فقط في تونس: براءة مدون والحكم ضد الرئيس

– من أيام الرئيس التونسي باجي قايد السبسي خسر قضية رفعها على أحد المدونين كان بيتهمه فيها بالتحريض عليه عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

– المدون عماد دغيج كان بيكتب على فيس بوك بوستات بيهاجم فيها السبسي، فالرئيس رفع دعوى قال فيها ان الانتقادات دي اساءة للرئيس، وان المدون استغل حالة حرية التعبير عشان “يحرض ضده”.
– عماد بيقول انه ماهددش السبسي، بل كان بيرد على تصريحاته وبيحذر من هجومه على خصومه السياسيين .
– الرئيس قدم البلاغ ضد عماد في 2014، في نفس السنة اللي تم فيها حل “رابطة حماية الثورة التونسية” اللي كان عماد من مؤسسيها، وكانت بتقوم بدور شبه اللجان الشعبية اللي كانت بتحمي البيوت والمؤسسات وقت الثورة والانفلات الأمني.
– في البداية المحكمة الابتدائية حكمت ضده بالسجن 3 شهور مع تأجيل التنفيذ، بعدها عماد طعن على الحكم ومحكمة الاستئناف حكمت ببراءته، وكمان حكمت بالزام الرئيس السبسي انه يدفع أتعاب القضية اللي تكلفها المدون عماد.
– بعد الحكم، نشطاء تونسيين طلعو هاشتاج #تونس_بعد_الثورة_خير، عبرو فيه عن سعادتهم بالحكم، وباستقلال القضاء، في الوقت اللي فيه فوضى في حاجات كتير حواليهم.
– عماد دغيج كمان علق وقال انه مطمئن بعد القرار ده، اللي بيعتبره مكسبه للثورة التونسية، وبيأكد إن الحكم بيأكد إن القضاء مستقل ومش بيخضع لقرارت فوقية، وبيخلي كل المواطنين زي بعض أدام القانون.
*****

– نرجع لمصر ونتكلم على قصة حصلت قريب، المهندس يحي حسين الهادي، المتحدث السابق باسم الحركة المدنية الديمقراطية، اللي اتحقق معاه في شهر نوفمبر اللي فات، واتهم بإهانة رئيس الجمهورية، ونشر أخبار كاذبة، واطلق سراحه بكفالة 10 الاف جنيه بسبب بلاغ ضد مقالة كتبها على فيس بوك.
– الأسبوع اللي فات تم القبض على المهندس يحي، وهوا حاليا في السجن بعد ما نيابة أمن الدولة العليا اتهمته بالانضمام لجماعة محظورة والدعوة لمظاهرات وتخريب في ذكري 25 يناير، وتشكيل تنظيم اسمه “اللهم ثورة”! وده رغم ان تاريخ المهندس يحيي معروف وزي ما حكينا سابقا هوا امضى اغلب حياته ظابط بالقوات المسلحة وبعدها كان بمناصب كبيرة بوزارة الاستثمار.
– قبلها كان المهندس يحيي كتب على صفحته على فيس بوك عن مكالمة جت ليه من رقم خاص، عميد في الأمن الوطني هدده، ونصحه بعدم التصعيد، وقاله كل واحد هيتحمل مسؤوليته الشخصية، البلد في أوضاع صعبة ومش مستحملة.
– اللي حصل مع المهندس يحيي، زي ما حصل مع شباب حزب الكرامة الي اتكلمنا عنهم، وشادي الغزالي حرب المسجون من ٨ شهور، والسفير معصوم مرزوق، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، وغيرهم كتير.
****
– الوضع في تونس مش مثالي، ولسه ناقصهم كتير، لكن المقارنة دي توضحلنا نموذج نظام بيحصل فيه خطوات ديمقراطية وقضاء مستقل، الرئيس ميقدرش يأمر بسجن اللي هاجمه ده راح يقدم بلاغ، وكمان القضاء ميحكمش ليه في الآخر، لأن رئيس الجمهورية شخص عادي ومواطن طبيعي مش زي ما بيتقالنا طول تاريخنا ان كل رئيس هوا اعظم رئيس وملوش بديل.
– كمان القضاء والنيابة الفاعلين والمستقلين هوا امان لينا كلنا ضد الفساد، وامان للمستثمرين بوجود جهة تفصل خلافاتهم، لكن زي ما شرحنا التعديلات الدستورية الجديدة هتدي الرئيس سيطرة غير مسبوقة برئاسته المجلس الاعلى للهيئات القضائية وبحقه في اختيار النائب العام ورئيس المحكمة الدستورية وده اللي لازم كلنا نقف ضده كل واحد باللي يقدر عليه.
– لما كنا ننشر قصص من أمريكا واوروبا فيه ناس بتقول دول بعيد عننا وكل حاجة عندهم غيرنا، طيب معقول مستحيل في يوم نكون زي تونس؟؟