إذا كنا دايماً نقول فيه جانب سياسي لأي قرار اقتصادي، ده مش علم مطلق زي معادلات الكيميا مثلا، فالمغالطة بتقى أكبر لو المعلومة التقنية نفسها غلط.
المبادرة المصرية للحقوق الشخصية نشرت تقرير مهم عن دعم الكهرباء، فيه معلومات بترد على كتير من الكلام اللي بيتكرر علينا بدون دليل. هنعرض في الأيام الجاية أجزاء منه.
****
“المواطن في بلاد بره بيدفع أغلى بكتير في الكهربا، عشان كده عارف قيمتها وبيوفر استخدامه”
الحقيقة إن الأرقام المرفقة بالشكل تثبت ان الكلام ده مضروب جداً.
لا مواطن بره بيدفع أغلى، ولا بالضرورة بيستهلك أقل.
– بخصوص الاستهلاك الأرقام واضحة جداً، متوسط استهلاك المواطن المصري 269 كيلووات في الشهر، بينما مثلاً التركي 312، والفرنسي 415، والياباني 464، والكندي 897، والأمريكي 911.
– بخصوص السعر فطريقة الحساب السليمة هي كلفة الكهرباء كنسبة مئوية من دخل المواطن، مهو بالبلدي كده اللي هيدفع 1000 جنيه من دخل 4000 جنيه أكيد أكتر من اللي هيدفع 1000 دولار من دخل 10 آلاف دولار مثلاً.
– وهنا هنلاقي المواطن المصري بيدفع للكهرباء متوسط 4.7% من دخله، وده أكتر مثلاً من الفرنسي 3.5%، والبريطاني 2.8%، والكندي 2.6%، والأمريكي 2.2%.
– المصري بيدفع أكتر كمان من دول نامية زي إندونيسيا 3.4%، تايلاند 3.1%، فيتنام 3%، الهند 2.4%.
***
– لو سمعت الجملة السابقة من أي حد رد عليه فوراً. متسمحش بانتشار مغالطات وأكاذيب هدفها الضحك على الناس واشعارهم بالنقص والذنب، ولومهم على مالم يتخذوا قراراً فيه.
– مفيش حد ضد إن المواطنين يشاركوا في بناء بلدهم بالمراحل الصعبة، ووارد كان الناس تتحمل خفض استهلاك الكهرباء وزيادة الأسعار وأي عبء، لكن المهم ده يحصل إزاي؟. إزاي يحصل بدون ثقة في العائد الشخصي على كل مواطن، وبدون احترام لعقل المواطن وتقدير لدوره، وبدون شراكة في القرار وشفافية فيه، وبدون وعود محددة بجدول زمني، وبدون عدالة بتقاسم الأعباء، وبدون محاسبة لو فشلت الخطة.