-كلنا شفنا اللي حصل معانا في كاس العالم وعلى أد فرحة المصريين بالتواجد في البطولة بعد 28 سنة غياب، على قد الاحباط من النتايج ومن الأداء ومن كل اللي حصل.
لازم نقف ونفكر إحنا وصلنا لهنا ليه؟ إيه المشكلة اللى عندنا؟
طبعا احنا مش هنتكلم في فنيات كروية زي التكتيك والخطط لأن دا مكانه حتت تانية احنا هنا هنفكر معاكوا فى المنظومة الرياضية نفسها، هل عندنا منظومة قادرة تطلع لاعبين ومنتخبات تنافس؟ هل المشكلة في قلة الإمكانات والعشوائية ولا في منظومة فساد متكاملة في الرياضة المصرية وفي الإدارة بشكل عام؟
*****

معظم الناس تفاجئت بتقرير شبكة السي إن إن، عن صلاح بيفكر جديا فى اعتزال اللعب الدولي بسبب شعوره أنه تم استغلاله سياسيا من إتحاد الكورة لما خلاه يقابل الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، واللى وسائل الاعلام العالمية والمنظمات الحقوقية بتتعامل معاه على أنه مجرم حرب، ولأول مرة ظهرت انتقادات لصلاح في الصحافة البريطانية للسبب ده. Mohamed Salah
ودي أحد أكتر القصص المريبة اللي حصلت: ليه المنتخب يخلي مقر اقامته أساسا جروزني عاصمة الشيشان البعيدة جدا عن المباريات؟
الفيفا أدت مصر 6 أماكن لإختيار مكان الاقامة من بين 11 مدينة هتستضيف كاس العالم، المنتخب إختار جروزني المدينة الأبعد، المسافة كانت حوالي 2500 كليو متر عن مباراتي الارجواي وروسيا، حوالي 4 ساعات بالطيارة .
في البداية كان تصريحات مسئولي الاتحاد ان احنا اخترنا جروزني لأنها مدينة فيها أغلبية مسلمة وبالتالي أفضل لينا وكمان فيها مساجد وطقم الفندق اللى موجود بيتكلم عربي وانجليزي لكن بعد كدة نفى إيهاب لهيطة دا بعد الهزيمة، والكلام على السوشيال ميديا عن بعد المسافة، وقال أنه دا اختيار كوبر عشان يتم توفير مناخ جيد للاعبين!
– هيثم نبيل مدير موقع يللا كورة وغيره اتكلموا انه الرئيس الشيشاني تحمل تكاليف الفندق، ودا اللى خلي اتحاد الكورة يختار المكان رغم انه استلم فلوس الإقامة من الفيفا وتصل ل 1.8 مليون دولار! وإن كانت لسه القصة دي مليانة غموض وتضارب، مرة يقولو مسلمتناش فلوس كاش دي بتدفع للفندق نفسه، والنهادرة يطلعو بيان ده احنا استلمنا وبنسدد للفيفا وهيا تسدد وفلوس الفندق اتدفعت.
لكن يبقى المؤكد هو انه فندق الإقامة اللي تواجد فيه المنتخب هو فندق جديد مملوك لمستثمرين إماراتيين يقال ان منهم محمد بن زايد، وده بيثير شبهات فساد وعلامات استفهام كبيرة.
– ويبقى سؤال منطقي ليه يكون المنتخب المصري أكثر فريق على مدار البطولة قطع مسافات عشان يلعب ماتشاته، بعض التقارير بتقول انه عدد الكيلومترات اللي قطعها المنتخب ده تتساوى مع نفس عدد الكيلو مترات لو كان المنتخب أقام في القاهرة وسافر كل ماتش ورجع مرة ثانية، وبغض النظر عن دقة الحسبة ده لكن كون فريق كل 3 ايام يسافر 4 ساعات ده عامل ارهاق غير طبيعي على أي لاعب كورة.
*****

قصة مريبة تانية هيا طبعا قصة الفنانين اللى راحوا بدعوات من شركة وي الحكومية، وسواء كنت مؤمن بالتفاؤل والتشاؤم أو لا، فممكن نقارن مثلاً التصرف ده بالتصرف اللي عملته وزارة الرياضة التونسية اللي عملت مسابقة بين قدامى الرياضيين واختارت شباب مميزين في كل المجالات من كل المدن التونسية عشان يسافروا على رحلة مدعومة من وزارة الرياضة التونسية لمساندة بلدهم.
فرق كبير ما بين اللي بيستغل الحدث ده لربط الشباب ببلدهم وما بين اللي بيستغل المناسبات ده عشان مجاملات لبعض الفنانين “المرضي عنهم” واللي معظمهم أبعد ما يكونوا عن حمل أي مشاعر حقيقية لدعم المنتخب، وده كان واضح مثلا في الفرق بين صورة الفنان التونسي ظافر العابدين اللي سافر يشجع منتخب بلده على حسابه وبرغبته لحبه لبلده، وما بين الفنانة سلمى أبو ضيف اللي اتكلمت عن انزعاجها من رحلة روسيا وانها مكانتش بلد مفضلة لإجازتها بسبب المسافة والطقس !!
*****

– بصورة أبعد بقى من تفاصيل رحلة روسيا والأزمات اللي سبقتها زي سرقة ملابس اللاعبين أو التعاقد مع شركة ملابس وهمية، أو أزمة الطيارة وصورة صلاح، أو بيع أحد أعضاء الاتحاد لتذاكر المباريات في السوق السوداء، أو الاصرار على عودة اللاعبين لمصر قبل البطولة ب 3 أيام بدل من سفرهم المباشر لروسيا، كل ده مش هنستفيض فيه لكن بشكل أوسع، المنظومة الرياضية المصرية لازم يتم محاسبتها وتقييمها بشكل حقيقي لأسباب عديدة:

– ازاي مسموح لمسؤول رياضي أجنبي ” تركي آل الشيخ” بهذا الكم الفج من التدخل في الرياضة المصرية من بداية تنصيبه رئيس شرفي للأهلي، لتدخله في شراء لاعبين ومدربين وإنفاق على حملة انتخابية داخل نادي رياضي بدون أي تحقيق بعد إعلانه ده؟
والسماح لنفس الشخص بشراء نادي في الدوري المصري وهو نادي غير جماهيري مثلاً عشان نقول انه استثمار عادي او حب ورغبة في إسعاد الجماهير، ده انما من الواضح انه تدخل بغرض إشعال الدوري المصري بمعارك وخناقات مستمرة.
– ازاي فيه رئيس نادي اسمه مرتضى منصور مسموح ليه بالتجاوز ضد الجميع بما فيهم جمهور ناديه اللي بيحرض باستمرار على حبسهم، ورغم ده في ليلة ماتش للمنتخب مع السعودية بيعلن عن بيع لاعبين لنادي يملكه وزير الرياضة السعودي! وفي يوم الماتش يتقدم ببلاغ ضد أحد لاعبي المنتخب .. هل في نية لتشتيت تركيز اللاعبين دول أكثر من كده ؟؟
– ازاي مبيحصلش أي تحقيق من أي مسؤول عن الأموال الكبيرة اللي بتتم في تعاقدات اللاعبين وحقيقة وجود سمسرة في كل الصفقات اللي بتتم من أندية بعينها ومدربين بعينها؟ وليه مفيش تحقق عن مين مصادر كل الأموال اللي بيتم إنفاقها في المنظومة الرياضية المصرية؟
مش وارد يكون فيها غسيل أموال زي ما تم اكتشافه في دول تانية؟
– إزاي اتحاد الكورة والشركة الراعية “بريزنتيشن” والقنوات المملوكة للشركة كلهم في منظومة واحدة بنفس الأفراد؟ ازاي اعضاء باتحاد الكورة يطلعوا على القنوات ويقبضو منها ويتكلمو عن اثر قرارتهم؟
– وطبعاً وده مهم جداً: لحد امتى هيفضل الدوري المصري دوري بلا جمهور؟! وأسباب ده كلها سياسية وأمنية من وقت مذبحة بورسعيد ومرورا باللي حصل في استاد الدفاع الجوي ..الخ.

*****

– كل اللي بنحاول نتكلم عنه أو نشير ليه مش غرضه تبرير هزيمة كروية أو أخذ للأمور في سياق مختلف، لكنها دعوة فعلاً لقراءة ومتابعة منظومة مهمة في مصر فيها الكثير من إشارات الفساد والتلاعب وسوء التخطيط والادارة المتوارث والمتعمد.
– وطبعاً مفروغ منه المطالبة برحيل اتحاد الكورة كأبسط أبسط خطوة مفروض تحصل دلوقتي فوراً.
– نتمنى انه وصولنا لكاس العالم – اللي خرجنا منه بأسوأ نتايج وأداء ممكن – ميتصورش البعض انه نتاج حسن تخطيط ودراسة علمية واهتمام بالمنتخبات الصغيرة عشان المستقبل، بل نقدر نقول بضمير مرتاح جدا انه الانجاز الكروي بالوصول لكاس العالم هو استثناء شاذ وغير مناسب لوضع المنظومة الرياضية في مصر، وانه مفيش أمل في وجود منافسة حقيقية أو تقدم ووصول للعالمية بدون إصلاح شامل للمنظومة، لأن في النهاية أزمة الادارة دي للرياضة هتلاقيها في أي مجال تاني، ومنخليش اي انجاز جزئي يعمي عنينا عن حقيقة الاوضاع اللي بتوصل لنهايتها المحتومة لو مفيش تغيير في المنظومة كلها.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *