– من يوم الجمعة اللي فات ومحافظة أسوان الجميلة بتتعرض لوضع شديد الصعوبة من السيول والأمطار المحملة بالبرد اللي تسببت في أزمات إنسانية كتيرة.
– تسببت العاصفة اللي شهدتها أسوان في مجموعة من الحوادث، نتيجة الرياح والأمطار والسيول التي اجتاحتها، والصدمة كانت بخروج عقارب وثعابين من جحورها، وهاجمت المواطنين وسط الأحوال الجوية السيئة.
– قتلت لدغات العقارب 3 أشخاص وأصابت المئات بعد ما جرفتها رياح شديدة في شوارع المدينة وداخل المنازل. وبلغ عدد المصابين المعلن عنهم 450 شخصا، حسب بيانات وزارة الصحة المصرية.
– فريق الموقف المصري بيتقدم بخالص العزاء لكل أهالينا في أسوان، وكل التضامن معاهم في الوضع الصعب ده ونتمنى إنه الحالة دي تنتهي في أسرع وقت وبأقل قدر من الخسائر في الأرواح والبيوت.
*****
– اللي بيحصل من يوم الجمعة اللي فاتت حذرت منه هيئة الأرصاد، وهو هطول مكثف للأمطار المحملة بالبرد ” تجمعات التلج” ونشاط كثيف للرياح وأمطار رعدية وسيول.
– الدكتورة إيمان شاكر وكيل مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية، قالت إن التغيرات المناخية سبب الطقس السيء في مصر، وإنه نزول البرد أصبح معتاد في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية، وإنها حذرت قبل أسبوع من احتماليات سقوط الأمطار بكثافة في أسوان، ومن المحتمل الأسبوع القادم زيادة كثافة الأمطار شمال البلاد.
– طبيعة محافظة أسوان إنها مرتفعة، فيها كتير من القرى موجودة في الجبال وفي مصبات الأودية، للحفاظ على المساحات القليلة المزروعة، وبعيد عن مدينة أسوان نفسها، هنلاقي الخدمات في القرى وأجزاء كبير من المراكز ضعيفة جدًا.
– لكن الطبيعة الجغرافية دي مع المطر الشديد زي الوضع الحالي بتسبب أزمات كبيرة، وبالتالي السيول بتدفع معاها الصخور وبتدمر البيوت الطينية وتغرق الشوارع وتسبب مشاكل في الكهرباء.
– شفنا كل ده حصل في أسوان اليومين اللي فاتوا، وزاد عليه مشاهد مؤلمة لانتشار العقارب والتعابين اللي اتجرفوا من الجبل ونزلوا للأهالي نتيجة السيول، وللأسف لحد وقت كتابة البوست اتوفى 3 مواطنين من لدغات العقارب دي بالإضافة لـ 425 حالة إصابة زي ما قولنا فوق.
– كمان شفنا مشهد تاني مؤلم جدًا، وهو إنه السيول القوية جرفت بعض الترب والمقابر وخرجت جثث المتوفيين وبعض رفات المتوفيين، وطبعًا اضطر الأهالي لعمل مقبرة جماعية للجثث دي بدون ما حد يعرف أصحاب الجثث مين تحديدًا لصعوبة الموضوع.
– صور كتيرة من محافظة أسوان فيها محلات وبيوت متكسرة وشوارع غرقانة وانقطاع للمياه وسقوط العديد من الأشجار اللي قفلت الطرق.
******
مفروض نعمل ايه؟
– التوقيت بتاع الكارثة دي سيء جدًا لأنه لسه بادئين نشوف انتشار للسياحة في مصر الفترة الأخيرة دي، وطبعًا محافظة أسوان واحدة من المحافظات السياحية الهامة بالذات مع بداية موسم الشتاء، وده مصدر دخل مهم جدًا لأهالي المحافظة اللي هيعانوا من الوضع الحالي ده للأسف.
– وطبعًا بيزيد من صعوبة الوضع إنه السيول أتلفت المحصول الرئيسي للمحافظة “التمو” ودي خسارة كبيرة ومضاعفة.
– كان ممكن يحصل استعدادات أكبر من الحكومة بالتنبؤات دي، لأنه حصل قبل كده سنة 2010 سيول بنفس الدرجة دي تقريبًا، وبيحصل سيول في أكتر من منطقة في مصر دايما، بالإضافة لأنه الطبيعة الجغرافية للمحافظة وطبيعة السيول كان لازم تخلي في تواجد أكبر لإجراءات شفط وكسح المياه، واستعدادات لإخلاء الجبال وربما غيرها من الإجراءات اللي تناسب طبيعة السيول في محافظة فيها جبال.
– لأن المنطقي يكون فيه ضوابط استباقية تمنع أو تخفف من آثار السيول بشكل كبير. الطرق مثلًا، المفروض اللي يتم إنشائها في مناطق السيول تبقي مرتفعة عن الأرض ويكون فيه خدمات في القرى النائية دي فعلا عشان مينفعش نسيب أهالينا يواجهوا مصيرهم بالشكل دا.
– تمت المطالبة أكتر من مرة بشبكة صرف أمطار مستقلة عن شبكة الصرف الصحي في المحافظات المعرضة للسيول، وتجهيز طرق للاستفادة من المياه دي واحنا في بلد تمر بأزمة مائية.
– كمان مفروض يتم تفعيل منع البناء في مخرّات السيول، يعني الأماكن اللي معروف انها بتتجمع وتمشي فيها، وده اللي القانون بيقوله فعلًا، لكن الدولة لحد دلوقتي مش قادرة تطبق ده، بحسب رأي لجنة البرلمان اللي اتعملت وقت سيول 2016.
– يبقي فيه خطط جاهزة لإدارة الأزمات والكوارث وقت ما تقع. يعني مثلًا يكون جاهز خريطة لو حصل سيول في المناطق الفلانية هيتم التعامل في محطات الصرف بالشكل الفلاني، هنأمن الكهربا بطريقة كذا، عربيات السحب هتيجي من كذا وكذا، عربيات الإسعاف والمستشفيات كذا، وده مش حاصل عندنا في مصر.
– وكمان لازم يكون في عندنا هيئة دائمة معنية بالكوارث، تكون قادرة على اتخاذ إجراءات استباقية زي اخلاء أجزاء من المدن والقرى اللي من المتوقع أن تضربها السيول، وده للأسف مش موجود عندنا.
– في حالة أسوان، لازم الحكومة كمان تجهز المستشفيات المحيطة بالأمصال المطلوبة في حال لدغات العقارب وكل التجهيزات الطبية اللازمة لمواجهة الأمر.
– فيه دعوات حكومية للمواطنين الالتزام منازلهم وتجنب مواقع وجود الأشجار والهوائيات الكهربائية، وكمان فيه تأكيد على أهمية التزام سائقي المركبات والسيارات المختلفة بوقف التحرك والتهدئة للحد من الحوادث المرورية وللحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين.
– نتمنى السلامة لكل أهل أسوان من الكارثة دي، ونتمنى أكتر ندرك خطورة التغيرات المناخية المستمرة ونحاول بقدر الإمكان نحافظ على البيئة والمساحات الخضراء والأراضي الزراعية، لأن التمن غالي جدًا.
*****