– يوم الخميس اللي فات مصر كلها شافت أحمد محيي الدين، الدكتور الصيدلي اللي وقف لوحده بيافطة في ميدان التحرير وصور فيديوهات يكلم فيها الناس:
– يوم الجمعة شباب وبنات حاولو يعملوا زي أحمد لكن الداخلية قبضت على عدد كبير منهم.
– محدش يعرف العدد بالظبط، لكن المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية كانت وصلته بيانات حوالي 30 شخص منهم، وده يشمل محافظات القاهرة والإسكندرية والبحيرة.
– الشباب اللي مقبوض عليهم فيهم 3 شباب قصر – تحت سن 18 سنة -، بالإضافة لـ 3 فتيات.
*****
إيه اللي حصل لأحمد محيي الدين؟
– اختفى تماما لمدة يومين، بالمخالفة للقانون، والده يوم السبت قدم بلاغ باختفاؤه.
-امبارح ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا، واتوجهت ليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية ومشاركتها في تحقيق أغراضها، وأمرت بحبسه 15 يوم!
ده رغم إن أحمد زي ما قلنا مكانش عامل مظاهرة اللي تعريفها تجمع من 10 أشخاص، ولا عامل أي مخالفة قانونية أصلا.
– محامي المركز المصري حضر التحقيق مع 7 شباب آخرين من المقبوض عليهم الجمعة، وبرضه اتوجهت ليهم نفس التهمة، واتضموا مع أحمد في قضية جديدة هي القضية 1739 لسنة 2018، وبكده الوضع كإن أحمد والشباب دول متفقين سوا، وكلهم “تنظيم إرهابي”!
– المركز المصري قال إن 10 شباب آخرين تم الإفراج عنهم بعد 3 أيام من الاحتجاز، بدون أي عرض على نيابة ولا أي اجراء قانوني. وبعض الأنباء بتقول ان الشباب كانوا محتجزين في معسكر أمن مركزي.
*****
– أغلب الشباب دول تحت سن 21 وفي منهم تحت ال 18. مثلا أحد الحالات لشاب في أولى ثانوي عنده 16 سنة.
وكمان أغلبهم جايين من أسر وخلفيات بعيدة عن السياسة، زي ما شفنا أحمد محيي اللي ظهر إن والده كان لواء شرطة، وكان عضو مجلس شعب عن الحزب الوطني.
– جزء كبير من أسباب صعوبة عمل المحامين في الوصول للشباب دول هو إنه معظمهم ملوش أي نشاط سياسي سابق من أي نوع، لا عضوية حزبية أو حركية، وبالتالي مش معروفين لأي دواير سياسية.
وهما كمان بسبب عدم الخبرة، فمش عارفين مفروض يتصرفوا ازاي أو يكلموا مين, فكان بيتم اكتشاف الموضوع بالصدفة حتى للمحاميين الحقوقيين.
– الشباب دول في أول تجربة ليهم اتعرضوا للمعاملة دي، وهما وأهاليهم شافوا تطبيق عملي لمخالفة الدولة للقانون. المادة 54 من الدستور تنص على أنه “يجب أن يُبلغ فوراً كل من تقيد حريته بأسباب ذلك، ويحاط بحقوقه كتابة، ويُمكٌن من الاتصال بذويه و بمحاميه فورا، وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خلال أربع وعشرين ساعة ..”
– ولما تكون في بلد بتعاقب شباب بالأعمار دي، لأنهم خرجوا بمنتهى الشجاعة غضبا من حادثة القطر والناس اللي ماتت، وغضبا من إن مستقبلهم وحلمهم مينفعش ينتهي في البلد عشان رئيس عاوز يحكم لآخر حياته، فالحل البديهي لأي نظام سياسي عاقل مش عايزهم ينزلو الشارع هوا، إنه يفتحلهم مساحة حوار ومشاركة سياسية قانونية وسلمية عبر الأحزاب وغيرها، مش يقبض عليهم.
– السلطة اللي بتقول إنها بتحارب الإرهاب مينفعش تخلي المجتمع محتقن بالشكل ده، تقفل على الأحزاب السياسية وتقبض على الناشطين فيها زي ما شفنا سجن أعضاء حزب الدستور وبعدين يسألوا الأحزاب فين؟ تقفل قنوات ومواقع وجرايد وتقعد إعلاميين محترمين في البيوت وبعدين تسأل هو الشباب مبيتابعش الإعلام ليه؟ تعامل الجيل الجديد بالشكل ده بعدين تسأل عاوزين يهاجروا ليه؟ تحبس ناس ظلم والسجون مليانة دواعش وبعدين تسأل هو الإرهاب مبيخلصش ليه؟
– الشباب دول معظمهم كانوا أطفال وقت الثورة، وكبروا وشايفين الوضع دلوقتي عامل إزاي، وشايفين شعوب جنبنا زي الجزائر والسودان بتتحرك عشان ينقذوا بلدهم من الحكم الأبدي، لسه في أحلام وطموحات عن الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي حتى لو فيه أجيال تعبوا من المطالبة بيها هيفضل في أجيال بتطلع بتنادي بحقوقها الطبيعية، ومش هتسكت، وهتفضل تجرب بمختلف الطرق، وتكتسب خبراتها، لحد ما يتم الاستجابة ليها.
– لكل الشباب اللي عبروا عن غضبهم من حادثة القطر ومن محاولات البرلمان تعديل الدستور، لأحمد محيي الدين وكل اللي خرجوا من شباب في الأيام اللي فاتت في محافطات مصر وتم اعتقالهم، انتم مش لوحدكم.. هنتابع أخباركم وهنكتب عنكم لغاية ما تخرجوا بالسلامة ان شاء الله.. وهنكتب وهنعبر عن رأينا وهنشتغل وهنغير بلدنا للأحسن ان شاء الله..
*****