– قبل ساعات تم إعلان وفاة الكاتب والسيناريست الكبير، الأستاذ وحيد حامد، واللي وافته المنية بعد وعكة صحية اتعرض ليها مؤخراً، عشان تنتهي حياته بعد 76 عام.
– صفحة الموقف المصري بتقدم خالص التعازي لكل أسرته ومحبيه وأصدقاءه وجمهوره اللي متابعينه على مدار 40 سنة في أعماله الفنية والدرامية.
– الأستاذ وحيد حامد كان بيتكرم من أسابيع في مهرجان القاهرة السينمائي، وناس كتير شافوا انه كان أشبه أشبه بلقاء وداع بين المبدع وتلاميذه وجمهوره.
– الأستاذ وحيد طوال فترة إبداعه كان بيمتاز بالجرأة وبالذكاء في طرح مواضيع تتعلق بالاستبداد السياسي والقمع، وبالصراع بين الدولة والإسلام السياسي، وبمعاناة المواطن من الاستبداد والتوحش، وكل أفلامه اللي تناول فيها المواضيع دي تميزت إنها الأفلام الأكثر تأثيراً وتميزاً في تاريخ السينما المصرية.
– من أبرز محاطته مثلا كانت فيلم “البريء” اللي بيتكلم بشكل واضح وجريء وغير عادي، عن قصص المعتقلات والسجون العسكرية والتجنيد الإجباري وتعذيب المعتقلين في فترة عبدالناصر، وطبعاً الفيلم ده اتمنع وبعدين تم السماح بإذاعته بعد تغيير بعض المشاهد عشان تكون أقل حدة، وحتى بعد عرضه كان ممنوع من الإذاعة والعرض في أغلب الدول العربية. وقصة الفيلم ده مستوحاة من واقعة حقيقية اتعرض ليها وحيد حامد نفسه لما لقى عسكري من قريته بيضربه في مظاهرة وبعدين اتخض وقاله “معقولة يا أستاذ وحيد انت من أعداء الوطن؟” كان فيلم مؤثر جداً وأبدع فيه أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وحسن حسني وممدوح عبدالعليم.
– أفلام تانية ملهمة جداً بتعكس الفساد السياسي في مصر، زي “الإرهاب والكباب” “الراقصة والسياسي” و”اللعب مع الكبار” أو “الغول” أو “معالي الوزير”، واللي بيحكوا بشكل واضح عن تغول أصحاب النفوذ والمال داخل السلطة وكسرهم للقانون، أو كذب السياسيين وأصحاب السلطة.
– أفلام كمان كانت بتتكلم عن معارضته للجماعات المتطرفة وطرح ينحاز للمواطن المطحون بينهم وبين السلطة، زي “الإرهاب والكباب” و”طيور الظلام”، ومننساش طبعا فيلم “المنسي” اللي بيرصد ألم وضعف المواطن الفقير والبسيط.
– إلى جانب مسلسلات عظيمة زي “أحلام الفتى الطائر” و “أوان الورد” ومؤخرا “بدون ذكر أسماء”.
– كل رحلة الإبداع القوية دي صعب نقدر نتكلم عنها في بوست واحد، لكنها مؤشر واضح على قيمة وحيد حامد وقدرته، وكمان على إنه هامش بسيط جداً من الحرية كفيل إنه يخرج إبداع كبير في السينما والتلفزيون، ويضيف للقوة الناعمة المصرية كتير.
– على عكس الفترة الحالية اللي وحيد حامد نفسه كان مخنوق فيها جداً وقال في مهرجان القاهرة الأخير للسينما “ياريت يفكها شوية” في إشارة للوضع الحالي مقارنة بالمناخ اللي اشتغل فيه طول العقود السابقة، على الرغم من إنه كان متحمس جداً للرئيس السيسي في البداية لكن مع الوقت اتاثر واتخنق من التضييق على الحرية والإبداع، وانتقده في أكتر من مناسبة للسبب ده.
– من الوارد لأي حد يختلف مع بعض مواقف الأستاذ وحيد، أو ينتقد بعض أعماله، وهوا نفسه في ندوته الأخيرة بمهرجان القاهرة قال إنه وارد يكون أخد مواقف وراجعها، لكن الأكيد انه كان دايما همه الناس ومشاكلهم وهمومهم، وانه متبناش قضية إلا وكان مقتنع بيها تماما سواء كانت صحيحة أو لا.
– مرة تانية خالص التعازي لأحباء الأستاذ وحيد حامد وجمهوره، وهتفضل أعماله العظيمة خالدة في ذاكرة المصريين.