ملحوظة قبل ما نبدأ كلام: البوست ده اشترك في كتابته أهلاوي وزملكاوي من فريق الصفحة
– بعد نهاية مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة، شفنا كلنا وقائع الفيديوهات العنصرية ضد لاعب الزمالك شيكابالا اللي وصلت لان مشجعين لبسوا كلب أسود تيشيرت اللاعب وهتفوله، والتاني الأسوأ لشباب راحوا مقابر عائلة اللاعب ومثلوا انهم بيدعوا في جنازته!
وده ضمن تريند “المرحوم” و”الميت” ضد اللاعب، وقبلها تعرض لكلام منحط وخوض في زوجته وغيرها.
– على الطرف المقابل ظهر فيديو قديم لناس من جمهور الزمالك برضه رافعين كلب لابس تيشيرت وهتفوا انه مؤمن زكريا، وبرضه بوستات من صفحات الزمالك شبهت خصومهم بالحيوانات، ده غير تصريحات وشتايم مرتضى منصور، وبرضه حصلت هتافات بذيئة، واللاعب شيكابالا نفسه للأسف أكتر من مرة يرد بطرق مستفزة وبذيئة في مباريات سابقة.
*****
– الحقيقة إنه أول خطوة هيا ان مش كل طرف يؤكز على أخطاء الطرف التاني. كل الأطراف فيها غلط وكل الأطراف محتاجة تفكر في خطورة إن الكورة في مصر بقى في حاجات كتير فيها خارج إطار الرياضة تماماً، ما بين صفحات رياضية لبعض الجماهير اللي بتكسب الانتشار واللايكات بالتعصب والشحن ضد الجمهور والنادي المنافس، وما بين قنوات وإعلاميين غير مسؤولين بينشروا التعصب بفديوهات سخرية وتنمر ونشر للتعصب والكراهية بهدف رفع نسبة المشاهدات والشهرة، ومسؤولين أندية بيشاركوا بنفس الأداء والطريقة.
– والأسوأ إنه يتم التعامل مع الموضوع باعتبار إنه يتم تعميم تصرفات عنصرية وسخيفة من مجموعة مراهقين سواء طرف الأهلي أو الزمالك، عشان يتوصف بيها جماهير فريق بأكمله واللي عددهم بيتعدى الملايين، ولما يتوصم إن الأهلاوية كلهم بصفة سلبية معينة أو الزملكاوية كلهم بصفة سلبية معينة، ده بيزود من حجم التعصب وحجم خطاب الكراهية.
– ولما الموضوع يبقى واصل لمرحلة بتعدي “الهزار والتهريج” لفديوهات بتمثل “عنصرية” على اللون فدي حاجة لازم يحصل تدخل ضدها سريع وعاجل، آه في مصر للأسف ناس بتمارس العنصرية والتنمر على أصحاب البشرة السمراء، وعندنا شكاوي كتير من لاجئين ولاجئات أفارقة في مصر بيتعرضوا للإيذاء والإعتداء بسبب لون بشرتهم من المراهقين، ونفتكر فديو الطفل اللاجئ السوداني اللي اتعرض للتنمر والإيذاء في فديو مشهور بسبب لون بشرته وبعدين تم معاقبة الشباب دول وتكريمه.
– في أوروبا بيحصل كتير تجاوزات وهتافات عنصرية وده موضوع معروف من زمان، وللأسف اللاعبين المسلمين والعرب والأفارقة بيتعرضوا لده على فترات، لكن القائمين على الرياضة في أوروبا بيواجهوا التصرفات دي مباشرة بما فيهم رؤساء الأندية والإعلاميين، محدش بيبرر أو بيدافع عن جرائم التنمر والعنصرية على الإطلاق.
– العقوبات دي بيبقى فيها حرمان من دخول الملاعب وغرامة وغيرها من أشكال العقوبة والتأديب.
*****
– نتمنى إنه المسؤولين في مصر يعملوا تدخل عاجل وسريع لردع التصرفات العنصرية اللي استمرارها وتطورها هيساهم في جرايم محدش عارف ممكن توصل لفين، خصوصاً وإننا بلد عندها أزمة مع الكورة والملاعب مبيدخلهاش جماهير من 2012 بعد مذبحة بورسعيد، واللي كان جزء كبير من أسبابها هو التعصب.
– جزء من السياسات المطلوبة كمان سياسات بعيدة المدى، إن الشباب يبقى عنده مساحات رخيصة وسهلة الوصول للعب الكورة وغيرها من الرياضات مش تبقى علاقته بيها التشجيع بس. وإن الجماهير تقدر ترجع تروح الملاعب تشجع في إطار أشكال تنظيمية لروابط المشجعين اللي بتتحمل مسؤولية معنوية وقانونية عن أي مخالفات.
– في نقاط مضيئة لخطوات إيجابية حصلت بس محتاجة إجراءات وتحرك أكبر وتتحط في إطار انها سياسة موحدة مش كل خطوة لوحدها، يعني مثلاً السنادي أول موسم على الإطلاق اندية مصرية تتعاقد مع مدربين من أفريقيا جنوب الصحراء، الأهلي تعاقد مع مدرب جنوب أفريقي “موسيماني”، ومصر المقاصة تعاقد مع النيجيري إيمانويل أمونيكى، ودي خطوة كويسة جداً تجاه نفي فكرة التعالي المصري على الأفارقة أو أصحاب البشرة السمراء خاصة إن دي من الدعايات اللي بتستخدمها أثيوبيا بمسألة سد النهضة، بغض النظر عن دوافع القرارات الكروية بالأساس خاصة مع السمعة الممتازة للمدرب موسيماني.
– كمان في قانون تم إصداره من 4 شهور لمكافحة “التنمر” واللي فيه عقوبات بالغرامة بتصل ل 30 ألف جنيه والحبس لمدة 6 شهور أو أكثر، وده لأنه مصر فيها 70% من الأطفال بين سنة 13 و 16 سنة بيتعرضوا فعلاً للتنمر بحسب منظمة “اليونيسيف”.
– لكن على المستوى الرياضي محتاجين أكتر من تدخل سريع، وأولها معاقبة أصحاب الفديوهات المسيئة للاعب الزمالك، واللي هي دفاع عن المجتمع واستساغة العنصرية فيه قبل متكون دفاع عن اللاعب.
– محتاجين كمان إنه رموز الرياضة والكرة يقدموا شيء من الجرأة تجاه رفض الإساءات والشتائم، ومش مجرد ندوة بعنوان ” لا للتعصب” اللي عملها وزير الرياضة، لأ فديوهات حقيقية يقوم بيها اللاعيبة يتكلموا عن علاقاتهم الشخصية ببعض ورفضهم للإساءات، وهتكون لفتة جميلة جداً من لاعيبة الأهلي مثلاً لما يعملوا ده لصالح زميل ليهم في نادي الزمالك، أو حد من إدارة النادي يزوره أو يستقبله ويقدمله الاعتذار والتضامن.
– محتاجين عقوبات رادعة لأي متجاوز، بغض النظر عن انتمائه الكروي، محتاجين كمان عقاب لمسؤولي الأندية الرياضية اللي بيتجاوزوا ضد الآخرين ويسيئوا ليهم بشكل مستمر وكمان بيمارسوا العنصرية، زي رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور اللي قبل كده جاب شابين من ذوي الإعاقة عشان يهاجموا أحد الأشخاص وفي نفس الوقت كان بيتنمر عليهم وبيسخر منهم.
– بالإضافة للردع المباشر بالقانون، الأهم هوا دورنا احنا كمجتمع، مسؤولية كل واحد فينا يعلن رفضه للي بيحصل سواء على السوشيال ميديا أو في دوايره.
مفيش أي دولة هتجري ورا كل واحد كتب كومنت أو قال كلمة وده بحد ذاته احنا ضده لأنه كمان ممكن يساء استخدامه لتوسيع دواير الاشتباه والسياسات الأمنية، الجدوى الأكبر في المسؤولية الشخصية اللي تبدأ من المؤثرين، كل اللاعبين الآخرين بكل الفرق، وكل الصفحات الكبيرة، وبعدها كل فرد من الجمهور .. وبالشكل ده بس ممكن ننهي نوع من التصرفات منعرفش ممكن يودينا لحد فين.
أياً كان ايه انتمائك الرياضي، استخدم عقلك وارفض التصرفات دي.