– النهاردة رحل عن عالمنا الكاتب الصحفي الكبير والمناضل السياسي الكبير الأستاذ هاني شكرالله، بعد عمر تعدى ال 69 سنة، فريق صفحة الموقف المصري بتقدم خالص التعازي لكل أهله وصدقاؤه وتلاميذه وجمهوره في وفاته.
– فقدان الأستاذ هاني شكرالله خسارة كبيرة ومؤسفة، بقدر إسهامه الكبير في البحث والصحافة والعمل السياسي من السبعينات، لحد أيامه الأخيرة ومحاولاته المستمرة لآخر نفس عشان بلده وما يؤمن به، رغم مرضه مؤخراً، ورغم أن محدش هيلومه لو ارتاح بعد مسيرة طويلة جدا.
*****
– جانب رئيسي من حياة الأستاذ هاني أمضاه في العمل الصحفي اللي دايما كان منحاز فيه لقيم الحرية والديمقراطية، وكان كان رئيس تحرير الأهرام ويكلي – أهم تجربة صحفية مصرية باللغة الانجليزية – في الفترة من 1991-2005، وكان له اسهامات كبيرة بالصحافة الأجنبية.
– في سنة 2008 كان من مؤسسي جريدة “الشروق” ورسم ملامح سياستها التحريرية مع أهم الكتاب الصحفيين المهنيين في الوقت ده، كمان كان المدير التنفيذي لمؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية.
– انحيازاته الواضحة للديمقراطية والحريات كانت هي الموضوع الرئيسي لمقالاته العديدة اللي نشرها في سنين طويلة سواء في الأهرام، أو الشروق، أو الجارديان البريطانية، أو “الحياة” اللندنية، أو الفورين بوليسي، أو الدراسات الفلسطينية، وغيرها من الإصدارات الصحفية الهامة.
– وكمان على المستوى البحثي أسس المركز العربي الأفريقي للبحوث، وكان مستشار لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومحاضر زائر بجامعة كاليفورنيا.
– من اسهاماته البحثية كتاب صادر باللغة الانجليزية “مصر والعرب والعالم، تأملات في مطلع القرن الواحد والعشرين” وغيره عن الديمقراطية وسياسات الإفقار في مصر.
– ساهم في العمل الحقوقي وكان من أوائل الناشطين اللي أسسو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سنة 1985م كأول منظمة مصرية حقوقية.
– وعلى مستوى العمل السياسي كان هو أحد نشطاء ومناضلين اليسار من بداية السبعينات، وكان صادق جدا مع انحيازاته وأفكاره، شارك في تنظيمات وحركات سياسية أبرزها حزب العمال، وبسنواته الأخيرة خاض تجربة قصيرة في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.
– عبقرية هاني شكرالله مكانتش بس في إتقانه ومهنيته العالية، ولا كانت في انحيازاته الديمقراطية والانسانية أو أفكاره في التغيير والعدالة بس، لأ كمان في كونه انتقد وغير في كتير من أفكاره بناء على اجتهاداته ونقاشاته، مكانش بيتعالى ويتشدد لا مع تلاميذه وزملائه ولا مع المختلفين معه، وكان بيتعامل مع كل التيارات والأشخاص بهدوء ودون اساءات مهما اختلفوا، وده أحد أسرار محبته الواسعة الغير محدودة.
– قبل وفاته بسنوات أسس موقع “بالأحمر” كمنصة أفكار يسارية وكتب فيها مقالات هامة عن السياسة والأحزاب في مصر، والموقع تم حجبه في مصر لما بدأت موجة حجب المواقع للأسف، كما ساهم في تأسيس موقع أصوات مصرية.
*****
– رحيل المناضلين وأصحاب القدر الكبير اللي زي الأستاذ هاني شكر الله مؤلم، لكن عزائنا إنه ترك تلاميذ ومحبين وإسهامات فكرية مكتوبة تخلي سيرته موجودة دائماً، لغاية متتحقق أحلامه ونبوءاته.
– ونختم ببوست كتبه الفقيد من شهور قال فيه: “على مشارف السبعين من عمري، وأعرف أنه لن يكتب لي عيش ثورة ناجحة، ولكني واثق تمام الثقة انها آتية، لا في مصر ولكن في العالم كله، وليس عن إيمان بحتمية تاريخية ما، ولكن عن قناعة عميقة بأن الرغبة المتأصلة في النفس البشرية في الحرية والعدالة يستحيل محوها. سننتصر ! “