في الوقت اللي كان العالم كله بيتابع مباراة نهائي كأس العالم بين فرنسا وكرواتيا، كان لسه الوسط الكروي في كرواتيا بيتكلم عن أكبر قضية فساد في تاريخ الكرة الكرواتية، والي بسببها اتحكم الشهر اللي فات بالسجن 6 سنوات ونصف على نائب رئيس اتحاد الكرة السابق اللي بيتحاكم من 2015، ولسه متهم فيها اللاعب لوكا مودريتش رغم انه اتكرم بجايزة افضل لاعب في كأس العالم.

****
إيه اللي حصل بالظبط؟
– اللي ورا القصة شخص اسمه زدرافكو ماميتش كان نائب رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم، وكمان كان الرئيس التنفيذي لنادي دينامو زغرب اللي هوا أكبر نادي وأكتر نادي بيفوز بالدوري عندهم .. كان شريكه كمان أخوه اسمه زوران، وكان مدرب نادي دينامو زغرب، نفس الفريق.
– اللي كان بيحصل انه كان بيستغل اللاعبين اللي عنده في النادي ويخلي الواحد منهم يمضي معاه عقود خاصه انه هياخد نسبة من أي فلوس يتباع بيها، وقصاد كده يخلي اللاعب ياخد مكان كويس ويدورله على عقد احتراف كويس .. اللي مش بيعمل كده طبعا هيتدفن مهما كانت موهبته، وأكيد ده أثر على المنتخب.
– أول اثبات قضائي للتلاعب بتاعه حصل في 2009 لما اللاعب ادريانو دي سيلفا، اللي لعب في الارسنال بعدها، رفع قضية بيقول فيها انه أجبر على توقيع عقد غير عادل مع ماميتش بموجبه يدفع من دخله لآخر حياته المهنية 20 – 25%! اتحكم لصالحه في 2014.
– في 2015 أخيراً ظهرت أكبر قضية، اتقبض على ماميتش و 5 اشخاص تانيين منهم ابنه وأخوه بتهمة التربح غير المشروع، والتهرب الضريبي، وتلقي وتقديم رشاوي. تم اتهام ماميتش بانه استولى من أموال النادي على ما يعادل 17.3 مليون دولار وده يشمل عدم دفع ضرايب 1.8 مليون دولار.
– زدرافكو ماميتش راجل مش سهل، ويعتبر أكثر واحد ليه نفوذ في مجال الكورة في بلده، حتى بعد ما ساب المنصب، وليه مشاكل مع ناس كتير خاصة انه معروف بطول لسانه وشتايمه ضد منتقديه والصحفيين، لدرجة إن محاكمة الراجل اتنقلت من مدينة زغرب إلى مدينة أوسييك عشان زدرافكو عنده علاقات بالقضاة اللي في العاصمة!
– أشهر قصة هيا قصة بيع اللاعب لوكا مودريتش – لاعب ريال مدريد حاليا – إلى توتنهام الانجليزي في 2008 مقابل 21 مليون يورو، في الأول اتكشف ان نص المبلغ راح للاعب، وبعدها اللاعب قال انه سلم أغلب المبلغ لأسرة ماميتش وأخد بس 1.4 مليون يورو من أصل حصته 10.5 مليون يورو، الكلام ده قاله في 2015 لما القضية ظهرت، لكن في 2017 قدام المحكمة راح قال أنا مش فاكر!
– الموضوع ده تسبب هجوم كبير على اللاعب حتى أثناء بطولة كاس العالم، لدرجة انه لما ضيع ضربة جزاء في مباراة كرواتيا والدنمارك جماهير كتبت على الحيطان “أنا مش فاكر ازاي باسدد ضربات الجزاء” كسخرية من جملته.
– الشهر اللي فات اتحكم على ماميتش بالسجن 6 سنين ونص، وعلى أخوه وعلى مفتش ضرائب كان متواطيء معاهم، لكن زدرافكو هرب قبل الحكم بيوم واحد على البوسنة اللي معاه جنسيتها عشان يتجنب السجن.
*****
إزاي بيتعاملوا مع الأزمة وفريقهم وصل للنهائي؟
– رئيسة كرواتيا كانت معروفة سابقا انها عندها علاقات كويسة بزدرافكو وانه دعمها في الانتخابات، لكنها بتحاول تبعد نفسها عن القصة، والبعض ربط مبالغتها في الاحتفاء الكبير باللاعبين والمدرب بكده انها بتحاول تحسب نفسها على الانجاز الحالي في الكرة الكرواتية.
– آخر انجاز لكرواتيا في كاس العالم كان من 20 سنة لما أخدت المركز التالت، بعدها غابت أو شاركت بشكل باهت زي المونديال الأخير 2014 لما خرجت من الدور الأول، لكن الانجاز الاخير متحققش إلا بعد ما اتفجرت فضيحة الفساد دي .. بالتأكيد من أهم أسباب التراجع هوا كل التلاعب ده في تحديد مين ياخد الفرصة ومين يلعب.
– صحيفة الاندبندنت بتقول ان ده تجسيد لمقولة كورة القدم المجنونة، فالبلد المهووسة بالكورة، راحت النهائي بلاعيبة هما مش راضيين عنهم، ورغم كدا مش ناسيين التحقيقات وقضية الفساد، ورغم ان الجماهير محتفية جدا بالفريق طبعا، لكن لسه فيه ناس بتقول ان موديرتش بالنسبة لهم تاني أكتر شخص مكروه بعد زدرافكو ماميتش.
– القصة لسه ماخلصتش موديريتش وكمان لاعب تاني اسمه لوفرن متهمين انهم غيرو شهادتهم أدام المحكمة عشان ينقذوا زدرافكو من السجن، واحتمال لو ادينوا يتسجنوا لمدة ممكن توصل ل 5 سنين، وده متوقع يتحسم في سبتمبر القادم، ورغم الانجاز التاريخي فيه تأكيد ان القضية مكملة.
*****
– مصر ماوصلتش كاش العالم من سنة 1990 (يعني 28 سنة) ولما شارك المنتخب السنة دي كنا كل يوم نسمع عن مصيبة وسبوبة كان بيطلع بيها المسؤولين عن قطاع الكورة.
– فنانيين وإعلاميين نزلوا في فندق المنتخب، والمنتخب نفسه نزل في فندق بعيد جدا واتكشفنا ان نزولهم هناك ليه أهداف تانية (سياسية وبيزنس). فنانين راحوا يشجعوا على حساب شركة حكومية من غير ما يكون فيه سبب مفهوم لده، وقنوات كانت بتصور في غرف اللاعبين رغم ان ده ممنوع، وغيرها من المشاكل اللي سمعنا عنها، اللي ختمت في النهاية بخسارة كل الماتشات اللي لعباناها بشكل سيء جداً.
– لما بعثة المنتخب رجعت كان فيه ناس بتطالبهم بالاستقالة كأبسط رد على الفشل اللي حصل، لكن هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكورة طلع وقال احنا عملنا اللي علينا ومش هنستقيل.
– في نص المؤتمر الصحفي اللي اتقال فيه الكلام ده، طلع الكابتن مجدى عبد الغني وقعد يزعق ردا على اتهامات موجهة ليه بأنه سرق ملابس المنتخب. الزعيق والعناد والكبر كان الرد الوحيد على الانتقادات اللي حصلت، وكان رافض ان رئيس الاتحاد يفتح تحقيق في الموضوع أثنءا وجود البعثة في روسيا على اعتبار ان “ماكنش وقته”.
– تخيل ايه كان ممكن يحصل لو اتحاد الكورة كان أد المسؤولية ومنع المهازل دي انها تحصل من البداية أو تشتت تركيز اللاعبين،خصوصا ان اللاعبية في أول ماتشين كان أدائهم كويس.
تخيل ازاي ممكن نلاقي نفسنا في مركز أفضل في كاس العالم الجاي لو محصلش إن كل مسؤول فاسد أو مقصر اتحاسب.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *