقية الجميلة والمسالمة اللي كانت منورة مصر طول شهر البطولة.