عندنا شوية تعليقات على المقارنة العجيبة اللي حصلت بين الهاشتاجين دول:
– أولاً من حيث المبدأ المقارنة دي مغلوطة تماماً .. مش العساكر دول كانوا مدنيين وبعد الخدمة بيرجعوا مدنيين؟ هوا الجيش ده نزل علينا من الفضاء مثلا!
يعني سواق التوكتوك ده ممكن يكون أمضى خدمته العسكرية بالفعل، وجايز لو خدم دلوقتي هوا نفسه يكون شهيد بالهجوم الإرهابي .. والمجند الشهيد برضه جايز لو كان فضل عايش وخلص جيشه، هوا نفسه هيرجع قريته يدور على شغل وجايز يشتغل على توكتوك.
الاتنين مواطنين، لكن ربنا اختار واحد منهم للشهادة والتاني بيعافر علشان حياة كريمة، والاتنين في مراحل مختلفة بيتبادلوا الأدوار، إيه اللي يخلي حد يتصور إنهم عكس بعض؟
الفصل بين قوام الجيش وبين الشعب اللي هوا نفسه اللي بيخدم في الجيش هوا أغرب منطق ممكن، وهو أكبر اساءة للجيش والشعب والوطن.
خريج المدرعة هوا خريج التوك توك.
– بعض البوستات دي نشرت صور قالت انها لجثث اخواتنا الشهدا، ودي أكبر اساءة وجريمة فعلاً في حق الشهدا انه تتنشر صورهم بشكل لا يرضيهم هم وأهاليهم، وكما دي أكبر جريمة في حق القوات المسلحة نفسها والروح المعنوية لجنودها. الجيوش كلها بتحرص على نشر صور ضحاياها بأحسن حال وابتسامة وشياكة، عشان تبقى الصورة الجميلة القوية هيا المرسومة في عقول الناس، مش حد يتطوع يشمت الأعادي!
اللي عمل كده هوا فعلا اللي أعماه الهدف السياسي، وهوا فعلا اللي بيتاجر بدماء الشهداء اللي بيستخدمهم في المزايدة الوطنية على خصومه، وهو أبعد الناس عنهم.
– إيه العلاقة بين مواطن بيشتكي من صعوبة الحياة وتدهور الاقتصاد اللي كلنا لامسينه، بهجوم إرهابي حصل بعدها بيومين؟
الأصول في مصر إنه مافيش مصيبة أكبر من الموت، وفي وقت الموت الكل بيكتم مشاكله شوية مراعاة للظروف، لكن هل ينفع نحاسب الناس على تعبيرهم عن آلامهم قبل الحادث؟ فيطلع هاشتاج معناه الضمني “آلامكم اليومية دي ولا حاجة وحتى الشكوى بكلمتين مش من حقكم”.
– طيب بفرض إنه سواق التوكتوك وغيره انتظروا الوقت المناسب اللي مش عارفين هييجي امتى، أو حتى اتخرسوا ومتكلموش خالص هل ده كان هينقذ اخواتنا الشهدا؟ هل ده كان هيخلي الاستعدادات الأمنية في الكمين أفضل؟ هل كلمتين في برنامج هم السبب في تمدد الهجمات ضد الجيش لحد وسط سيناء بعيد جداً عن مسرح العمليات الأصلي؟
كل ما تحصل أي كارثة تظهر أصوات إن ده وقت حزن وبس، أو وقت “اصطفاف وراء القيادة السياسية” وبس، محدش يشكي من حاله، أو يظهر رأي مختلف، أو يتكلم عن أخطاء أو محاسبة.
لكن السكوت ملوش نتيجة إلا إن القضايا المهمة بتندفن تحت المزيد من الكوارث، ويفضل المقصرين في أماكنهم بيعملوا نفس الأفعال.
– خلاص انسوا سواق التوكتوك اللي مجننكم ده، اللي قالوا عليه إخوان، أو ممثل، وبعدين قارنوه بالشهداء، ممكن نتكلم بقى في المشاكل اللي كان بيعاني منها هو وملايين المصريين؟ المدارس والمستشفيات العامة؟ أسعار الأدوية والغذاء والمواصلات؟ تعويم الجنيه؟ أسعار الوقود والكهرباء؟.. هل الحاجات دي سكوتنا عنها بيحسنها أو يخليها متوافرة؟ الناس فعلا ساكتين مقارنة بحجم المعاناة وإلا ماكناش أصلا هناخد بالنا أصلا من فيديو سواق التوكتوك.
– إكرام الشهيد بالانتصار على قاتليه، وتعمير الأرض اللي مات وهو بيحرسها.
ربنا يرحم شهداء الكمين، ويرحم الأحياء اللي في باقي البلد.
*****