– صفحة الموقف المصري تتقدم بخالص العزاء لأسرة الشاعر والروائي الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي اللي توفى امبارح في الأردن عن عمر 77 سنة.
– مريد لا يحمل الجنسية المصرية لكن نقدر نوصفه بفلسطيني مصري، بحكم حياته سنوات طويلة في القاهرة، وزواجه من مصرية، وانتاجه الأدبي المنشور في مصر.
– مريد البرغوثي اتولد في قرية دير غسانة بالقرب من رام الله سنة 1944، وكان من الجيل اللي عاش النكبة وهو عنده 4 سنوات، وفي 1963 سافر لمصر للإلتحاق بجامعة القاهرة، وحصلت النكسة في 1967 ومنعت إسرائيل الفلسطينين في الخارج من العودة للضفة الغربية والمناطق اللي احتلتها في 67.
– في أثناء دراسته في القاهرة التقى مريد برضوى عاشور اللي أصبحت لاحقا الروائية والأكاديمية المصرية المرموقة، وتزوجوا وأنجبوا الشاعر تميم البرغوثي.
– بعدها فضل مريد بعيد عن بلده لمدة 30 سنة بين المنافي الجبرية، عاش فيها متنقلا بين عدد من العواصم العربية، منها القاهرة اللي عاش فيها لحد ما تم سجنه ونفيه منها سنة 1977 بسبب معارضته لاتفاقية كامب ديفيد، وفضل مش قادر يدخلها 17 سنة كاملين لحد ما سمح له بالعودة للقاهرة سنة 1993.
– في 2019 تذكر تجربة النفي من مصر وقال “أصبح لدي ابن واحد فقط بسبب أنور السادات الذي طردني من مصر لسبعة عشر عاماً، فكان من الجنون التفكير في إنجاب طفل ثان وأنا أعيش في بلد وزوجتي في بلد آخر وتتحمل العديد من الأعباء ككاتبة وأستاذة جامعية وأم وناشطة سياسية”.
– مريد البرغوثي فضل بيحب مصر جداً وعبر عن دا في أكثر من مناسبة، وكان بيتمنالها الخير دايماً، وكان من أشد مؤيدي ثورة يناير ونضال المصريين، وشاف إن الثورة أعادت لمصر رونقها.
– تجربة المنفى أو الشتات الفلسطيني كانت الأكثر تأثيرا في التجربة الشعرية والروائية لمريد البرغوثي، وكانت دائمة حاضرة في دواوينه وأعماله الشعرية.
– مريد صدر له 12 ديوان شعري هما (الطوفان وإعادة التكوين 1972)، (فلسطيني في الشمس 1974) و (نشيد للفقر المسلّح 1976) و(سعيد القروي وحلوة النبع 1978)، و (الأرض تنشر أسرارها 1987) و( قصائد الرصيف 1980) وده كان أول ديوان ينشره بعد نفيه من مصر واتضح فيه جدا مدى حبه لمصر، و(طال الشتات 1987)، و (منطق الكائنات 1996)، و( منتصف الليل 2005)، وكانت آخر إصداراته مجموعة شعرية بعنوان (استيقظ كي تحلم) في سنة 2018.
– مريد قدم محاضرات كتير عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات مختلفة زي القاهرة، وفاس وأكسفورد، ومانشستر، وأوسلو، ومدريد وغيرها، وتم اختياره رئيس للجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية عام .2015
– وعلى الرغم من الإبداع الشعري لمريد إلا أنه العمل الأشهر ليه والأكثر قراءة بين محبيه هو سيرته الروائية ( رأيت رام الله) واللي حظيت بشهرة كبيرة وترجمت لأكثر من لغة عالمية، ووصفها إدوارد سعيد المفكر الفلسطيني بأنها “واحدة من أفضل الروايات الوجودية عن تهجير الفلسطينيين”.
– خالص العزاء لأسرة مريد البرغوثي، ويمكن السلوي اللي في إيدينا هو تاريخ حافل بالنضال ونصوص شعرية وأدبية غايه في الجمال.
– مريد البرغوثي كان له قصيدة جميلة جدا، بيمدح فيها فكرة أن يموت الانسان على فراشه وسط اهله ميتة طبيعية بدون مآسي، بدون رصاص بدون حروب، وفي النهاية تحقق فعلا ده له.
لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا
على مِخَدَّةٍ نظيفة
وبين أصدقائِنا
.
لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
ليس فيهما سوى الشُّحوبِ
لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
لا رايةً
ولا عَريضَةَ احتِجاج.
.
لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ
وليس في قُمْصانِنا
ثُقوبْ
وليس في ضُلوعِنا
أدلة
لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ،
لا الرصيفُ
تحتَ خَدِّنا
وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّ،
يُحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضات
وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ
غَيرَ عابِئين بالأيامِ
تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ
لعلَّ “غَيْرَنا”…
يُغَيِّرونَها.
*****
كل الحب والتقدير لمريد البرغوثي ولرضوي عاشور وكل مثقف أو أديب مهتم بآلام الشعوب وبيعبر عنهم.