– من يومين إحتجزت سلطات أمن مطار القاهرة الصحفي الأمريكي الشهير ديفيد كيركباتريك، لمدة 7 ساعات في مطار القاهرة من مساء الإثنين وحتي صباح الثلاثاء.
– إحتجاز باتريك بحسب بيان النيويورك تايمز كان بدون أكل أو شرب أو أي اتصال من أي نوع قبل ما تجبره علي المغادرة في طائرة إلى لندن.
*****

ليه تم منع الصحفي من دخول مصر؟
– مفيش أي سبب رسمي، ولا أي بيان رسمي من أي جهة!
– كيرباتريك كان مدير مكتب نيويورك تايمز في القاهرة من 2011 لحد 2015، وكتب كتاب عن الفترة دي وخاصة الفترة بعد قبل وبعد خلع الرئيس السابق محمد مرسي، الكتاب بعنوان (في ايدي العسكر) وبيتناول فيه تفاصيل حالة الاستقطاب السياسي اللي وصلت بالرئيس السيسي للحكم في مصر.
– كيركباتريك أيضا كتب العديد من التقارير لنيويورك تايمز بعدها، منها مثلا ما يخص تغطية قضية جوليو ريجيني وغيرها.
– طبعا النيويورك تايمز وغيرها من الصحف الأجنبية اللي بتغطي مصر كانت ومازالت بتتوصف في الإعلام الرسمي والموالي للنظام في مصر بأنها إخوان أو بتنفذ أجندة الإخوان!
– أحمد موسي وغيرهم وصفوا كيركباتريك بأنه إخواني وأنه ممول من قطر وأنه بيروج الأكاذيب، لكن مفيش رد رسمي عاقل يناقش محتويات التقارير المختلفة اللي نشرتها التايمز، واللي وارد بعرف الصحافة لو ثبت خطأ معلومة صحفي الاعتذار والتراجع، لكن مش الأسلوب اللي بيحصل ده .. كده بدل ما يردو عليه يمنعوه من العمل أصلا .. طيب مين يصدقك كده؟
– كيركباتريك مش اول صحفي أجنبي يتم ترحيلة من مصر، السنة اللي فاتت تم ترحيل مراسلة التايمز البريطانية بيل ترو، الحادثة اللي برضه جذبت انتباه الإعلام الخارجي لوضع الصحفيين السيء في مصر.
*****

إيه أثر ده على مصر؟
– طبعا ترحيل صحفي بالحجم داه يخلي كل المواقع والجرائد الكبيرة في العالم تكتب عن الوضع السيء لحرية الصحافة في مصر .. كبار الصحف الأمريكية والبريطانية نشرت، منها النيويورك تايمز والواشنطن بوست، واتوصف اللي حصل انه “استمرار لمحارية حرية الصحافة في مصر”.
– يا ترى كام سايح وكام مستثمر لما يقرا الخبر ده اللي هوا بمقاييسهم عجيب جدا ممكن يغير رأيه وميجيش؟ فعلا حاليا بعهد ترامب مش هيحصل رد فعل سياسي أكتر من بيان السفارة الامريكية اللي اعرب عن “قلقها”، لكن ده مش هيغير موقف كل سائح أو كل مستثمر يشوف الأخبار والتقارير دي.
– الرئيس اللي بيتكلم عن انه مصر فيها ديمقراطية، وفيها تداول سلطة ومفيهاش معتقلين سياسيين، بتكذبه وسائل الإعلام الأجنبية بكل سهولة، مش بس لأن الواقع في البلد بيكذبه، ده كمان لأنهم كده بيشوفو مراسلينهم نفسهم بيتعرضوا لنفس الممارسات.
– بدل ما الحكومة المصرية تدفع ملايين لشركات العلاقات العامة في أمريكا عشان تحسن صورتها قدام الرأي العام العالمي، الأولي أنهم يتوقفوا عن الممارسات اللي هيا سبب سوء الصورة ودي اخبارنا غير المشرفة المتكررة عالميا.
– إذا كان أجانب ليهم اهمية عالمية اتعرضوا لسوء المعاملة والترحيل، يبقى أي صحفي مصري ممكن يجراله إيه؟ طيب والمواطن المصري العادي جدا يجراله إيه؟ طيب والمواطن المصري اللي على خصومة سياسية مع الحكم الحالي ممكن يجراله ايه؟
ده ترسيخ لعقيدة وممارسات الاجهزة الأمنية انها تتوسع أكتر في كل حاجة بتعملها بلا رادع.
*****

– اتكلمنا كتير هنا في الموقف المصري عن الوضع السيء لحرية الصحافة في مصر واللي ماشي من سيء لأسوأ، مصر فيها دلوقتي أكتر من 25 في السجون دلوقتي، دا غير المحبوسين إحتياطيا بحسب اللجنة الدولية لحماية الصحفيين وغيرهم كتير من النشطاء السياسيين والحقوقيين والمحامين اللي بيدفعوا تمن حرية التعبير في قضايا متلفقة.
– إحنا دلوقتي في إنتظار خروج محمود شوكان المصور الصحفي بعد ما قضي أكثر من 5 سنين في السجن، وفي نفس الوقت في مزيد من الناس بيتقبض عليها.
– مصر هي التالتة عالميا بعدد الصحفيين المسجونين بعد الصين وتركيا، وبالتالي أي كلام عن حرية الإعلام والصحافة في ظل الأوضاع الحالية هو كلام فارغ، أيضا مصر هي واحدة من أكثر دول العالم حجبا للمواقع الصحفية.
– الصحافة مش حاجة سياسية وتخص ناس قليلة دي لكل الشعب بأمور كتير زي محاربة الفساد والحصول على المعلومات والأخبار، وقلنا قبل كده لولا الصحافة مكانش المصريين عرفو قضايا كتير من أول مصنع لانشون فاسد ولحد المبيدات المسرطنة أو التوريث، ده غير شعور الكبت للمواطنين لما يلاقو مفيش الا صوت واحد في كل حتة .. الصحافة الحرة والمستقلة شيء لمصلحة البلد كلها مش مؤامرة أو رفاهية .. الصحافة ليست جريمة.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *