في مقاله الأخير أعلن الكاتب علاء الأسواني انه تم ابلاغه باحالته لمحاكمة عسكرية، وللأسف خبر زي ده بقى متكرر بالفترة الأخيرة زي ما حصل مع عمرو واكد، وكل ده قبل ما تعدي التعديلات الدستورية الحالية اللي هتفتح الباب بشكل أكبر لتوسيع المحاكمات دي وترسيخ الدور السياسي للجيش.
– ليه الأسواني بيتحاكم قدام محكمة عسكرية؟ وليه تم استهدافه بشكل خاص؟ وايه تأثير ده علي حرية التعبير في مصر؟ وصورتنا قدام العالم؟
*****
ليه علاء الأسواني بيتحاكم عسكريا؟
– من المفترض أنه القضية اللي أمام القضاء العسكري الأن تشمل تهم إهانة رئيس الجمهورية، والتحريض ضد النظام، بسبب مقالاته في موقع دويتشه فيله وروايته الأخيرة “جمهورية كأن”.
– الرواية اتمنعت من الطباعة في مصر بسبب خوف الناشرين من نشرها، واضطر ينشرها مع دار الآداب في بيروت، ومع كده برضه اتمنعت الرواية من التوزيع في مصر! كل ده بسبب اسم علاء الأسواني عليها ومحتواها اللي بيتكلم عن ثورة يناير 2011.
– علاء الأسواني حكى إن التضييق الأمني ضده بدأ من بدري جدا، سنة 2014 بعد أسبوع واحد من رئاسة الرئيس السيسي تم إصدار تعليمات بعدم استضافته في أي قناة فضائية خاصة أو حكومية، وقاله مذيع شهير “المخابرات منزعجة جدا من ظهورك وبتعتبر إنك بتأثر بشكل سلبي على تفكير الناس”
– كمان اتعرض علاء لأكتر من مضايقة واحتجاز في المطار كل ما يجي يسافر، لكن حصل أذى لعيلته، زي إن بنته خبط عربيتها موتسكيل بدون نمر لكن محضر الشرطة اختفى، وظهر محضر جديد تسبب في الحكم عليها بالحبس والغرامة، لحد ما في الدرجة التانية اتلغى الحبس.
– بعدها تعرض للتضييق في المصري اليوم لحد ما وقف كتابة في مصر كلها، واضطر يكتب مقالاته في موقع دويتش فيله الألماني.
– أيضا اتمنعت ندوة دكتور علاء الأسبوعية وتم اقتحام دار ميريت للنشر اللي كانت بتستضيف الندوة والقبض علي الناشر محمد هاشم صاحب الدار .
*****
إزاي ده بيأثر على مصر؟
– علاء الأسواني كاتب له شهرة عالمية، أعماله اترجمت ل 37 لغة، وحصل على 17 جائزة دولية، وكان أخرها الوسام الرفيع للفنون والآداب بدرجة فارس من فرنسا.
عشان كده الصحافة العالمية كلها بتتكلم عن اللي حصل ومستغربين جدا إن مثقف كل جريمته الكتابة المنحازة للديمقراطية ومكافحة الفساد يتحاكم عسكريا، ودي للأسف بقت أخبار متكررة عن مصر آخرها الفنان عمرو واكده، وده فعلا اللي بيشوه سمعتنا، وبالتأكيد ليه ضرر سلبي على الاستثمار والسياحة.
– لكن الأهم من الخارج هوا إحنا في الداخل.
لما حد بشهرة علاء الأسواني، اللي مستحيل يتصدق إنه إرهابي وإخواني والتهم المحفوظة، ويحصل معاه كده يبقى ايه اللي ممكن يحصل لأي مواطن عادي مننا؟!
*****
– للأسف مصر ليها تاريخ كبير مع المحاكمات دي ومثقفين وكتاب كتير منذ الستينات اتعرضوا لممارسات شبيهة زي أحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد وزين العابدين فؤاد وصنع الله إبراهيم وغيرهم كتير.
– ثورة يناير فتحت الباب لأول مرة لانتهاء العصر ده، وإتاحة مجال أكبر حرية التعبير للكل، وإنه محدش يتعاقب بسبب رأيه خاصة الكتاب والمثقفين والفنانين اللي بطبيعتها مجالات ابداعية تحتاج الاختلاف والحرية.
– من بداية رئاسة السيسي في 2014 بدأت مصر في اتجاه عكسي، ومصر حالبا تالت أعلى دولة في حبس الصحفيين بالعالم، وشفنا كتاب اتسجنوا بتهم تافهة زي أحمد ناجي، وناشرين اتحاكموا عسكرياً عن نشر كتب زي خالد لطفي اللي كتبنا عنه قبل كده، ده غير قصة القبض على الاستاذ عبدالخالق فاروق بسبب كتابه الاقتصادي، والأمثلة كتير.
– مواد حرية التعبير في الدستور طبعا يتم تجاهلها تماما، وبعدها يكلمونا عن احترام دولة المؤسسات والقانون، بينما الدستور كل يوم بتتم مخالفته.
– التاريخ بينسى أسامي السجانين واللي بيحبسوا الناس، وبيفضل فاكر القصايد والروايات والمقالات والفنون اللي بتعبر عن ضمير الناس اللي محتاجة اللي يعبر عن حالها السياسي والاجتماعي ومعاناتها.
– الأسلوب ده في الحكم بينشر الخوف بين كل المصريين مش المثقفين والمعارضين بس .. أي حد كدة ممكن يلقى نفسه قدام محكمة عسكرية من خلال بلاغ يتهمه بإهانة الدولة بسبب فيديو أو بوست عالفيسبوك.
عشان كده التضامن مش عشان شخص الأسواني أو أي صاحب حالة شبيهة بعينه، ولا معناه بالضرورة الاتفاق الكامل مع الشخص المتضرر، ده تضامن عشاننا كلنا.
– فريق صفحة الموقف المصري بيتضامن مع الدكتور علاء الأسواني، ومن كل اللي بيتعرضوا للأذى بسبب رأيهم، وبنتمنى إن اتحاد الكتاب والمثقفين وأي حد معني بحرية التعبير والنشر يتضامن ويتحركوا بشكل جماعي.
*****