وزارة الآثار المصرية فاجئتنا الأيام اللي فاتت بقرار نقل 4 كباش أثرية من الأقصر لوضعهم في ميدان التحرير، في إطار التطوير اللي بيحصل حاليا في الميدان.
فيه بلاغات والتماسات اتقدمت لوقف القرار اللي أثار جدل وغضب للمواطنين والمهتمين بملف الآثار. هنتعرف على القصة مع بعض في البوست ده.
*****
ايه الآثار اللي هتتنقل للتحرير؟
– وزارة الأثار هتجيب مسلة فرعونية كانت مقسمة ل 9 قطع قبل ما يتم ترميمها. المسلة تم اكتشافها في منطقة صان الحجر في محافظة الشرقية وهتكون في صينية ميدان التحرير، على غرار ميادين مختلفة في عواصم أوروبا.
– بالإضافة إلى 4 تماثيل لها رأس كبش وجسم أسد، هيتم وضعها بشكل دائري حول المسلة، في محاولة لتحويل الميدان لمزار سياحي.
– بخصوص المسلة الغريب إنه كان بالفعل موجود مسلة بمكانها من عشرات السنين في الزمالك، فقرروا ينقلوها العلمين الجديدة، لكن مع كده المشكلة الأكبر هنا هيا في تماثيل الكباش لإنها جزء من منطقة أثرية قائمة.
– البعض تصور إن الكباش اللي هتتنقل من طريق طريق الكباش اللي بيربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، لكن الوزارة نفت ده وقالت إن الكباش المقصودة هتتنقل من خلف واجهة الصرح الأول، ورا مباني الطوب اللبن، اللي كان مقيم فيه العمال الفراعنة أثناء أعمال الإنشاءات.
– معابد الكرنك مكونة من 10 صروح بناها الملوك الفراعنة، والصرح الأول اللي فيه الكباش اللي هتتنقل موجود بجوار المدخل الرئيسي للمعبد، وبناه الملك شيشنق الثانى، من ملوك الأسرة ال22.
– مشروع تطوير ميدان التحرير هيتضمن مشروع إنارة هتعمله شركة الصوت والضوء، شبه اللي موجود في منطقة الأهرامات، بدأت المرحلة الأولى منه بتجهيز إنارة الحدائق والمسلة والكباش والمتحف المصري، والمرحلة التانية هتكون إنارة العمارات المطلة على الميدان.
*****
ليه فيه اعتراض على النقل؟
– فيه مخاوف على وضع التماثيل في ميدان التحرير، خصوصا مع احتمال تعرضها لعوامل التعرية والتلوث البيئي في العاصمة اللي تعتبر من أكبر المدن تلوثا في العالم.
– من سنوات تم نقل تمثال رمسيس الثاني اللي كان موجود في ميدان رمسيس وسط القاهرة، وقالوا وقتها إن السبب هو الحفاظ على التمال من الأضرار الناتجة عن عوادم السيارات والاهتزازات، مش عارفين ليه الوزارة نست السبب ده المرة دي!
– الدكتورة مونيكا حنا رئيس قسم الآثار في الأكاديمية البحرية بأسوان بتقول إن مصر هتخل بالاتفاقيات الدولية لو نقلت الكباش. ميثاق البندقية الذي تبنته منظمة اليونسكو ووقعت عليه مصر عام 1974 يبقول “لا يمكن فصل المعلم التاريخي عن النسيج الحضاري الذي هو جزء منه، ولا يكون ذلك مقبولا إلا في حالة الضرورة القصوى”.
– الدكتورة مونيكا بتقول أيضا إن نقل التماثيل المنحوتة من حجر رملي وموجود في بيئة جافة، لبيئة فيها رطوبة عالية، و نسب كبيرة من الغازات الضارة وثاني أكسيد الكربون، هيخلي فيه صعوبة في ترميمها بعد كدا.
*****
ايه الخطوات اللي اتاخدت لمنع نقل الكباش؟
– نشطاء وعلماء آثار على رأسهم الدكتورة مونيكا، عملوا التماس لرئيس الجهورية وطالبوه بالتدخل ووقف نقل التماثيل، وتم جمع 1356توقيع على الالتماس، لكن مافيش رد فعل من الرئاسة حتى الآن.
– المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومكتب المحامي طارق العوضي، قدموا دعوي قضائية للوقف نقل التماثيل، بالنيابة عن الدكتورة مونيكا حنا أستاذة علم المصريات، والنائب هيثم الحريري عضو مجلس النواب.
– الدعوى بتستند لاتفاقية اليونسكو، وقانون حماية الآثار، اللي بيحظروا نقل الأثر من مكانه إلا لحمايته في حالة تعرضه لخطر.
– أحمد إدريس نائب الأقصر في البرلمان تقدم بيان عاجل للبرلمان بنفس المضمون حول الموضوع وكان عنده نفس أسباب الاعتراض الموجودة في الدعوى القضائية، وقال إن أهل الأقصر حاسيين بالغضب بسبب القرار.
***
إيه البديل؟
– الدكتورة مونيكا حنا أيدت فكرة استنساخ التماثيل، وقالت إن ده بيحصل في دول تانية، زي ما إيطاليا حطت مجسمات حديثة لأسود في ساحة “بلازا فلامينيو”، بدلا من نقل التماثيل الأثرية لهناك .. وممكن تتعمل مسابقة لاستنساخ التماثيل وتزيين الميادين بيها مع الإبقاء على الآثار الأصلية في مكانها.
– حتى لو لازم أوي نحط آثار أصلية في الميادين، فبالفعل مخازن وزارة الآثار فيها آلاف القطع الأثرية المفصولة عن محيطها العمراني لأسباب مختلفة، وكان ممكن يستعينوا بيها بدل ما هيا في المخازن محدش بيشوفها، مش يشيلوا جزء أصلي من المعبد بالغرض ده!
******
– نقل الكباش بيحصل بعد نقل كتير من آثار الأقصر للمتحف المصري الكبير، واللي سبب تخوف أهالي الأقصر على تفريغ مدينتهم من آثارها، وبيهدد الأقصر بفقد قيمتها وهويتها الأثرية.
– من حوالي 6 شهور، تم نقل معبد “توتو” من سوهاج للعاصمة الإدارية الجديدة، وكان فيه انتقادات كتير للقرار، على اعتبار ان تقطيع ونقل المقبرة هيشوه الرسومات الموجودة عليها، وبينقل مقبرة أسرة ماتت من مئات السنين إلى مكان آخر لم يختاروه.
– كلنا عارفين اللي بيحصل لأسود كوبري قصر النيل، اللي الناس بتركب فوقهم عشان يتصورا، والبياعين بيعملو غرز شاي تحتهم.
– في مقابل التخوفات دي، التطمينات الحكومية مش بتقول أي حاجة عن ضمانات سلامة التماثيل في الموقع الجديد غير إن هيتحط حولهم سياج لحمايتهم.
– بشكل عام مصر فيها مشكلة في تعامل ناس كتير باحترام مع الآثار، وكلنا شفنا مثلا اللي بيكتبو اساميهم على المعابد الفرعونية وغيرها من الممارسات، ودور الدولة تضرب المثل مش العكس.
– نتمنى إن يكون فيه مسؤول عاقل يوقف القرار ده، والأهم نتمنى في المستقبل نشوف شراكة شعبية حقيقية بالقرارات دي سواء عبر البرلمان المنتخب بنزاهة، أو وجود انتخابات محليات نزيهة وقتها كان مجلس محلي الأقصر والمجلس المحلي المسؤول عن ميدان التحرير لازم يبقالهم رأي رئيسي بأي قرار شبيه لأنهم ممثلين الناس أصحاب الحق في البلد ومواردها وتراثها.
******



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *