قبل يومين القضاء الإداري حسم النزاع القضائي حول برنامج رامز جلال، بالحكم لصالحه، ونص الحكم قال إن البرنامج لا يوجد فيه “ما يهدد الأمن القومي او يحض على العنف”، وإن من الطبيعي أن تتنوع الأعمال لترضي كل الأذواق “وهو ما يتفق مع جوهر حرية التعبير”.
– محامي رامز جلال رحب بالخبر، وقال كمان ان هوا رفع قضية ضد قرار نقابة الإعلاميين بمنع عمل رامز في مصر.
– مع استغرابنا اننا لما نشوف موقف رسمي مؤيد ل “حرية التعبير” يكون فيما يخص رامز بس بينما حال حرية التعبير في الصحافة المصرية مش محتاج شرح! لكن هنحترم الدافع ده، ونقول إحنا كجمهور لينا حرية التعبير عن رفضنا، وأبسط وسيلة هيا عدم مشاهدته، بالذات بوجود أطفال، ومراسلة الشركات المعلنة باحتجاجنا زي ما العديد من الدعوات ناشدت المعترضين من أول رمضان لحد دلوقتي.
*****
ازاي المقالب من النوع ده بتأثر علينا نفسيا؟
– كل سنة مقلب رامز كان بيكون عبارة عن مغامرة بيخوضها الضيف ورامز يكشف في الآخر دوره فيها، لكن المختلف المرة دي إن المقلب هو تعذيب بشكل مباشر بايد رامز اللي بيظهر للضيوف من الأول ويجبرهم على عمل تصرفات معينة تحت ضغط نفسي وبدني يصل للصعق بالكهرباء، وده تحديدا اللي صدر عشانه بيان مستشفى العباسية للأمراض النفسية.
– بيان مستشفى العباسية قال إن البرنامج فيه كتير من “العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بالآلام التي يسببها للأخرين، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج” وإن نشر السلوكيات دي خطر على نفسية المواطن المصري.
– البيان قال كمان ان اسم البرنامج “مجنون رسمي” ببيزيد من وصمة المرض النفسي.
– الخطر الأكبر من البرنامج ده على الأطفال، اللي وارد جدا يقلدو المقالب دي، ويتسببوا في أذي لنفسهم وأصحابهم بدون وعي، خصوصا إن الحلقات بتتذاع وقت الفطار، وده وقت الذروة اللي كل الأسر بتكون بتتفرج فيه على التليفزيون.
– خلال الشهور اللي فاتت شوفنا مواقف اعتداء مؤلمة بعدها الجاني يقول كنت باهزر، زي الشاب جون من جنوب السودان، اللي معظمنا شاف فيديو التنمر عليه والاستيلاء على شنطته، وفيديو آخر لأطفال اعتدوا على عامل نظافة مسن وصوروا فيديو ليه ونزلوه على تطبيق تيك توك.
*****
طيب غير القضاء اللي حكم لصالحه هل هناك جهة في مصر ممكن تتدخل؟
– الحقيقة إحنا عارفين ان مصر فيها جهات تنفيذية وأمنية سبق لها منع برامج ومذيعين سواء بطرق رسمية او غير رسمية، لكن ده مش الخيار اللي عايزينه خالص، بالعكس نرفضه لأي جهة إعلامية لا رامز ولا غيره، بنفس منطق رفضنا حجب المواقع المستقلة اللي بيتم خارج القانون والدستور.
– المجلس الأعلى للإعلام، اللي هوا جهة التنظيم الرسمية، قالت ده خارج سلطتنا، لكن قال كمان القناة مفروض توفق أوضاعها حسب اللائحة التنفيذية الصادرة في ١٦ فبراير خلال ٦ أشهر .. هنشوف هل هيتطبق القانون فعلا عليها ولا هتاخد استثناء، بحكم انها قناة سعودية شبه رسمية، وشفنا تركي آل شيخ رئيس هيئة الترفيه السعودي وهوا حاضر بنفسه توقيع عقد عمروا أديب مع القناة.
– نواب في البرلمان قدموا طلبات إحاطة موجهة لرئيس الوزراء، بتطالب بمنعه واعتبروا انه يحتوي على جرائم “مثل التعذيب بالمياه والكهرباء واحتجاز مواطن بالقوة والشروع فى القتل”، لكن محصلش أي تحرك برلماني جاد بعدها، ولو من النواب دول كأفراد يخاطبوا الجهة السعودية المسؤولة.
*****
ايه الإجراء اللي ممكن يتعمل؟
– الواقع ان منتجي البرنامج بيقولوا إنه الضيوف موافقين، ويحظي بنسب مشاهدة عالية يعني الجمهور كمان موافق، وإنهم مش مسؤولين عن مشاهدة الأطفال للبرنامج.
– الحقيقة ان فعلا فيه جانب مسؤولية فردية مهم، والأسر مسؤولة عن اللي بيشوفه أطفالها، لكن كمان وسائل الإعلام في الدنيا كلها عليه مسؤولية عن المواد اللي بتبثها، وبتخضع لعقوبات لما تعرض حاجة تخالف القانون أو قواعد جهة التنظيم الإعلامية.
يعني “التحريض على العنف” أو “خطاب الكراهية” دي جرائم إعلامية في الدنيا كلها، لكن مين اللي يضع التعريف اللي لا يخل بحرية الإعلام؟ ومين الجهة اللي تحكم ده ينطبق على الحالة دي ولا لا؟
دي الأسئلة اللي بيجاوبها الإعلام الحر والمناخ السياسي المفتوح، عبر جهات التنظيم اللي هيا نقابات منتخبة بنزاهة أو مجالس مستقلة زي “هيئة تنظيم الاتصالات” البريطانية مثلا.
-كمان بوضوح مسألة “التصنيف العمري” مطلوبة، والمفترض لو القناة فعلا مهتمة بمسألة الأطفال إنهم يحطوا تحذير أول كل حلقة على الشاشة بوضوح.
– بالنسبة لنا كمشاهدين مينفعش يكون حد مستاء فعلا من محتوى البرنامج وبيتفرج عليه! بكل بساطة اللي فعلا عايز ياخد خطوة إيجابية فأول خطوة هيا انه ميتفرجش، وخصوصا لو معاه أطفال في البيت لازم يحرص ميشتغلش قدامهم.
– وبعدها ممكن نراسل القناة على صفحتها وايميلها، والشركات اللي بتعرض إعلاناتها . ده نجح سابقا وقت وقف برنامج ريهام سعيد لما عرضت صور شخصية لضيفة، وحتى لو محصلش أي نجاح حقيقي المرادي فده ممكن يكون دافع ان السنة الجاية يختاروا تيمة للبرنامج بعيدة عن مسألة التعذيب والعنف المباشر دي.
– ضروري كمان لو أطفالنا الأكبر شوية مصممين يتفرجوا عليه، يكون بيننا نقاش مفتوحة عن خطورة النوع ده من الأفعال، وان الضيوف دول واخدين فلوس كتير كشغل بحت عشان يمثلوا الأدوار دي، لكن احنا مينفعش أبدا نعمل أي سلوكيات تنمر او عنف ضد أصحابنا أو الناس اللي حوالينا.
*****